رأي

عز الكلام

التغيير الحقيقي
ام وضاح
مثلما كانت مفاجأة للمشاهدين كانت أم المفاجآت للمذيع “عمرو أديب” وهو يستقبل مكالمة دخلت إليه بلا ترتيب مسبق أو اتفاق مع الإعداد من الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”.. ولحظتها كان “أديب” يتحدث عن محافظات الهامش صاباً جل غضبه على ما تعرضت له من الإهمال والتخلف والفقر، ولامس بحديثه الحكومة “وقرب يقول كان ما قادرين ارحلوا حتى لا يزداد الفقر والحاجة والإحساس بالغبن”.. المهم وفي عز ما هو يتحدث بطريقته المعروفة بالصراخ وحركات الوجه التي تنافس نجوم الدراما أخبروه على (الأير بيس) أو سماعة الأستوديو أن الرئيس على الهاتف يطلب فرصة الحديث.
وأول ما لفت نظري أن “عمرو أديب” ظل ياهو “عمرو أديب” لا اتكبكب لا اتضمضم وحتى لم تتغير ملامح وجهه، وما عارفة ليه اتذكرت بعض مذيعينا ومذيعاتنا عندما يجرون أحاديث مع مسؤولين وهاك يا بسيم وهاك يا ظرافة وما يفضّل ليهم إلا يقولوا ليه عليك الله اسأل روحك وجاوب براك.. ولن أنسى ما أنسى تلك المذيعة البليدة التي أجرت حديثاً مع حرم الرئيس لم نخرج منه بعقاد نافع سوى أسئلة مكرورة ورتيبة بلا جديد ولا دهشة.. المهم أن مسألة دخول مسؤول على مستوى الرئيس في مداخلة على برنامج تلفزيوني فيها احترام لقيمة الإعلام والدور الذي يقوم به واحترام للمشاهد المواطن الذي أصبح لا يجد وجيعاً أو نصيراً سوى الإعلام والإعلاميين عكساً لقضاياه وطرحاً لها على أرض النقاش.
المهم أن دخول “السيسي” وجرأة “عمرو أديب” في طرحه للأسئلة طوال مداخلة الرئيس حركت جواي أمنيات أن نجد المسؤول الذي يتفاعل ويذوب في قضايا المواطن.. وبالمناسبة هناك بعض المسؤولين على قدر عالٍ من الاستعداد للإجابة والتجاوب، لكن تصدمك الأبواب الفولاذية التي تحول بينك وبينهم وكدي التحدثك نفسك بمحاورة الرئيس عشان تلقى ألف رأي وألف خط وألف تراك يجب أن تمضي فيه قاطرة الملفات التي تود طرحها.. خليك من الرئيس، بعض المسؤولين تحفى وراءه وتقطع قلبك لتجد منه تصريحاً أو تبريراً وفي النهاية يديك كلمتين، وكان زنقوا ينكرك حطب ويقول “شتل صحفيين”.
أعتقد أننا في حاجة لإعادة النظر في علاقة المسؤولين بالإعلام باعتباره شريكاً في الهمّ حريصاً على المصلحة، وهذا يلقي بمزيد من المسؤولية على الإعلام نفسه أن يكون قوياً منافحاً مصادماً، قادراً على طرح قضايا المواطن بالإنابة وعرضها على الواجهة، لتكون محلاً للتحليل والتشريح ومن ثم العلاج.
{ كلمة عزيزة
سبحان الله، قام البرلمان ولم يقعد في قضية “كومون” وكأن الشركة هي صنم الفساد الأوحد في السودان الذي يجب أن يهدم، وكأن “كومون” هذه ارتكبت جناية أو كارثة هددت الأمن القومي، يعني البرلمان ده عميان وطرشان من ملف الحج والعمرة الذي أصبح نسياً منسياً من بين ملفات كتيرة رائحتها نتنة! لكن لا أحد يجرؤ على هبش التماسيح الكبار.. خلّونا نفترض حسن النية في هبة البرلمان في موضوع “كومون” ونقول العشر قام ليه شوك، وإن شاء الله ما تكون “عوينة أم صالح” وبعدها السكوت الرهيب.
{ كلمة أعز
فجعت أسرة بمقتل ابنها برصاص الفرح على يد شقيقه المحتفل بنجاحه ليطل السؤال المهم: حتى متى سيستمر النزيف بسبب الفرح الهستيري؟ لمتين سنظل لا نعبر عن فرحنا إلا بالرصاص؟ وللمفارقة غضبنا وكرهنا أيضاً بالرصاص.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية