ولنا رأي

هرجلة المرور!!

من يلاحظ حركة المرور بالبلاد ويقارنها بما هو موجود في العالم يتبادر له أننا في حالة هرجلة شديدة ولا يصلح عدد كبير من أصحاب المركبات أن تمنح السلطات لهم تلك الرخص، فالذين عاشوا خارج البلاد لفترة من الزمن من الصعب عليهم القيادة في السودان، والسبب أن الذين يتعاملون مع المركبات من أولئك البشر لا يصلحون لقيادتها، لأنهم لا يتعاملون مع من يقود السيارة بما هو متعارف عليه بأن القيادة ذوق وأدب، ولكن بعض السائقين لم تكن لديهم هذه الصفات.
حدثني الزميل “فخر الدين عبد الرحمن” وهو من الذين عاشوا في الغرب فترة من الزمن عاش عملية الانضباط المروري واحترام قائد السيارة لزميله في الطريق العام في تلك الدول عكس الذي نشاهده الآن، قال لي: كدت أن أصاب بجلطة مع ممن يستخدمون الطريق العام، هنا عدم احترام للطريق ولا أحد يحترم الآخر، بل البعض يحاول أن يتعدى على حقوق غيره في التخطي ومزاحمة الآخرين في الطريق العام، خاصة الهرجلة التي تحصل في شارع السيد عبد الرحمن، فلم يستثن الأخ “فخر الدين” أحداً في السلوك غير الحضاري لسائقي المركبات العامة أو الخاصة، أما قطع الإشارة فحدث ولا حرج، فالقانون لم يطبق حتى الآن، فعدد كبير من سائقي السيارات يقطعون الإشارة ولا أحد يسألهم، ولم تلتقطهم الكاميرات التي قيل تم تركيبها لضبط أولئك المخالفين. القيادة في السودان عبارة عن هرجلة، كل يقود سيارته بطريقته التي يعرف بها القيادة، ولذلك دائماً حوادث الحركة تأتي نتيجة لهذه القيادة المتسرعة أو المتعجلة أو غير المنضبطة، إضافة إلى التخطي والسرعة الزائدة، وكلها تؤدي إلى الحوادث القاتلة، دائماً نتحدث عن القانون الموضوع الآن في الثلاجة، ولم يفعَّل حتى نحد ممن يخالفونه بالتطبيق الصحيح، ولكن طالما القانون في ثلاجة فلن يتعظ أي سائق مركبة، فالمخالفات ستظل مستمرة والحوادث ستكثر، فإدارة المرور لو سجنت شخصاً ارتكب مخالفة قطع الإشارة الضوئية لمدة عام والغرامة مبلغ مقدر، فلن يجرؤ أحد على ارتكاب مثل هذه المخالفة مرة أخرى، حتى أصحاب الركشات الذين لا يحترمون الشارع، فإذا طُبق عليهم القانون لما ارتكبوا مثل تلك الحوادث، القيادة سلوك واحترام ودائماً أتعجب للسرعة التي يستخدمها أولئك الأشخاص، فلا أدري لماذا هذه العجلة، وما الذي يريدون أن يلحقوه؟، كلها مشاوير في الفارغة وصرف بنزين في الفاضي. حدثني أحد الزملاء التقيت به قبل فترة بلندن قال لي: أنا لديَّ رخصة منذ أثني عشر عاماً، بالسودان، ولكن عندما أتيت إلى بريطانيا لم يعترف بتلك الرخصة، وبدأت أتعلم القيادة من جديد، وكأنني لم أسق سيارة من قبل، وقال لي الحصول على الإقامة في بريطانيا أسهل من الحصول على رخصة القيادة، وهذه ليست في بريطانيا حتى المملكة العربية السعودية ليس من السهل أن تحصل على رخصة قيادة، أما نحن بالإمكان أن تأتيك الرخصة في المنزل ولو لم تجلس من قبل على مقعد القيادة، فالتساهل ودا صاحبي ودا قريبي هو الذي أفسد علينا حركة السير وعدم احترام الشارع، أما المواقف فحديثها تاني، فلا أدري من الذي منح أصحاب الهايسات رخص قيادة، ومن الذي منح أصحاب الحافلات تلك الرخص، نحن في حاجة إلى غربلة كاملة للذين يقودون السيارات بالولاية أو بقية الولايات، لأن الذين يأتون من الولايات هم نفسهم الذين يعملون هذه الهرجلة في الشارع العام، فبدون تنفيذ القانون عليهم فلن ينضبط الشارع .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية