(الوطني) بخير
في كل يوم يثبت المؤتمر الوطني أن سنوات الحكم التي تطاولت وزادت عن ربع القرن بعامين لم تصب جسده وروحه بأمراض الشيخوخة السياسية التي أودت بحياة أنظمة.. وإصابة أخرى بالكساح والقدرة على الحركة.
ما يزال (الوطني) يرفد جسده الذي توالت عليه المصاعب والمشاق بمضادات أمراض الشيخوخة التي تحول دون اندثار الحزب وموته.. كلما صعد جيل من شباب المؤتمر الوطني إلى تسنُّم القيادة التنفيذية في الدولة والسياسية في الحزب خرج من رحم الحزب جيل جديد أكثر عطاءً وعزيمة ومضاءً..في الساحات العامة.. بالأمس كانت ساحات معرض الخرطوم الدولي التي استفادت منها الأحزاب في عقد مؤتمراتها أكثر من فائدة الدولة كمعرض دائم صمم على أحدث نظام ويتوسط قلب منطقة من أغلى الأراضي من حيث القيمة السوقية.. في هذه المعارض عقد شباب المؤتمر الوطني دورتهم التنشيطية وسط زخم كبير جداً.. وبرنامج تطاول حتى أصاب المراقبين بالملل والضيوف من خارج الحدود بالرهق.. ولكن الملامح العامة لأمانة الشباب التي تمثل قلب الحزب وكل مستقبله ونصف حاضرة تشيء إلى أن حزب المؤتمر الوطني يتنفس طبيعياً وثمة حيوية في برامجه.. وأطروحاته.. وهناك تغيُّر حقيقي في ممارسة الوطني للسياسة حتى شعارات الحزب القديمة تبدلت وصارت أكثر واقعية وملامسة لحياة الناس بعد أن كانت تهيم في خيالات وأمنيات.. وقد انحسرت النبرات العسكرية والأناشيد التي تدعو للقتال والمواجهة بأخرى تدعو للمحبة والسلام والإنتاج والألفة والمودة.. وحتى الشعار الذي عقد تحت راياته الشباب مؤتمرهم كان شعاراً واقعياً.. عقول مفكرة وسواعد منتجة.. وقد غاب التفكير طويلاً.. وأصبح الشباب مقلدين.. ومنفذين وأهل فعل لكنهم اليوم يرفعون من شعار التفكير والتدبر والتأمل والنظر وفي ذلك منجاة من مهلكات السير مكبين على الوجوه..
وإذا كان الشباب في (الوطني) قد جمعوا في مؤتمراتهم التنشيطية(164)ألف مؤتمر في(150) محلية بالبلاد، شارك في مؤتمرات المحليات(26) ألف شاب وشابة وعقد كذلك(18) مؤتمراً وظيفياً فإن هذه المؤشرات والأرقام تثبت أن (الوطني) حقاً يعيش صباه السياسي.. وقد أثبت نائب رئيس الحزب المهندس “إبراهيم محمود حامد” جدارته في قيادة المؤتمر الوطني في ظروف بالغة التعقيد تشهد انتقالاً للحزب من حقبة الاعتماد على سواعد الدولة إلى الاعتماد كلياً على قدراته الذاتية.. والفصل التام بين ما هو حكومي وما هو حزبي.. وقد ضرب الجفاف المالي هياكل الحزب ولكن لم يصب جسده بالشلل.. تفتقت عبقرية القيادة لمشروعات الاعتماد على النفس والتبرعات الذاتية واشتراكات العضوية المليونية.. وأخذت هذه السياسات تؤتي ثمارها.. ويتعافى (الوطني) يوماً بعد الآخر وتنمو حركته السياسية.. وقد أقبلت فئات عمرية أمس من(12) عاماً إلى(60) عاماً نحو مؤتمر الحزب التنشيطي ورغم غياب الرئيس المفاجئ عن المؤتمر إلا أن وجود المهندس “إبراهيم محمود” قد أضفى على المنشط حيوية وبريقاً.