ولنا رأي

حكومة الوفاق عرضة واتفرتقت !!

 أحسنت الحكومة باتخاذها موقفاً محايداً من أزمة الخليج التي اندلعت بين المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات ومصر ودولة قطر التي اتهمت برعايتها للإرهاب وتأثيرها على المنطقة، أياً كانت المواقف، ولكن السودان شابه موقف دولة الكويت وسعيها في الوساطة بين الأطرف المختلفة، وتقدم الرئيس “عمر البشير” بالوساطة في ذلك باعتبار المملكة العربية السعودية ودولة قطر من الدول التي وقفت مساندة له في أزماته السابقة ولا بد أن يوقف موقفاً إيجابياً مع الكل ويسعى لحل المشكلة بينهما وليس متفرجاً كما بعض الدول، والسودان له مواقف إيجابية مع الإخوة العرب ليس في هذه الحكومة، ولكن منذ زمن بعيد وإبان تدخل رئيس وزراء السودان السابق “محمد أحمد محجوب” ودخوله في الوساطة بين الملك “فيصل” والرئيس “جمال عبد الناصر” ولما كان للسودان دور مقدر في المنطقة قبل الطرفان الملك “فيصل” و”عبد الناصر” وساطته وحلت المشكلة داخل الخرطوم في المؤتمر الشهير الذي انعقد وقتها بعد نكسة 1967م، الآن العرب في حاجة إلى حكماء في المنطقة وليس هؤلاء مع هؤلاء ولا هؤلاء ضد هؤلاء، كما يقول “عادل إمام”، فالأمر متعلق بالعرب وبالمنطقة العربية وإذا لم يحسن الناس المواقف ستقع الكارثة على الأمة العربية جمعاء ..فالآن بدأت بعض الدول أن تتخذ مواقف واحدة مع السعودية والأطراف الأخرى وأخرى مع قطر، ولكن هذا الصراع لن تستفيد منه المملكة العربية السعودية، بل الضرر سيلحق بالأمة جمعاء، ومن مصلحة الدول التي تتهم قطر بدعم الإرهاب أن يقدموا الأسانيد والدلائل حتى يفضحوها أن كان الأمر صحيحاً ..أما أن كان الأمر مكيدة فعلى الأمة العربية جمعاء أن تعيد الحسابات وأن تعيد مواقفها حتى لا تستفيد من ذلك الدول التي تقف أصلاً لضرب العرب بعضهم ببعض، ونحن في السودان لا نريد أن نصنف مع هذا الطرف أو ذلك، لأن التصنيف يضر كل الأطراف وعلى كبار القوم أن يقوموا بإصلاح ذات البين بدلاً من صب الزيت لإشعال نار الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة .
الرئيس “البشير” مع أمير الكويت وآخرين بإمكانهم نزع الفتيل قبل أن تشتعل النار أكثر وتحرق كل المنطقة، والدول التي تحاول أن تقف مع هذا الطرف أو ذاك عليها أن تتعظ مما حدث في المنطقة من مؤامرات ودسائس وراحت ضحيتها حكومات وشعوب وما العراق ببعيدة عن المؤامرة التي نسجت بإتقان وزيِّن للرئيس الراحل “صدام حسين” بأنه رجل المنطقة ولا بد أن يقتحم الكويت وبالفعل دخل الكويت وكاد أن يدخل المملكة العربية السعودية وانقسمت الأمة العربية بين مؤيد للكويت وأخرى للعراق، ولكن الجهة التي زيَّنت لـ”صدام” اقتحام الكويت عادت من جديد واتهمته بالخيانة وبدأت نفس الجهة في ضرب العراق وحطمته وروَّعت أهله وشردتهم ولم تسلم العراق إلى الآن من المؤامرة التي حيكت ضدها وضد رئيسها الراحل “صدام حسين” وها هو  السيناريو يعود من جديد وبطريقة أخرى وضد دولة من دول المنطقة التي أصبحت تشكل خطراً كبيراً على الأعداء ..ولكن لا أحد يفطن للذي يحاك ويجري، والأيام سوف تكشف دور المتآمرين ولن ينفع الندم حينها، ولذلك وقبل فوات الأوان اعملوا على حل المشكلة في إطار البيت العربي وابعدوا الأعداء عنكم فأنتم قوة ولستم في حاجة إلى تعاطف الآخرين والحل بيد الحكماء منكم فساعدوهم وهيئوا لهم الجو المناسب ليعملوا فيه بعيداً عن أي مؤثرات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية