"تراجي" وحكومة الوفاق الوطني!!
بعد أن تأخر إعلانها فترة من الزمن قطع مساعد رئيس الجمهورية الباشمهندس “إبراهيم محمود حامد” بأن أجل الحكومة قد اقترب بعد، وضعت اللمسات النهائية لها وتم تسليم الأحزاب أسماء منسوبيها عدا حزبين، ولكن سيقدمون أسماءهم.
الباشمهندس “إبراهيم” كان يتحدث في مؤتمر صحفي حول المؤتمر التنشيطي الرابع، دورة الانعقاد الثانية، تحدث عن إصلاح الحزب وإصلاح الدولة ووثيقة الإصلاح والمعايير للمشاركة في الحكم، وتحدث عن المؤسسية التي تعلو على الأفراد والكفاءات التي يمكن أن تشارك في الحكومة ومقدرتها على الإقناع.
الباشمهندس “إبراهيم” تحدث بشفافية ووضع صورة زاهية للمرحلة القادمة ومشاركة الجميع في حكومة الوفاق الوطني، وكيف وصل الحال في ذلك، الانفتاح الذي حدث في المؤتمر الوطني هذه الفترة كان ينبقي أن يحدث قبل فترة من الزمن، ولكن يبدوا أن عمليات التغيير والتحولات قد أخرت ذلك رغم أن الباشمهندس قال: إن التأخير لم يحدث في ظل المؤتمر الوطني، ولكن من المفترض أن يحدث ذلك ما بعد الاستقلال.
إن الحوار الذي دعا له رئيس الجمهورية الفترة الماضية الذي أفضى إلى مخرجات والذي على ضوئها ستتشكل حكومة الوفاق الوطني، الذي ينبئ بأن المرحلة القادمة ستكون هي الأفضل بعد رفع الحصار الاقتصادي على البلاد.
على الرغم من أن المؤتمر الصحفي كان مخصصاً للحديث عن المؤتمر التنشيطي لحزب المؤتمر الوطني وانعقاد المؤتمر العام الذي سيشارك فيه عدد مقدر من الأحزاب الخارجية يومي (الجمعة) و(السبت) القادمين، ولكن انتهز الإخوة الصحفيين الفرصة وطرحوا العديد من الأسئلة المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة والتي أكد الباشمهندس “إبراهيم” أن التوقع بتشكيلها الأسبوع القادم، وأن الحكومة مكوَّنة من (31) وزيراً، بالمركز، وثمانية بالولايات، وقال: إن حكومة الولايات قد تتغيَّر ولكن الولاة لن يتغيَّروا في هذه المرحلة، وكذلك رئيس البرلمان، ولا يوجد مستشارين للرئيس ولا وزارات جديدة، وهذا يعني أن الحكومة القادمة هي نفس الحكومة مع تنازل المؤتمر الوطني للأحزاب الأخرى عن مقاعد لهم وإشراكهم في السلطة، وهذا كرم كبير منه للراغبين في الاستوزار. إجابات الباشمهندس ربما لم تشف غليل من سألوا، ولكنه أجاب بدبلوماسية شديدة ومر عليها مرور الكرام، على الأقل ألا تثير أي إشكالية، واعتقد أن الباشمهندس قد تمرَّس في السياسة ساعده في ذلك التنقل في الوزارات المختلفة إلى أن وصل منصب مساعد رئيس الجمهورية، وهذا أتاح له كيف يجاوب على الأسئلة، وكيف يعبر الألغام منها. الناشطة “تراجي مصطفى” كانت ضمن الحضور وخلال جلسة المؤتمر سجلت كل المؤتمر بموبايلها ولم تدع واردة أو شاردة إلا وقد التقطتها، ومن ثم قدمت عدداً من الأسئلة بطريقتها الثورية وحماسها المتدفق، وألقت اللوم على المؤتمر الوطني الذي لم يشركها في العملية، خاصة وأن الحكومة قد اقتربت من التشكيل، وكأنها تقول للمؤتمر الوطني لقد جئنا نشارك في الحوار الوطني ووعدتم بمنح كل الذين شاركوا في هذا الحوار موقعاً وزارياً أو نائباً برلمانياً وها هي الفترة تمضي ولم نعرف حتى الآن رأسنا من رجلينا داخلين في الحكومة، ونحن القطعنا البحار عشان نشارك معاكم وجدعنا أولادنا، ولدينا من المنسوبين الكُثر الذين يمكننا أن نسجل حزباً بهم، بينما المؤتمر الوطني يفاوض الآخرين في التشكيل الجديد. “تراجي” حاولت أن ترسل رسالة للمؤتمر الوطني بعدم تجاوزها في حكومة الوفاق الوطني ويبدوا أن الرسالة وصلت.