ولنا رأي

القرآن لا يكذب والآية صريحة!!

لم يكذب القرآن الكريم ولم تكذب الآية القرآنية التي تقول لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم وها هو القرار الأمريكي الذي حبس الشعب السوداني كله أنفاسه أمس الأول القاضي برفع الحصار الاقتصادي المفروض من تلك الملة التي عناها القرآن الكريم وحذرنا منهم، فأمريكا لن تفي بالمواثيق والعهود طالما على رأسها هذا الرئيس الاسمه “ترمب” الباحث عن المال في منطقة الشرق الأوسط كما كان يبحث عنها “إسماعيل باشا” في السودان عندما حاول غزوه من أجل المال والرجال، ففي السودان كان هناك رجال أمثال المك “نمر” الذي حرق “الدفتردار” شر حريق بمنطقة الجعليين وأين نحن من المك نمر هل ننتظر “ترمب” ليرضى عنا والقرآن قال لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم، فترمب باحث عن المال وأصلاً تاجر وسمسار وليس رئيس دولة لأن همه الآن جمع المال بأي طريقة من الطرق، وإلا لماذا جاء إلى المملكة العربية السعودية رغم أنه عند تسلمه السلطة  بدأ يكيل الاتهام للإسلام والمسلمين، والآن جاء وأخذ الفيها النصيب من السعودية وأشعل النار في المنطقة باختلاق مشكلة الإرهاب لتكون قطر فريسة لتلك الأوهام الأمريكية.
إن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان رغم تفاؤل الجميع برفعها بما في ذلك الحكومة نفسها ولكن الذين يعرفون أمريكا وأفعالها في المنطقة، لم يكونوا مطمئنين لأي قرار إيجابي لمصلحة السودان وحتى القرار الذي صدر بثلاثة أشهر أخرى محاولة ليطمئن “ترمب” أكثر على صدق الحكومة السودانية ولكنه لن يكون صادقاً هو، إن الخريطة الموضوعة لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ينبغي أن تقرأ بتأنٍ ودقة ويجب ألا نتفاءل أكثر من اللازم لأمريكا وأعوانها ..ومثلما انتهت الستة أشهر التي كانت جس نبض للحكومة السودانية فإن الثلاثة أشهر ستمضي ولن تفعل أمريكا شيئاً إن لم تضاعف العقوبة ..فنحن لسنا متفائلين للقرارات الأمريكية وينبغي أن نترك أمريكا تلهث خلفنا بدلاً من هذا الخوف والانبطاح الأكثر من اللازم لها.
 على الحكومة أن تكون جادة أمام شعبها وأن تستنفره من أجل المصلحة العامة وأن تحدث صلحاً أكثر والعمل على تطوير الحوار الوطني وإعطاء مزيد من الثقة للشعب السوداني، وأن يكون هناك برنامج إصلاحي شامل وأن نزرع الحقول وأن تدار المصانع وأن نمنح الشعب السوداني الأمل في البناء والتطوير، لأن أمريكا لن ترضى عنا طالما أحست بأننا نخافها ونحاول إرضاءها بشتى السبل، انظروا إلى الدول التي بنت نفسها ولم تحتاج إلى أمريكا انظروا إلى ماليزيا التي خرجت إلى العالم من العدم لتصبح من الدول المتقدمة، وانظروا إلى تركيا التي كان اقتصادها منهاراً فالآن من الدول الكبرى اقتصادياً وارتفعت قيمتها في المنطقة فلم تمد يدها إلى أمريكا ولم تخشاها وارتفع نصيب الفرد مادياً وعملت قيادتها من أجل الشعب، حاربت الفساد والطغيان ولذلك نهضت خلال فترة وجيزة بينما نحن ما زلنا ننتظر أمريكا لترضى عنا.
 إن الإمكانيات الموجودة في السودان غير متوفرة لدى الكثير من الدول زراعة فقط يمكن أن تكفي لإعاشة الشعب مرفوع الرأس، فما بالك لو وظفت السياحة أو المعادن ..لدينا من الإمكانيات ولكن لم  نعرف كيفية استغلالها، إن مشكلة السودان لم يعرف الاستفادة من أبنائه فعندما رفضت أمريكا استخراج البترول في وقت مضى اتجهت الحكومة إلى الصين وبفضل الصين استخرجنا بترولنا وكان هناك رجال وهبوا أنفسهم من أجله ولكن المؤامرات والدسائس أعادتنا إلى المربع الأول، فالفرصة ما زالت قائمة إن أرادت الدولة أن تعتمد على نفسها وعلى أبنائها فعليها أن تأتي بمن أحدثوا تلك النهضة من جديد وسنجعل أمريكا تلهث خلفنا بدلاً من انتظارها لرفع العقوبات التي فرضتها علينا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية