رأي

"أتينج" عندما يفشل المسؤول

    فاطمة مبارك
تشهد حكومة الجنوب هذه الأيام أوضاعاً مزرية ونتيجة لذلك تزايد عدد النازحين واللاجئين وفقاً للأعداد التي استقبلتها حكومة السودان على مراحل  في إطار علاقة الروابط الاجتماعية والثقافية والأخوية التي تربط بلدين كانا بلداً واحداً بجانب علاقة حسن الجوار التي ظلت تنشدها حكومة السودان، لكن رغم ما تشهده حكومة الجنوب من حروب ومجاعات إلا أن بعض مسؤوليها لا زالوا  يصرون على الدخول في معارك انصرافية تنم عن عدم الخبرة السياسية والإدارية لتصريف شؤون دولتهم وبجانب عدم المسؤولية  تجاه شعب لم ينعم بالأمان منذ قيام دولته الوليدة، مثلما كان الحال بالنسبة لـ”أتينج ويك” الناطق الرسمي لرئيس حكومة الجنوب الذي أراد أن يثير معارك جانبية ويحمِّل الآخرين مسؤولية فشلهم من خلال إطلاق الاتهامات والإساءات للصحفيين، عله يصرف أنظار العالم عما يدور داخل دولته الوليدة من صراعات قبلية وتطهير عرقي تسببوا فيه كمسؤولين بسياساتهم العرجاء التي جعلت القبلية والعرقية البغيضة تدير دولة جنوب السودان.
    حتى أصبح شعبها يموت جوعاً، و”أتينج ويك” يعلم كل ذلك ويعجز عن إصلاح الحال، وبدلاً من أن يصمت حياءً على عجز حكومته خرج ليحدثنا عن صحفيينا وصحافتنا المشهود لها بالعراقة والنزاهة، كما أنها يشرف عليها جيل من الرواد، ثم من هو “أتينج يك” حتى يتحدث عن الصحفيين   وما هي مؤهلاته؟.
ما يقوم به بعض المسؤولين الجنوبيين و”أتينج” أحدهم ماهو إلا محاولة لتعليق شماعة فشلهم في أعناق الآخرين لأنها
لم تكن هذه المرة الأولى التي يحاول فيها بعض مسؤولي الجنوب الهروب من واقعهم المرير للحديث عن أشياء أخرى ليشغلوا شعب الجنوب بقضايا تنسيهم الانفلاتات الأمنية وانعدام الغذاء والدواء والدماء السائلة والحياة القاسية المريرة .
  فخلال الأيام الفائتة تابعنا الأخبار التي تداولتها وسائط الإعلام وتحدثت عن استضافة حكومة الجنوب اجتماعاً لقطاع الشمال وكان هدفه المعلن هو إنهاء الصراع بين قيادات القطاع، لكن حسب ما رشح من أخبار هناك إشارات إلى أنه  تناول قضايا الدعم والارتباط، وما يعضد ذلك أن قيادات القطاع عندما انتقلت من جوبا لأديس طالبت المسؤولين الأمريكان الذين التقت بهم، بعدم رفع العقوبات عن السودان بجانب مطالبتهم برفع المفاوضات مع الحكومة السودانية لشهر يوليو.
ما وصلت إليه دولة جنوب السودان من فوضى تعود مسؤوليتها المباشرة إلى سلوك مسؤوليها الذين ظلوا يقفزون فوق مشاكل شعبهم ،وهو يدرك هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية التي دعت من نجا منهم من الموت إلى اللجوء والنزوح ، ولا أمل لهم في العودة إلى بلدهم التي حوَّلتها الحرب إلى دمار ، ولازال مسؤولوها يكابرون فمتى يلتفتون إلى مسؤولياتهم تجاه شعبهم؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية