ولنا رأي

شجاعة الوالي "الخضر"!!

نظم الشاب الوزير “محمد يوسف الدقير” وطاقم وزارته لقاء تفاكرياً مع رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة من الصحفيين السياسيين والرياضيين مع والي ولاية الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن أحمد” الخضر أمس الأول بدار النفط للوقوف على مشاكل وقضايا الولاية المختلفة، خاصة وأن ولاية الخرطوم أصبحت سوداناً مصغراً، إذ إن معظم سكان الولايات قد نزحوا إليها بسبب انعدام الخدمات والتنمية بمناطقهم مما فاقم مشكلة ولاية الخرطوم التي أصبح عدد سكانها ما يقارب السبعة ملايين نسمة.. الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي الخرطوم يحمد له أنه قليل الغضب والانفعال، وهذه واحدة من مميزاته لأنه رئيس جمهورية الخرطوم، وكما قال الأستاذ “حسين خوجلي” إن السيد الوالي لا يوهم نفسه بأنه والي ولاية الخرطوم بل هو والي ولايات السودان، لأن كل ولايات السودان أصبحت داخل ولاية الخرطوم.. السيد الوالي نحمد له أنه لم يتجرأ بالرد على الصحافة فيما طاله من نقد، لأن السيد الوالي يعلم أنه أصبح رجلاً عاماً أو مِلكاً عاماً للشعب يفعل فيه ما يشاء، النقد، التجريح والإساءة، وإن كانت تلك غير موجودة، لكنه يتحمل كل ذلك.. وحمدنا للسيد الوالي أنه أعلن في اللقاء التفاكري أنه تمت تسوية الخلاف بينه وبين صحيفة (الانتباهة) في منطقة محايدة وفي الساعات الأولى من صباح (الاثنين)، ونعتقد أن تلك شجاعة من السيد الوالي، أن يعفو عما بدر من الزميلة (الانتباهة) سواء أكان حديثها صحيحاً أم لا، أو إن كان حديث الوالي في مجلس الوزراء حول ما قاله عن (الانتباهة) صحيحاً أو خطأ، المهم عفا الرجل، وهذه شجاعة نادرة من مسؤول.
ونحمد له أيضاً شجاعته عندما اعتذر علناً في اللقاء عندما طالبه الأخ الزميل “الظافر” بالاعتذار للرجل الذي داهمته الشرطة واقتادته إلى مقرها بحجة أنه غير متزوج ووجدت معه سيدة داخل المنزل واتضح أن السيدة زوجته، وهذه أيضاً شجاعة نادرة وقل أن يتحمل المسؤول وزر غيره ويعتذر نيابة عنه.
السيد الوالي كان صريحاً وواضحاً عندما دافع عن الدكتور “مأمون حميدة” وزير الصحة بولاية الخرطوم الذي ناوشته السهام الصحفية فيما يتعلق بمحاولته تفكيك مستشفى الخرطوم التعليمي ومستشفى ابن عوف للأطفال.
السيد الوالي قال: نحن لسنا مسؤولين عن “مأمون حميدة” المستثمر أو رجل الأعمال بقدر ما نحن مسؤولون عن “مأمون حميدة” وزير الصحة الذي يقوم بتنفيذ سياسات الدولة، وقال: من لم يدافع عن المسؤول الذي معه ليس جديراً بالاحترام، وكذلك رئيس التحرير الذي لا يدافع عن محرريه ليس جديراً بالاحترام.
قدم السيد الوالي شرحاً واضحاً وصريحاً حول سياسات “مأمون حميدة” فيما يتعلق بالمسألة الصحية وأثنى عليها، وقال إنها تجارب ناجحة وستؤتي أُكلها قريباً، وأمّن على سياسة الولاية حول البطاقة الصحية التي تضمن العلاج للمواطن بأقل تكلفة، كما أكد أن منسوبي الولايات يحق لهم العلاج بالبطاقة إذا كانت معهم وهم بولاية الخرطوم.
السيد الوالي تحدث عن ثلاث قضايا عدّها مهمة، أولها قضية البطاقة الصحية، وقال: من لم يستطع تملكها فالولاية قادرة على تمليكها له مجاناً، مؤكداً أنه تم حصر الفقراء الذين لا يمتلكون مبلغ الـ(25) جنيهاً قيمة البطاقة، وقال إن الولاية تدفع مبلغ (6) مليارات جنيه شهرياً للتأمين الصحي.
السيد الوالي تطرق في حديثه للقضية الثانية، وكانت قضية النفايات، وعدّها واحدة من المعضلات التي حاولت الولاية حلها بشتى الطرق لكنها عجزت عن الحل ولا تدري أين تكمن المشكلة، رغم أن عربات النفايات بالولاية تفوق عدد عربات النفايات بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وحمّل المواطن وأشركه في المشكلة، إذ إنه لم يتبع الطرق السليمة للنفايات وكيفية وضعها في أكياس وإخراجها في اليوم المحدد لمرور العربة.. وضرب السيد الوالي أمثلة بدول كثيرة تتبع الطرق المثلى في نقل النفايات، كما في أسبانيا التي عاش فيها السيد الوزير “الدقير” لأكثر من عشرين عاماً أو الرياض-السعودية أو القاهرة.
أما القضية الثالثة التي كانت محل اهتمام السيد الوالي في اللقاء فهي قضية المواصلات، وهذه واحدة من المشاكل التي تواجه مواطن ولاية الخرطوم، وأكد السيد الوزير أنه تم الاتفاق مع إدارتي جامعتي النيلين والسودان لنقل مقرهما من الوسط باعتبار أن عدد طلاب الجامعتين يشكل زحاماً شديداً، وقال: سيكون هناك مسار منفصل للبصات، وأكد أن هناك بشريات حول مشروع الترام والقطارات بولاية الخرطوم لكن الوقت ليس مناسباً للإعلان عنه.
السيد الوالي بشّر خلال اللقاء المواطنين بانخفاض أسعار الفراخ والخضروات، على الأخص الطماطم، التي بلغ الكيلو منها (4) جنيهات، مؤكداً أن سعرها سينخفض أكثر، وبشّر أيضاً أنه وبعد عام لن تكون هنالك مشكلة في الألبان.
لم يخامرني أدنى شك في صدق الوالي في كل ما قاله، وسنكون معه صادقين بنشر بكل ما يطرحه من عمل فيه مصلحة المواطن.
{ ملحوظة: نأمل من الأخوة الصحفيين في مثل هذه اللقاءات عدم الاستعراض وتطويل الحديث، والدخول في الأسئلة مباشرة حتى لا يمتد بنا اللقاء لساعات أطول كما حدث بالأمس.
{ آخر حرف.. نشكر الأستاذ “أزهري محمد عمر” مدير مدرسة الرياض الثورة النموذجية للأساس على ما خطه يراعه من خطاب تسلمناه من الابن “عمر” حول ما كتبناه عن المدرسة ومنسوبيها، فهم يستحقون أكثر وليت المسؤولين قرأوا وشمروا عن سواعدهم للإيفاء بما كتبناه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية