اللواء " تلفون كوكو أبو جلحة " يخرج عن صمته ويشنُّ هجوماً على " عبد العزيز الحلو " :
” الحلو ” رجل المهمات الصعبة.. آخر طلقة.. مشوار الفشل الطويل !
بقلم اللواء / تلفون كوكو أبو جلحة…
مقدمة:
*الإخوة والأخوات القُرّاء، أعود للكتابة مرة أُخرى مُرغماً كما بدأتها من قبل مُرغماً..أعود بعد انقطاع طويل قررته بنفسي..فعودتي عودة اضطرار..ذلك لأني أعود من باب الاستدراج ولولا ذلك لما عدتُ البتة ..ولكن ما يجري على ساحة الحركة الشعبية من أحداث أصبحتْ معلومة لدى عامة الناس تفرض علينا فعل شيء ولو من باب أضعف الإيمان.. فعلى ضوء هذه الأحداث هناك روايات كثيرة غير صحيحة ذكرها رجل المهمات الصعبة” عبد العزيز آدم الحلو” في خطاب استقالته الذي قدمه لمجالس التحرير القومية الإقليمية والعسكرية.. فكان الواجب يستدعي منّا تفنيد بعض ما جاء في خطاب هذا الرجل من الأكاذيب التي أراد أن يضلل بها الرأي العام من الغافلين والغافلات وبعض الشيوعيين السطحيين العشوائيين الذين يبلعون ما يقدَّم لهم من دون مضغ ..فهو ظل يخدعهم طوال هذه السنين.. لذلك فإن الواجب يفرض علينا فضح أمره قبل فوات الأوان وخاصة أننا من نعرف تاريخ الرجل أكثر من غيرنا..فهذا الرجل رجل المهمات الصعبة رغم السنين الكثيرة التي قضاها في القيادة العسكرية والسياسية، ورغم تقدم سنه فالرجل لم يستفد منها شيئاً..فهو ما يزال يعتمد في إدارته على الكذب والفتنة والمؤامرات ومن دون حياء ومن دون أن يضع في حساباته أنه يوجد أحياء يعرفون الكثير عن ما يحدث به للناس..فالكلمات والعبارات الفضفاضة الرنانة التي استخدمها الرجل وحشاها في خطاب استقالته هي كلها نموذج طبق الأصل من خطابات القائد العام د. “جون قرنق دي مبيور” النسخة الأولى من ثمانينيات القرن الماضي عندما كان “قرنق” يهاجم الإسلام والعروبة والمسيحية..عندما كانت الماركسية في أوج التهابهافي إثيوبيا.. أنقولا.. كوبا.. اليمن الجنوبية.. والاتحاد السوفيتي..فعندما شعر بعض أصدقاء الحركة الشعبية من الغرب أن الطريق الذي يسلكه “قرنق” غير مفيد للنضال جلسوا معه وقدموا له النصائح وقالوا له يا زول الإسلام والمسيحية الإنت قاعد تهاجمهم هذان دينان تاريخهما ضارب في الجذور وفي القلوب.. ولا يوجد أي تنظيم سياسي أو عسكري أقدم منهما على وجه الأرض..ثم أنهما دينان أنزلهما رب الكون على عباده فأنت بهذا ستكون لديك مشكلتان؛ مشكلة مع رب الكون..ومشكلة مع عباده.. فهل أنت قادر على هذه المواجهة ؟؟ وقالوا له وهل قضيتك مع العرب كلهم من المغرب وإلى المشرق ! أم مع حفنة قليلة حاكمة ظالمة من بعض الأعراب في السودان ؟؟ فإن هجومك على جميع القبائل العربية بدولها هذا سوف يطيح بك وبنضالك..فهنا شعر” قرنق “بسوء مسلكه وأخذ نصيحتهم هذه وعمل بها..ومن هناك ترك قرنق تلك السلوك هو ومجموعته من شيوعيي الحركة الشعبية.. ولجأ “قرنق” إلى حفظ بعض آيات الكتاب المقدس وأصبح يستخدمها في المحاضرات واللقاءات الجماهيرية الشعبية ليس من زاوية إيمانه بها بل من زاوية الاستثمار..حتى النجمة الحمراء حولها إلى صفراء.. وترك الماركسية وتحول إلى الرأسمالية التي كانت إحدى الأهداف الواجب تدميرها في خطبه النسخة الأولى من ثمانينيات القرن الماضي..فقد تغيّر “قرنق” بعد هذه النصائح وأصبحت خطبه النسخة الثانية من تسعينيات القرن الماضي لا تهجُّم الإسلام والمسيحية والعروبة..بل أصبح “قرنق” صديقاً لناس الكنيسة..وأصبح يعقد معهم المؤتمرات..وأنشأ المجلس الإسلامي للسودان الجديد وأصبح د.”منصور خالد” من طاقم رئاسته..وترك الاتحاد السوفيتي وتوجه إلى الولايات المتحدة.. أما هذا الرجل رجل المهمات الصعبة الذي فشل في جميع المهمات التي كُلف بها يريد أن يرجع عقارب التاريخ إلى ثمانينيات القرن الماضي ليستدر تعاطف الغافلين والغافلات وبعض من الشيوعيين قصيري النظر بعباراته الفضفاضة “المركز العروبي الإسلامي..في مواجهة دولة الجلابة..إذا عرفنا أننا لا نحارب الخرطوم لوحدها وإنما كل الدراويش على طول العالم زائداً العروبيين الشوفونيين” طبعاً الرجل يقصد بالدراويش المسلمين..هذه نقطة يجب أن نفندها ونوضح موقفنا منها..لأن خطابه هذا موجه لأبناء النوبة بالتحديد وبصفة خاصة فأنا أحد أبناء النوبة سوف لن نسمح لمثله لكي يسرح ويمرح باسم النوبة..
*من الأسباب الأخرى التي تجعلني وترغمني على الكتابة هو أنه حشر اسم شخصي الضعيف واسم” إسماعيل خميس جلاب” و”دانيال كودي أنجلو” في خطاب استقالته واعتبرنا أحد أسباب فشله في المهمة الصعبة التي كُلف بها..فالضرورة تحتم الرد عليه كحق للدفاع عن ما ألصقه فينا زوراً و بهتاناً.
*رجل المهمات الصعبة “عبد العزيز آدم الحلو” يوجه شباب النوبة بصفة خاصة في رسالة استقالته بتحمل المسؤولية كاملة ومواصلة مشاوير النضال مهما كان الثمن والوصول إلى النهاية المنطقية وهي الحرية وإقامة مشروع السودان الجديد وضرب مثالاً بالبليساريو وجنوب السودان.
*لماذا يفتعل رجل المهمات الصعبة “عبد العزيز آدم الحلو” الخلاف والاختلاف مع “مالك عقار” و”ياسر سعيد عرمان” وهو الذي تنازل لهم طوعاً راضياً مرضياً عن الأمانة التي سُلمت له هو من” يوسف كوة مكي” وقام بخيانة الأمانة وسلمها لـ”مالك عقار” و”ياسر سعيد عرمان”؟؟
*رجل المهمات الصعبة تحدث عن إنجازات ونجاحات وهمية غير موجودة على أرض الواقع فكان لا بد لنا من توضيح وفضح هذه المزاعم… فهو يدعي على سبيل المثال:
أ/ امتلاك رؤية صحيحة تتمثل في مشروع السودان الجديد..
ب/ تطوير كوادر عسكرية وسياسية وإدارية مقتدرة مؤهلة لقيادة وخوض غمار النضال..
ت/ بناء مؤسسات إدارية فعالة مدنية وأهلية..
ث/ امتلاك نظام تعليم ومناهج جيدة تتوافق مع احتياجات السودان الجديد.
ج/ امتلاك مؤسسات مالية يمكن أن تشكل حجر الزاوية وإزالة التهميش وتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية أثناء وبعد التحرير.
ح/ انتشار الوعي السياسي وانخراط معظم جماهير شعب النوبة في النضال السياسي..وتحرير أراضٍ واسعة..واعتراف إقليمي ودولي بشرعية نضال النوبة ووصول القضية إلى مضابط الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
هذه هي بعض النقاط التي رأيت أنه من الواجب تناولها من زاوية تصحيح الكثيرين الذين لا يمتلكون الحقائق حتى لا يقعوا فريسة لهؤلاء الذين يحاولون خلق بطولات وهمية وهيلمانة بالكذب..و يحبون أن يُحمدوا فيما لم يفعلوه..
*مدخل: يجب أن أرجع بكم إلى الوراء قليلاً لأضعكم في الصورة عن القضية مجال المقال حتى أسهل عليكم فهم ما سأكتبه عن رجل المهمات الصعبة.. فأنا حقيقة لست كاتباً أو صحفياً ولكني دخلت إلى هذا الحقل من باب فشل اتفاق السلام الشامل الظالم عن قضية جبال النوبة في عام 2005م.. بدأتها بمواجهة “سلفا كير ميارديت” في أول محاضرة له للضباط بعد تسلمه مقاليد الأُمور بعد وفاة” قرنق “كانت المحاضرة في ياي نوفمبر 2005م..وعندما رفض “كير” إعطاء طلبي أي أهمية سافرت إلى الخرطوم ولجأت إلى عرض القضية في الصحف.. صحيفة رأي الشعب في يونيو 2006م..2008م حيث كنت أنبه القيادات السياسية لحزب الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني بضرورة إجراء معالجات على بروتكول جبال النوبة..ولكن للأسف لم ينتبه أي من الحزبين إلى ما كنت أكتبه مطالباً بإجراء معالجات على بروتكول جبال النوبة ذلك لأن همهما كان مركزاً حول تقسيم السلطة والمال..واعتبروني شخصاً مشاكساً مهرجاً يغرد خارج السرب.. مع أنني لم أترك لهم صغيرة ولا كبيرة من تداعيات المادة( 20ب) إن تُركت هكذا من دون معالجة وإلا أبنتها لهم وللرأي العام..وكتبت عنهما كتاب سميته المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وجهان لعملة واحدة وذلك بعد أن تأكد لي أنهما ماكران لا يرغبان في إجراء أي معالجات على بروتوكول جبال النوبة..وكنت أعلم تماماً أن في البروتوكول توجد المادة(20أ)و( 20ب )من الترتيبات الأمنية هي مادة بمثابة قنبلة موقوتة وستؤدي إلى انفجار الحرب مرة أخرى في جبال النوبة..فعندما شعرتُ أن الشريكين في الحزبين لم يعطيا أي اهتمام لما ظللتُ أشير إليه نقلت الإشارات مباشرة إلى أصحاب الوجع..فتحركتُ إلى جبال النوبة في يناير 2007م..وقمتُ بعمل محاضرات للضباط في الجيش الشعبي عن المادة(20أ) و( 20ب)..بدأت المحاضرات من القاعدة العسكرية فرندلا ليومين متتالين.. حيث جلست معهم اثنتي عشرة ساعة فنبهتهم وحذرتهم أننا إن لم نخرخر من الآن من أجل إجبار الشريكين لإجراء معالجات على المادة (20ب) في بروتوكول جبال النوبة فإن الحرب ستقوم لا محالة وأن شعب النوبة هم من سيدفعون الثمن على شكل قتلى وهجرة ونزوح وتدمير للبيئة ومعاناة ومجاعة وفاقد تربوي..وسبب ذلك طبعاً هو أن مصير النوبة تُرك تحت رحمة الجنوبيين في الاتفاقية..فهم لو اختاروا الوحدة فلا إشكال هنا..أما إذا اختاروا الانفصال فالمادة (20ب) تقول على كل قوة من قوات الجيش الشعبي أن تبلغ إلى وحدتها الأُم حيث أن هناك دولتين سوف تتشكلان..وقوات الجيش الشعبي من أبناء النوبة الفي جنوب السودان وبحيرة الأبيض وحدتهم الأم طبعاً جبال النوبة.. وهكذا تُركت هذه المادة من دون توصيلها إلى نهاياتها المنطقية.. وسلفاً فالقيادة السياسية العسكرية للجنوب قد حسمت أمرها لخيار الانفصال ولا تريد تنبيه الغافلين والغافلات من جبال النوبة بهذا الموقف الذي ربما يتسبب في الإزعاج المبكر.. وطبعا الغافلون والغافلات كانوا ينامون مرتاحي البال والضمير وهم يقولون إن الأصدقاء شغالين لينا..لو هم انفصلوا فنحن سوف ننفصل معاهم..ولو هم اختاروا البقاء في دولة واحدة فنحن سوف نكون ولاية تابعة لهم..وهذا كان بالطبع مجرد أوهام تعشعش في نفوس حتى المتعلمين..وهذه الأوهام غير موثقة في البروتوكول..فكنت أشرح لهم بصراحة شديدة أن الجنوبيين سيختارون الانفصال وأن مصيرنا سيكون مجهولاً بل وسيؤدي إلى قيام حرب من جديد..ذلك أننا عندما ترجع قواتنا من جنوب السودان إلى جبال النوبة بسلاحها فالقيادة السياسية والعسكرية في شمال السودان سوف لن تقبل بذلك لأنه غير متفق عليه في الاتفاقية لذلك تم سحب قوات الجيش الشعبي من جبال النوبة إلى جنوب خط 1/1/1956م مقابل خروج جميع قوات النظام من جنوب السودان “مقايضة ” لم يجن النوبة منها غير الحرب عند الرجوع..إذاً هذه المادة (20ب) كانت تحتاج إلى مفاوضات مُستفيضة في نيفاشا والوصول إلى اتفاق حولها فيما لا يقل عن خمسين صفحة.. ذلك لأنه إذا اختار شعب جنوب السودان الانفصال فهذا سيلغي تلقائياً كثيراً من النصوص المتفق عليها في بروتوكول جبال النوبة..الغريب في الأمر بعد كل هذا التوضيح الذي أسرفت في شرحه لضباط الجيش الشعبي كان المقابل هو أنني أريد أن أخم الناس إلى شمال السودان..فحقيقة هذا جلب الفوضى في قاعة المحاضرة أغضبتْ العقيد”أزكيال كوكو تلودي” ما جعله يتدخل ليتصدى لهذه الفوضى نيابة عني فطرد العقيد” بطرس عمر” من قاعة المحاضرة بينما دخل في مواجهة كلامية حادة مع العقيد” كوكو جاز” إلى أن تدخلتُ وأمرتهما بالانضباط..ثم قمتُ بالرد على العقيد “كوكو جاز”..فقلتُ له يا” كوكو جاز” أنا هنا لأنقذك وليس لأشوشك كما تزعم.. فأولا يجب عليك أن تعلم أنني لست من وقع الاتفاقية السياسية والأمنية وأن الذي وقع الاتفاقية عن الحركة الشعبية هو القائد المرحوم” جون قرنق دى مبيور”..وعن حكومة الخرطوم المشير “عمر حسن أحمد البشير”..فإذن لو هناك شخص يجعلك تذهب إلى شمال السودان فهو “جون قرنق” وليس “تلفون كوكو”..وثم يا “كوكو جاز” وكنت غاضباً أنت نوعك دا لا يقرأ ولا يكتب فعندما أسوقك للشمال عشان “عمر البشير” يعمل بيك شن ؟! فالاتفاقية التي وقعها “جون قرنق” تقول إذا شعب الجنوب اختار الانفصال فعلى “كوكو جاز” و”بطرس عمر” وغيرهما أن يذهبوا إلى شمال السودان رغم أنفهم غير مأسوف عليهم..هذا ما تقوله الاتفاقية وليس ما أقوله أنا..أنا هنا يا “كوكو جاز” أكشف لك ولغيرك الألاعيب القذرة في الاتفاقية التي لم يتم تنويركم بها من قياداتكم العسكرية والسياسية حتى نبحث عن مخرج نخرج بها شعب النوبة من الحرب القادمة..وهكذا اختتمت المحاضرة وتحركت إلى تلودي ومنها إلى كاودة..فقضيت بها أربعة أيام حيث كنت أقوم بتنوير الضباط في محل إقامتي..إلى أن نظموا لي محاضرة مع جميع الضباط في لويري الرئاسة ..فصرفتُ معهم أربع ساعات..شرحتُ لهم ما يؤول إليه مصير أبناء جبال النوبة في الحركة الشعبية حال انفصل جنوب السودان..وكما أبنت لهم خطورة المادة (20ب) في الترتيبات الأمنية من بروتوكول جبال النوبة وقلت لهم إنها مادة بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر حال انفصال جنوب السودان..وحقيقة فإن مستوى الفهم عندهم كان أفضل كثيراً من مستوى فهم الضباط بفرندلا..فعندما علموا بخطورة الموقف حال انفصال الجنوب قرروا تنظيم مؤتمر يشارك فيه العسكريون والمدنيون ويدعون إليه ممثلين للقيادة العامة في جوبا وممثلين لحكومة الجنوب وذلك بغرض مناقشة بعض المواد غير الواضحة في برتوكول جبال النوبة..وقد عهدوا لي أن أتحدث في المؤتمر عن المادة (20ب)..إلا أنهم عندما رفعوا الأمر إلى القيادة العامة في جوبا مُنعوا من عقد هذا المؤتمر واختلقوا لهم ذرائع لا وجود لها..بالطبع هذا المؤتمر كان سينقذ الوضع المأزوم الكارثي الآن في جبال النوبة..من كاودة واصلتُ رحلتي التنويرية حتى هيبان وفي دبي وجدت كتيبة لقوات من الحركة الشعبية التي ستدمج مع قوات النظام تحت قيادة العقيد” إدريس كوكو” فعقدتُ مع الضباط محاضرة شرحتُ لهم ونورتهم بمآلات الأوضاع في جبال النوبة إذا انفصل جنوب السودان وخطورة المادة (20ب) في الترتيبات الأمنية..وواصلتُ حتى وصلتُ إلى أم دورين وفي كورجي وجدتُ كتيبة من قوات الجيش الشعبي التي ستدمج بقيادة العقيد “مدير دفع الله كبسليب” فعقدتُ مع الضباط محاضرة وشرحتُ لهم ونورتهم بمآلات الأوضاع في جبال النوبة وخطورة المادة (20ب) في الترتيبات الأمنية..وواصلت رحلتي إلى أن وصلت كادقلي..في كادقلي توجهتُ إلى قائد القوات المدمجة العميد “جقود مكوار مرادة “واجتمعت به وشرحت له ونورته بما ستؤول إليه الأوضاع في جبال النوبة إذا انفصل جنوب السودان وكما بينت له خطورة المادة (20ب) في الترتيبات الأمنية التي ربما تؤدي إلى انفجار الحرب.. ومن كادقلي رجعتُ إلى الخرطوم لأن لا إمكانات لمواصلة رحلتي إلى الغربية بغرض إجراء نفس التنوير لضباط الجيش الشعبي هناك..
حقيقة أردتُ من هذا السرد المطوَل كمقدمة أن أضع القارئ والقارئة في الصورة الحقيقية لكي يكون لديهم خلفية عن ما سأكتبه من تعليق على ما أورده “عبد العزيز آدم الحلو” في خطاب استقالته من مبررات غير صحيحة.. هو فقط يريد مخارجة نفسه بها من الفشل الذي لازمه منذ أول مهمة كُلف بها في يناير 1989م فهو مشهود له بالفشل ولم نشهد له أي نجاح ولو مرة واحدة . ارجعوا إلى مقال لي كتبته في 15/9/2014م بعنوان :”العشمان تلفان”..فإن فشله في مهمة نائب الوالي قيادة الجيش ورئاسة الحركة الشعبية منذ تكليفه من يونيو 2009م حتى إعلان استقالته هذه في 9\3\2017م ما هي إلا إضافات تضاف إلى سلسلة إخفاقاته المعروفة والمتكررة منذ1989م فهو “عبد العزيز آدم الحلو” الذي فشل في قيادة فرقة كوش الجديدة عندما سُلمتْ له في 19\1\1989م ولم يحقق بفرقة قوامها ستة آلاف مقاتل.. بل حشر هذه القوات الضخمة في مساحة صغيرة من الأرض في كرنقو عبدالله لو قُذفت أي دانة من المجمع كادقلي تقع وتصيب عدداً من جنودنا وضباطنا وحرقت الزخيرة والدانات التي كنا نحملها كلها ومنه بعد ذلك قرر “عبد العزيز آدم الحلو” الانسحاب من كرنقو تحت ضغط النيران قاصداً ناغوربان (أم دورين) وفي طريق الانسحاب رُمي بجميع المعوقين في خور العفن ليذبحوا بالسكاكين بواسطة مليشيات النظام..وهذا كله لأن “عبد العزيز آدم الحلو” لا يستمع إلى الرأي الآخر .. حيث أنني أسررته وأعلنته أننا بالضرورة من بحيرة الأبيض يجب أن نتجه إلى تبانيا لكي نضع حملنا من ذخائر وألغام ودانات وأسلحة في دمادرقو لنخفف الحمل عن الجنود ونقوم بتحرير منطقة طروجي من قوات النظام والبرام من الاحتياط المركزي..إلا أنه رفض الخطة كعادته ليهلك قواتنا في كرنقو عبدالله والحمرة خور العفن..فهو نفس “عبد العزيز آدم الحلو” الذي سُلِّم إليه لواء كامل في الدار في ديسمبر 1990م عندما كان” يوسف كوة” معي في تبانيا فأبلغ “يوسف كوة مكي” أن لديه الرغبة لكي يذهب ليحشد بعضاً من أفراد قومه إلى الحركة الشعبية ليشاركوا في النضال..فوافق له “كوة” ورد عليه قائلا”إشي” بمعنى جميل بلغة الأمهرة..فحين وصلتْ قواتنا من إثيوبيا مجموعة انتصار إلى الدار قام” كوة” بتسليمه لواءً كاملاً وتحرك بهم إلى قلقات التيس ولكن للأسف الأسيف فقومه مكروا عليه مكراً كبارا وفروا منه فرارا.. فرار الغزال من قسورة..وبدلاً أن يعود ومعه ولو جماعة واحدة من قومه ترك مدرعات النظام تدهس في قوات الجيش الشعبي دهساً ورجع من هناك وهو يجرجر أذيال الهزيمة والعار..ولم يمكث في لومون مع زوجته فاطمة ستة أيام إلا وتم استدعاؤه بواسطة القائد العام “جون قرنق دي مبيور” في جنوب السودان.. وعندما بلغ نفسه إليه في طمبرة تم تسليمه قوة بحجم لواء كان أكثرهم من أبناء النوبة وكان ذلك ف1992م وتحرك بهم لإحضار بعض من أفراد قومه من دارفور ولكن يا للخسارة الفادحة فلسوء تخطيط “عبد العزيز آدم الحلو” كالعادة وعدم استماعه للرأي الآخر فلقد حدثت له كارثة راح ضحيتها مئات الجنود وترك نائبه داؤود يحيى بولاد يذبح كالخروف، وفرتْ بقية القوات بطريقة غير منظمة إلى تشاد وإفريقيا الوسطى والكاميرون.. وأصبح بعضهم فاقداً لعقله حتى الآن و”عبد العزيز آدم الحلو” هرب حافياً..هذا هو “عبد العزيز آدم الحلو” الذي يحاول الناس أن يجعلوه ناجحاً (رجل المهمات الصعبة..آخر طلقة وما شابه ذلك ) .. آن إيتو الحلو.. بينما هو منذ أن خلقه الله الخالق البارئ المصور خلقه وختم عليه أنه فاشل..وكما قُلتُ في مسألة التنوير الذي قُمتُ به عن المادة (20ب) في الترتيبات الأمنية فقصدي من ذلك أن أبين للقارئ والقارئة أن الروايات التي صاغها “عبد العزيز آدم الحلو “في خطاب استقالته ما هي إلا تبريرات كاذبة واهية ،فهو فقط يريد مخارجة نفسه بطريقة يحاول بها حفظ ماء وجهه ولكن تأبى الحقيقة إلا لتفضحه..فحكاية روايته أن الحرب لم تقُم من أجل كرسيه لسقوطه في الانتخابات وأن الحرب كانت واقعة لا محالة وذلك لمحاولة قوات النظام تجريد قوات الجيش الشعبي من سلاحه..نعم هذه حُجة كان يمكن أن نصدقها لو شخص غير “عبد العزيز آدم الحلو” لا يعرف شيئاً عن اتفاق السلام الشامل الظالم احتج بها..ذلك لأن مسألة عدم تجريد قوات الجيش الشعبي من سلاحه لم يتم الاتفاق حوله في نيفاشا لذلك تم إبعادهم من جبال النوبة شمال السودان إلى جنوب خط 1/1/ 1956م بحيرة الأبيض.. فـ”عبد العزيز آدم الحلو “يعرف هذا جيداً فلماذا لم يناقش هذا الوضع الخطير جداً وهو كان ممثلاً عن الحركة الشعبية عن النوبة في المفاوضات في نيفاشا؟! ولماذا لم يناقش المادة (20ب) ويوصلها إلى نهاياتها المنطقية ؟! ولماذا لم يفاوض على هذه النقاط في حينها ويحاول الآن أن يبرر بهما الحرب التي اندلعت في 6\6\2011م في جبال النوبة بعد حوالى اثني عشر عاماً؟؟ فحجته هذه داحضة مرفوضة وعذر قبيح.. فـ”عبد العزيز آدم الحلو” من الذين شاركوا في نيفاشا في صناعة المادة( 20ب) التي أدتْ إلى قيام الحرب في جبال النوبة..فهو مررها في نيفاشا ومررها عندما استلم مقاليد الأمور عن الحركة الشعبية رئيساً لها ونائباً للوالي وقائداً لقوات الجيش الشعبي في يونيو 2009م..لماذا طيلة فترة تقلده لهذه المهمات لماذا لم يسعَ ويعمل من أجل معالجة هذه المادة(20ب) ومواد أخرى في بروتوكول جبال النوبة حتى يوقف نزع سلاح قوات الجيش الشعبي في جبال النوبة حتى لا تندلع الحرب؟! فلقد أمَن د:”جون قرنق “عدم نزع سلاح قواته في جنوب السودان لأنها الضامن الوحيد لتنفيذ الاتفاقية وقبل النظام بذلك. إذن “عبد العزيز آدم الحلو” إما أنه كان ينام أثناء سير المفاوضات لأن الويسكي كان متوفراً كالماء مُررتْ هذه المادة في أثناء نومه..وإما أنه كان على علم تام بما ستسببه هذه المادة من انفجار للوضع في المستقبل في جبال النوبة وهذا بلا شك يضعه ويجعله في خانة الخيانة والعمالة في قضية شعب جبال النوبة التي أُوتمن عليها..يكون من الأفضل له أن يعترف بأن هذه الحرب التي يدفع النوبة ثمنها الآن قامت من أجل كرسيه.. فـ”عبد العزيز آدم الحلو” من الذين لا يكترثون لما يحدثه من أذى وخسارات..فهو من الذين يحققون طموحاتهم على جماجم الآخرين ولا يهمهم..فانظروا إلى حجم الخسائر البشرية التي أحدثها هذا الرجل في شعب النوبة؟!! ناهيك عن الخسائر النفسية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية!! ولا يزال بعض الغافلين والغافلات في غفلة صُم بُكم لا يفقهون .. ونواصل