رأي

مسالة مستعجلة

تزايد حوادث انتحار النساء في النيل
نجل الدين ادم
لفتت نظري المعلومات المهمة في الحوار النوعي الذي أجرته الزميلة “هبة محمود” في عدد الأمس مع مدير المسطحات المائية بالإدارة العامة للدفاع المدني.. وأصدقكم القول إنه لأول مرة أسمع بهذه الإدارة المهمة جداً.. وتعالوا لنقرأ ماذا تفعل وما الذي تقدمه للمواطنين.
أول معلومة مهمة كانت تلك المتعلقة بتزايد حوادث الغرق في النيل بواقع (25%) وجميعها من النساء! وهذه تحتاج إلى وقفة للبحث في الأسباب وسبل المعالجة، إذ كيف تتجرأ فتيات في عمر الزواج على الانتحار من أعلى الكباري، وهنا لا بد أن نلتفت إلى أن هذه الإدارة تعنى بتوفير المعلومات التي ينبغي أن تتعاطى معها الجهات المختصة لدراستها وتمحيصها.
أما المعلومة الثانية المهمة، فكانت انخفاض حالات الغرق هذا العام مقارنة مع الأعوام السابقة- (107) حالات- وحالات غرق حدثت منذ بداية العام، وذلك لجملة من الأسباب أولها كما ذكر مدير المسطحات المائية تخوف الشباب من العوم في النيل في أعقاب حادثة خطف التمساح لأحد الشباب العام الماضي، واختار هؤلاء الشباب العزوف عن العوم في النيل فكانت وجهتهم هي أحواض السباحة المختلفة، وهذا يضع تحدياً حقيقياً أمام الجهات المسؤولة عن هذه الأحواض لتضمن سلامة وصحة الشباب الذين يقصدونها، وأذكر فيما أذكر حالات الإصابة لعدد كبير من الصبية العام الماضي بمنطقة الديوم الشرقية وما جاورها من أحياء بمرض البلهارسيا، والسبب هو أحواض السباحة التي لا تجد أدنى سبل الرقابة والمراجعة.. وتحتاج الجهات المسؤولية أن تحكم قبضتها على هذه الأحواض كما ينبغي.
أما المعلومة الثالثة، وهي الأهم، بشأن التحذيرات التي أطلقتها إدارة الدفاع المدني فيما يتعلق بالمناطق الخطرة وحظر العوم فيها، على سبيل المثال، منطقة توتي بسبب الهدام، والشجرة بسبب المرسى والحفر التي تحدثها الجرارات والبواخر الكبيرة، ومنطقة الجريف بسبب حفر كمائن الطوب.
هذه المعلومات مهمة كونها تنبه المواطنين إلى عدم الاقتراب من هذه الأماكن، وهذا جهد كبير يحسب لإدارة الدفاع المدني.. لكن ما لم تتشدد فيه إدارة الدفاع المدني هو مشكلة القوارب التقليدية غير المطابقة للمواصفات وخطورة استخدامها في فصل الخريف، حيث ترتفع معدلات المياه مما يعرضها لمخاطر حقيقية، وهناك عدد من الحوادث التي سجلتها هذه القوارب التقليدية قبل حظر الدفاع المدني عمل هذه المراكب، لكن لم يستطع الصمود في مراقبة هذه الشواطئ ومحاكمة كل مخفق حتى يكون عبرة لسواه ممن يخالفون.
أتمنى أن يكون خريف هذا العام خريف خير وبركة، وأن تكون الزيادة في معدلات النيل خيراً وبركة لنا وليس مخاطر.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية