رأي

بعد ومسافة

مصطفى أبو العزائم

الشيخ “الترابي” والتحقق من الانتشار
ونحن داخل قاعة الأستاذ “محمد سعيد معروف” – رحمه الله – بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية، ظهر (الأربعاء) الأول من أمس، لنكون شهوداً على إعلان التقرير السنوي عن طباعة وتوزيع الصحف السودانية للعام 2016م، والذي أعدته بمهنية عالية واقتدار، إدارة التحقق من الانتشار بالمجلس الموقر، وشهد لحظة انطلاقة المؤتمر الصحفي لهذا الإعلان أستاذنا الكبير وأستاذ الأجيال “فضل الله محمد” رئيس المجلس، وتولى الإعلان عن التقرير الأمين العام للمجلس الأستاذ “عبد العظيم عوض” ونحن هناك وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي، التقيت بالأخ الكريم والصديق العزيز الأستاذ “المسلمي الكباشي” مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم، وبعد السلام والتحايا، قال لي الأستاذ “المسلمي” إنني أوردت معلومة غير صحيحة في زاويتي اليومية بـ(المجهر) صباح اليوم (الأربعاء)، عندما نشرت مقدمة سبقت مقالاً بعث به إليّ الشيخ الأستاذ “مبارك الكودة” معلقاً على مراجعات الشيخ الدكتور “حسن الترابي” – رحمة الله عليه – والتي بثتها قناة الجزيرة في برنامج (شاهد على العصر) على عدة حلقات بلغت الست عشرة حلقة، تناول فيها تجربة الحركة الإسلامية التنظيمية والسياسية بالنقد الموضوعي والمراجعات الفكرية الجزئية.
لم أسأل الأستاذ “المسلمي” عن تلك المعلومة الخطأ، فقد أدرك بذكائه المهني ما دار برأسي، وقال لي: إن الشيخ “حسن الترابي” لم يطلب من قناة الجزيرة بث تلك الحلقات بعد وفاته، حتى أنه سأل ذات يوم عن أسباب عدم البث.
هنا تدخلت وسألت الأستاذ “مسلمي” سؤالاً مباشراً إن كانت الحكومة السودانية قد تدخلت وأمرت بعدم بث تلك الحلقات، فنفى ذلك.. فقلت له إذاً تلك هي تقديرات القناة، أليس كذلك؟ فأجاب بالإيجاب.. وسألته ثانية لماذا حرصت القناة على عدم بث الحلقات إلا بعد انتقال الشيخ “الترابي” – رحمه الله – إلى رحاب الله، لكنه لم يشف غليلي، فتطوعت بالإجابة المحتملة، وهي أن قناة الجزيرة، ربما كانت تؤمل كثيراً على وحدة الحركة الإسلامية في السودان، وإن المسؤولين عنها قدروا أنه إذا تم بث تلك الحلقات، فإن الآمال ستتبدل في إعادة الجبهة بين شقي الحركة الإسلامية المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي.
تلك فرضية.. والثانية أن مسؤولي القناة ربما قدروا إن بث الحلقات قد يعرِّض حياة الشيخ “الترابي” للخطر لذلك أحجموا عن بثها عقب تسجيلها وأرجأوا البث إلى وقت لاحق ظل ينتقل من تأجيل إلى تأجيل إلى أن رحل الشيخ “الترابي” ولم يعد هناك مناص من البث.
ابتسم الأستاذ “المسلمي” ابتسامته الهادئة تلك، وقال ربما.. وكنت على قناعة تامة بأن هذا هو ما كان يمكن أن يكون إجابة لسؤالي، لكن الالتزام المهني والإمساك عن أسرار العمل منعا صديقنا الأستاذ “المسلمي” من الإجابة الواضحة، رغم أن تلك الفرضيات هي الأقرب للصحة، إن لم تكن هي الصحيحة.
{ التحقق من الانتشار
التهنئة لأسرة صحيفة “المجهر السياسي) وهي تنافس في مونديال الصحافة السودانية، وتحتل المركز الثالث، لتصبح ثالث ثلاثة في المقدمة من بين خمس وعشرين صحيفة سياسية يومية، والتهنئة لربانها الشاب الودود الأخ الأصغر الأستاذ “الهندي عز الدين” الذي عرفته وخبرته صحفياً محترفاً محترماً ناضجاً يعرف كيف يصنع النجاح، وكنا شركاء ذات يوم في تأسيس صحيفة ظلت الأولى على مدى خمس سنوات، وكان يمكن أن تظل لولا تدخلات الذين لا يعلمون ومحاججتهم في ليس لهم به علم، ليصبحوا شركاء متشاكسين، لينفرط العقد حبة فحبة وتتبخر الأحلام وتوأد الآمال.
والأخ الأستاذ “الهندي” هو أحد أيقونات النجاح القليلة في صحافتنا السودانية وسيظل بإذن الله تعالى.
كما أهنئ الصديق ورفيق الطفولة والصبا الأخ الأستاذ “صلاح حبيب” الرجل المؤدب عالي التهذيب والذي من فرط حيائه يمكن أن يتنازل عن حقه مثلما حدث له من قبل في عديد من الصحف، لكن عناية الله كانت ترعاه على الدوام.
والتهنئة لكل الزملاء والزميلات من مختلف الأجيال لأنهم شكلوا هذه اللوحة الصحفية العظيمة.. ومع مقدم عيد (المجهر) الخامس نقول لهم كل عام وأنتم بخير.
اللهم نسألك نهضة عامة في بلادنا وأمناً وسلاماً واستقراراً، ونهضة حقيقية في صحافتنا تقوم على ركيزتين هما الحريات والأوضاع الاقتصادية المستقرة، ونسأل الله أن يهدي ولاة الأمر لأن يهتموا مثلما يهتم كل الحكام في الدنيا بالصحافة من خلال إعفاء مدخلات الطباعة من الجمارك، وتقليل الضرائب والرسوم، إذ لا يعقل أن تفرض ذلك كله على واحدة من أهم وأخطر وسائل نشر الوعي والمعرفة.
نسأل الله أن يستجيب لنا.. آمين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية