أمين الأمانة الاجتماعية بالوطني د."مها عبد العال" لـ(المجهر)
*اختيار “بكري” رئيساً للوزراء يعكس جدية الحزب في تنفيذ المخرجات
*ما يثار حول أن الرئيس غير راضٍ عن أداء الحركة الإسلامية مجرد شائعات الغرض منها التشويش
*المؤتمرات التنشيطية فيها إعمار للفكر وتعكس مدى قوة الحزب
حوار – محمد جمال قندول
هناك كثير من الظواهر السياسية والاجتماعية السالبة التي أصبحت سائدة في المجتمع، فمن ناحية صحية لا زال موضوع الدواء وزيادة أسعاره يشغل أذهان المواطنين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار وتباينها، ومن ناحية اجتماعية هناك ظاهرة الفقر والمتشردين بجانب زيادة أعداد الأجانب الوافدين، خاصة السوريين إلى البلاد التي أفرزت بدورها إشكالات أخرى، بعضها دخيل على المجتمع، كما أن من أكثر القضايا الاجتماعية التي صارت تؤرق الآباء والأمهات هي ظاهرت اغتصاب الأطفال التي لم تلجمها الإجراءات القانونية الرادعة. على صعيد الساحة السياسية يعج المشهد السياسي بكثير من المنعرجات وعلى رأسها الحوار الوطني والاستعداد لإعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني والكثير من المحاور التي وضعناها على طاولة أمين الأمانة الاجتماعية الاتحادية بالمؤتمر الوطني د.”مها عبد العال” في حوار تحدثت فيه بصراحة غير معهودة عن تجربة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في الحكم بجانب تسليط الضوء على الكثير من الأشياء المسكوت عنها، وإلى مضابط الحوار.
*بداية نود التعرف على مراحل سيرتك الذاتية؟.
ـــ أولاً، التحية لـ (المجهر) والإعلام بصورة عامة، وعبركم التحية للشعب السوداني، أنا د.”مها أحمد عبد العال” تخرجت من جامعة الخرطوم كلية الزراعة التي في نظري أم العلوم ومرتبطة بالاستقرار والمجتمع، وعملت ماجستير ودكتوراة في الزراعة، ولديَّ ماجستير في التخطيط الإستراتيجي شارف على الانتهاء، مسقط رأسي مدينة دنقلا، واستقريت بالخرطوم عندما قدمت للدراسة، وحالياً أستاذة بجامعة أم درمان الإسلامية كلية الزراعة وعضو مجلس تشريعي ولاية الخرطوم وتدرَّجت في العمل السياسي بمفاصله المختلفة سوءاً أكان في المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية.
*ما تعليقك على الحوار الوطني الذي يمضي إلى خواتيمه بقرب إعلان حكومة الوفاق؟.
ـــ هي من المشروعات الجريئة والناجحة، كون أن الوطني يجنح إليها وذلك لإيمانه بأن الوطن يسع الجميع، والحوار عنوانه تنادوا يا سودانيين وتعالوا برؤية موحدة ومفارقة درب الحرب.
*هل هنالك خلافات داخل الحزب كما يروَّج ؟.
ـــ أنا متغلغلة بكل الأمانات وليست هنالك أي خلافات، فقط نقرأها بالصحف ومواقع التواصل الاجتماعي والسيطرة على الأسافير صعبة، ولكن المعارضة ليس من مصلحتها أن يتوحد المؤتمر الوطني، وجميع المشاريع الإسلامية لم تسلم من مثل هذه الإشكاليات.
*هنالك اتهام لـ (الحركة الإسلامية) والوطني بأنهما أصبحا بعيدين عن المجتمع. ما تعليقك؟.
ـــ غير صحيح، وكل مرحلة في نظري لها شكلها والحركة الإسلامية متغلغلة وباتت تياراً مجتمعياً والوطني هو الذراع السياسي للحركة.
*حقبة ما بعد رفع العقوبات لحكومة الإنقاذ كيف تنظرين إليها؟.
ـــ رفع العقوبات تم بمجهودات مقدرة من جهات على رأسها الدبلوماسية السودانية بكافة أشكالها متمثلة في مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية ومنظمات المجتمع المدني والأصدقاء الخلص من داخل وخارج السودان، ونتوقع اكتمال رفع الحصار، ونتمنى أن يتم رفع اسمنا من قائمة الإرهاب وإعفاء الديون، نتوقع أن تدخل البلاد في مرحلة جديدة بالأخص من ناحية الإنتاج.
*(الوطني) أعلن تنازله عن جزء من حصته لمشاركة الأحزاب بالحكومة الجديدة ما تعليقك؟.
ـــ هو مشروع أجمع عليه جميع قيادات وعضوية الوطني ومن البداية نعلم بأننا سنقدم تنازلات.
*رأيكم في تعيين الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” رئيساً للوزراء؟.
ـــ يدل على أن الوطني جاد في مخرجات الحوار، وثانياً أن “بكري” هو رجل المرحلة بكل المقومات، بالإضافة إلى أنه ابن المؤسسة العسكرية.
*كونه ابن المؤسسة العسكرية ما رجح كفته لنيل هذا المنصب أكثر من الوزن الحزبي سواء بالوطني أو الحركة الإسلامية؟.
ـــ أبداً هي موزونة بمعايير متساوية، هو نائب الأمين العام للحركة الإسلامية، بالإضافة إلى أنه من مؤسسي أجهزة الحزب، المؤتمر الوطني، وعضو مكتب قيادي، المعايير الـ (3) متساوية بجانب أنه يجد القبول من كافة قطاعات المجتمع السوداني.
*من الذي جنَّدك للحركة الإسلامية؟.
ـــ أنا فتحت عيني في بيت حركة إسلامية، ووالدي كان متنقلاً وعمل بكثير من المناطق داخل البلاد.
*ما حقيقة ما يثار بأن الرئيس غير راضٍ عن أداء الحركة الإسلامية؟.
ــ الرئيس هو رئيس هيئة القيادة العليا للحركة الإسلامية، وكل الأجهزة الأخرى يرأسها، وما يثار شائعات لتفتيت الحركة الإسلامية، ولكن بحمد الله الجسم متماسك.
*ما هي طبيعة عمل الأمانة الاجتماعية، ولماذا لا نشهد لها أثراً في الساحة رغم ارتباطها بالمجتمع؟.
ـــ نحن نسعى في الأمانة الاجتماعية إلى تحقيق كيفية قيادة المجتمع للدولة من خلال المبادرات وكافة السبل، وحقيقة عمل الأمانة الاجتماعية داخل المؤتمر الوطني له شقين، الشق الأساسي والرئيس داخل عضوية الحزب، والشق الثاني العمل داخل المجتمع وكيفية تفعيل عضوية الحزب داخل المجتمع حتى يكونوا مشاركين في كل أنشطة المجتمع، والأمانة مرتكزة على (8) محاور، أبرزها محور التواصل مع كل ولايات السودان عبر الأمانة الاجتماعية أو المجالس التشريعية والأجهزة التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني.
*ما هي أبرز الملفات الموضوعة على طاولة أمانتكم؟.
ـــ الصحة والبيئة، أبرز الملفات وأسخنها.
*كيف تنظرين للوضع الصحي المتدهور بعدد كبير من مشافي البلاد وما دوركم تجاهها؟.
ـــ الوضع الصحي يحتاج إلى وقفة وتضافر كافة الجهود مع بعضها البعض، بجانب تنسيق الجهود الرسمية، وفي نظري من المستحيل أن يغطي العمل التنفيذي والرسمي كافة الإشكاليات، لذلك لابد من مساهمة بعض الأذرع على غرار العمل الطوعي والعمل الخاص للعمل مع بعضها البعض، وخاصة أن لدينا بلاداً مترامية الأطراف، ويجب تقديم الخدمة التي تتناسب مع حجم السكان، كما أن ملف الدواء يحتاج إلى وقفة وعمل تكافلي كبير، وأعرف بأن هنالك أصحاب صيدليات ساهموا بصورة فاعلة خلال أزمة الدواء الأخيرة التي أفضت إلى زيادة أسعارها بمبادرات اجتماعية، وإذا وجدت مثل هذه المبادرات والاهتمام سنجد بأن هنالك حلولاً كبيرة قد طرأت، والمجتمع إذا تعاون بطاقته وفعاليته و تحرَّك سيحدث تغييراً كبيراً على هذه الملفات المهمة.
*ماذا كان موقفكم بالأمانة الاجتماعية عقب قرار زيادة أسعار الدواء؟.
ـــ الزيادة التي طرأت جاءت في ظل سياسية تحريرية كاملة للدولة، وهي رؤية اقتصاديين، بعد تحليل كبير اختاروا هذا المسلك لاعتقادهم بأنه الحل المنقذ للاقتصاد، وذلك لتوجيه فائض الأسعار لتغطية التأمين الصحي وإدخال الأدوية التي لم تكن بالتأمين الصحي، والحل الوحيد في نظري لمجابهة أضرار مثل هذا القرار إدخال الجميع في مظلة التأمين الصحي.
*ولكن البعض يرى بأن السياسات التحريرية التي انتهجتها الدولة والتي يحكمها الوطني باعتباره الحزب الحاكم لم تنجح في مسعاها، بل فاقمت الأزمة ما تعليقك؟.
ـــ الحكومة أجرت تحوطات فيما يخص هذا المنهج، ولكن بطبيعة الحال الانتقال من مرحلة إلى أخرى تصاحبه بعض الإشكاليات، لكن أتوقع أن تأتي نتائجه مع انتهاج بعض الحلول مثل تعميم التأمين الصحي الذي اعتبره من أفضل مشروعات الإنقاذ ويأتي في تقديري الشخصي بعد ثورة التعليم العالي.
*هل لديكم رصد لعدد الفقراء بالسودان باعتباره موضوعاً مهماً ومن مهام الأمانة الاجتماعية؟.
ـــ كأمانة اجتماعية اتحادية لدينا رصد لعدد الفقراء بالتعاون مع الجهات المسؤولة، مثل: ديوان الزكاة وبطبيعة الحال نحن دولة من دول العالم الثالث، ولكن نتميز على الآخرين بأن الفقير بالسودان وضعه أفضل، وإذا سألت أنت ستقول: (ما في زول مات من الجوع في السودان)، لكن نعترف بأن هنالك معاناة جراء العديد من الظروف، وإلا أننا بتكافلنا وطبيعتنا السودانية نستطيع تجاوز مثل هذه المحن والمبادرات التي تكون كفيلة بذلك.
*هل للأمانة دور في إيجاد معالجات للفقر، أم أنها تمضي في مسلك سياسي بعيداً عن أدوارها الأساسية؟.
ـــ نحن نرفع سياسيات الحزب باعتباره الحزب الحاكم بصورة عامة، وقبل فترة قليلة كانت هنالك ورشة السياسة الاجتماعية التي ناقشت هذه القضية باستفاضة، ونحن ننظر ونحاول لفت النظر لها.
*في البلاد سياسات لطالما رفعت للأجهزة ولكن دون جدوى؟.
ـــ الأجهزة التنفيذية تنفذ، ولكن يجب أن يوضع في الاعتبار الإمكانيات المتاحة و يجب إبراز تراتيبية زمنية محددة لتنفيذ ما يمكن تنفيذه.
*كيف تنظرون بالأمانة لمسألة الوجود الأجنبي الذي بات كثيراً ومزعجاً لظهور بعض الظواهر السالبة من الموجودين بجنسيات مختلفة؟.
ـــ نحن شركاء بعدد من اللجان الطوعية بالنسبة للأجانب والسوريين بالتحديد، ولدينا رؤية، والملف السوري تحديداً لديَّ فيه رأي بأن ليس كلهم سيئين، نعم هنالك حملة قوية ضد أخوانا السوريين، ولكن في النهاية هم أخوانا في الإنسانية، والإنسان بالطبع لا ينفي وجود بعض السلبيات، وقطعاً لم يأتوا بلا أسباب، هنالك أسباب قادتهم للجوء والمسلمين يجب أن يعملوا على إيواء بعضهم البعض في مثل هذه الظروف، واعتقد بأنه قرار شجاع من السيد الرئيس بتكفله بالإخوان السوريين، وفي النهاية هذا لا يمنع أن يتابع الناس ويراقبوا ما يحدث، خاصة أننا نرفض أية سلوك سالب، ولا ننسي بأن سوريا أياديها بيضاء على الأمة العربية في أوقات سابقة ولدينا عشرات الخريجين من الدولة الشامية.
*لم نشاهد أي دور للأمانة الاجتماعية في ظاهرة باتت تؤرق مضاجع المجتمع وهي اغتصاب الأطفال؟.
ـــ لدينا عمل توعية مع اتحادات المرأة والجهات ذات الاختصاص، وهي ظاهرة مؤسفة، وأنا ضد تسميتها كظاهرة، وفي نظري هي حوادث متفرقة، ونحن ندينها ونستنكرها ونطالب بإعدام مرتكبي مثل هذه الجرائم.
*ما رأيك بالمؤتمرات التنشيطية التي تجري حالياً بالولايات المختلفة للوطني؟.
ــ المؤتمرات التنشيطية فيها أعمال للعمل الفكري والمجتمعي، والتركيز يكون فيه على المبادرات الاجتماعية، وفيها حوار اجتماعي وسياسي ممتاز، بجانب تحريك للهياكل، واعتقد بأنها فرصة لحراك غير موجود بجميع الأحزاب، وتؤكد على أن الحزب يمضي بخطوات ثابتة بكل المشاريع التي نفذها وسينفذها، ويؤكد على أنه حزب قوي وله برامج فاعلة وواضحة لقيادة المجتمع.