مسألة مستعجلة
تسريبات القرار!!
نجل الدين ادم
قد يسبق القرار الأمريكي بشأن الرفع الكلي للعقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد من عدمه ما كتبناه اليوم (الأربعاء)، بفارق التوقيت.
إرهاصات متقلبة وصورة غاتمة تلف سماء التكهنات المتوقعة هنا في الخرطوم وفي واشنطن، كثير مما هو إيجابي، وقليل مما هو سلبي يظهر في الأفق، ولكن ربما يبقى المحك في المزاج الأمريكي المتقلب للرئيس “دونالد ترمب” الذي يضع ختم المرور لهذا الرفع الذي يترقبه كل العالم وليس الشعب السوداني وحده.
حلّ وفد الكونغرس الأمريكي خلال الأيام الثلاثة الماضية، ضيفاً على البلاد والتقى من التقى من المسؤولين وغادر وترك العديد من الأسئلة والاستفهامات بشأن ما حمله من رسائل للحكومة في الدقائق الأخيرة من فترة الإعلان والنتائج التي تم التوصل إليها.
إرهاصات الرفع تعززها وكالات الأمم المتحدة التي سارعت بدعوتها الصريحة للإدارة الأمريكية برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ عشرين عاماً، لاعتبارات وفاء الحكومة بكل الالتزامات والشروط المفروضة، وفي الجانب الآخر يظهر تقرير وكالة (السي آي إية) التي سارعت بإعلان ما هو إيجابي بشأن التقدم في الملف الأمني والاستخباراتي ووفاء السودان بكل المطلوبات.
أما إرهاصات تعذر تمرير قرار الرفع فتبدو واضحة في حالة الاختلاف البائن داخل الكونغرس الأمريكي التي حملتها عدد من الصحف الأمريكية يوم أمس (الثلاثاء)، واهتمام الرأي العام هناك، ومسارعة (53) عضواً منه، أي الكونغرس، قبل خمسة أيام برفع مذكرة للرئيس “ترمب” بعدم التوقيع على قرار الرفع.
هناك صعوبة في استقراء ما هو متوقع في ظل هذه التقاطعات الأمريكية وغير الأمريكية وفي ظل وجود إدارة غير مكتملة للرئيس “ترمب” يمكن أن تسهل عليه عمليات المشورة وتسريب ما هو متوقع للرأي العام.
ولكن صمت الحكومة لفترة طويلة من الوقت بشأن هذا الملف المتشابك وخروج وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” على الإعلام وقوله (أي قرار دون رفع العقوبات على السودان نهائياً غير منطقي وغير مقبول)، ربما ينبئ بأن هناك تسريباً غير إيجابي قد تم بشأن ما هو ما توقع، أو ربما العكس فيما حمله الوفد الأمريكي الذي غادر دون أن يكشف مهمته والسيناريو المتوقع للحكومة، وقدم في هذه الحالة من الوعود القاطعة بالرفع النهائي آجلاً أو عاجلاً.
هذا الجو المشحون بالرجاء لما هو متوقع يعكس أهمية القرار المنتظر للعالم أجمع ويقر في المقابل بأن الحكومة قدمت كل ما بوسعها حتى تتم عملية رفع هذه العقوبات الأحادية، ويبقى المحك في التوقيت، نأمل أن يكون حديث “ترمب” اليوم موافقاً لحالة الترقب الإيجابي وهو رفع العقوبات.. والله المستعان.