ولنا رأي

مؤتمر الحركة الإسلامية القادم.. هل من جديد؟!

اكتظت قاعة الشهيد للمؤتمرات بكل وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة؛ لحضور المؤتمر الصحفي الذي دعت له اللجنة التحضيرية لانعقاد المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية.
المؤتمر شهد وجوهاً كادت تختفي عن الساحة السياسية مثل البروفيسور “محمد البشير عبد الهادي” رئيس لجنة الخدمات للمؤتمر القادم والباشمهندس “السعيد عثمان محجوب” و”حسن عثمان رزق”، ووجوهاً إعلامية كثيرة جاء بها هذا المؤتمر، وكانت في فترة سابقة لها تأثير في الحياة السياسية لا ندري ما هو سبب الانزواء والابتعاد عن الساحة.
المؤتمر الصحفي الذي جاء إليه البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس مجلس الشورى كان حافظاً جيداً، ولكن لم يسأل أحد عن متى كان قيام المؤتمر الأول وحتى السادس؛ لأن السابع الجميع خبر مكانه. كما أن البروفيسور “إبراهيم” كان محضراً نفسه جيداً أيضاً لإجابات السائلين والمستفسرين؛ ولذلك كلما انتهى سائل عن سؤاله كانت إجابة البروفيسور “إبراهيم” حاضرة وقاطعة وملجمة للسائل، مثل: هل المؤتمر الثامن سيتيح فرصة الجناح الآخر للمؤتمر الوطني أي المؤتمر الشعبي؟ فكانت إجابة البروفيسور “إبراهيم” بالنفي، وكذلك تقديم الدعوة للدكتور “حسن الترابي”، وكانت أيضاً بالنفي، وعن لمّ الحركة الإسلامية، قال نحن نمد أيدينا لإخواننا رغم الخلاف التنظيمي، وقال إن المؤتمر الوطني الثامن سيعمل على تضميد الجراح ومد الأيدي للآخرين، وليس قيام المؤتمر بغرض إظهار القوة.
إن مشاركة وسائل الإعلام الكثيف في المؤتمر الوطني تؤكد أهمية المؤتمر القادم، ولكن الجميع كان يعتقد أن المؤتمر القادم سيتيح فرصة معالجة الأخطاء السابقة إن كانت فردية أو جماعية، والعمل على بناء الحركة الإسلامية من جديد بعد أن أصابتها الهزة، خاصة المشاركة في السلطة، وهذه أثرت في الحركة الإسلامية التي كانت تعمل على بناء الفرد والجماعة، وتحثهم على المعاملة الطيبة والزهد والطهر والنقاء. ولكن الحركة الإسلامية، التي كانت تعين الأخ، أصبح الأخ يتصيد أخطاء أخيه، ويصارع ويقاتل من أجل إبعاد أخيه بعد أن فتنت السلطة أولئك، وأبعدتهم عن قيم الدين.. وأصبح الجميع يتكالبون على المال والسلطة التي كانوا يحلمون بها منذ سنين طويلة، ولكن حينما جاءت السلطة نسي الناس المشروع الكبير، وظهر الفساد في البر والبحر، ولا أحد استطاع أن يوقف شهوة هذا المال الفاتن للعباد، فالذين كانوا يخشون الله ويخافون عقابه الآن لا وازع ولا رقيب ولا محاسب، ولا أحد يخشى عقاب الله. فالحركة الإسلامية ستعقد مؤتمرها الثامن في 16-17 نوفمبر القادم، وسيكون هناك حشد ضخم للإسلاميين، وسيأتون من كل فج عميق، ولكن ثم ماذا بعد انعقاد المؤتمر، هل ستحاسب الحركة نفسها على الأخطاء السابقة؟ وهل للحركة خطة جديدة لإعادة الوضع السابق؟ بمعنى أن تعود تربية النشء وتعليمهم أمور دينهم والسير قدماً في مشاريع تتماشى مع متطلبات العصر واللحاق بركب الأمم المتقدمة أم ستظل في نفس العراك القديم والخلاف؟! نسأل الله أن يأتي المؤتمر بجديد، وألا يكون تظاهرة كمثل التظاهرات التي نشهدها دائماً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية