مسالة مستعجلة
ما بعد التشكيل والجدل حول الوزير!!
نجل الدين ادم
دشن مجلس الوزراء القومي أمس الأول (الأحد)، أولى جلساته بهيئته الجديدة التي أقرتها مخرجات الحوار الوطني واعتمدها الدستور في سطوره، وذلك بعد أن أدى الوزراء الجدد اليمين الدستورية قبل يومين من الجلسة.
جلسة (الأحد)، التي ترأسها رئيس المجلس، النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” كانت بالأهمية بمكان، حيث إنها أول جلسة تجمعه مع الوزراء بمقتضى التشكيل الجديد للمجلس.
توقعت أن تحظى الجلسة بأهمية أكبر من قبل رئاسة مجلس الوزراء وتعطيها زخماً إعلامياً كبيراً واهتماماً بالغاً، تفتح فيه الجلسة للإعلام والصحافيين ليوثقوا للحدث حتى لو كانت لدقائق محدودة محصورة على كلمات الترحيب تدشيناً لبداية عمل الجهاز التنفيذي بشكله الجديد، وذلك لاعتبارات عدة، منها أن الجلسة ترسل الرسائل للمشككين بأن الحوار لن يبلغ نهايته بسبب الخلافات، وفي المقابل تبين للجالسين على الرصيف من المترددين حجم جدية الحكومة وإمكانية التحاقهم بالحوار.
مسألة ثانية.. جيد جداً أن يدخل مجلس الوزراء في ترتيب لوائحه المتعلقة بنشاط الوزراء ومشاركاتهم الخارجية وتعاطيهم مع العمل التنفيذي، والمجلس يحظر عليهم السفر إلا بإذن رئيس مجلس الوزراء، وذلك لإحكام التنسيق للعمل التنفيذي وهذه نقطة مهمة، إذا أخذنا في الاعتبار أن مهام وفترة الحكومة الجديدة محددة بسقوفات، لذلك ينبغي عدم إهدار الوقت وتضييعه والعمل بروح الفريق لتنزيل مخرجات الحوار الوطني لنقل الناس إلى مرحلة الانتخابات القادمة في 2020 بسلاسة ويسر.
بداية موفقه لمجلس الوزراء الموقر وهو يضع خارطة طريق عمل الوزراء خلال الفترة المقبلة والتناغم مع الجهاز التشريعي في المهام الموكلة لكل والاستجابة لأي طلبات استدعاء من واقع الدور الرقابي.
مسألة ثالثة.. لم يهتم الرأي العام بقضية وزير العدل الجديد مولانا “أبو بكر حمد” إلا للملابسات التي صاحبت أمر تكليفه بالمهمة وسحبه من أداء القسم في آخر لحظة، في ظل معلومات سرت على نطاق واسع تشكك في شهادات الرجل وتحديداً الدكتوراة، لم يكن مولانا موفقاً في إدارة معركته إعلامياً اللهم إلا إذا أحس بأن جميع مراكبه قد حرقت، ولا سلاح إلا إطلاق بخور الانتقادات، وما ضر مولانا في هذه المعركة المعلومات المتضاربة التي أدلى بها لأكثر من خمس صحف، لدرجة أن بعض أجوبته وضعته في خانة سؤال أكبر من الذي أثير بشأن التشكيك في شهاداته، الرجل لم يترك شيئاً لرئيس مجلس الوزراء ليعيد القراءة في قضيته بعد أن اصطدم الحلم بما أثير، كان من الأوفق للوزير المنتظر أن يلزم الصمت وصاحب العقل يميز في كل ما أثير، لكنه استعجل النتائج المرجوة بخلق عتمة وسحابة كبيرة يمكن أن تقلل من مستوى الرؤية وربنا يكضب الشينة.