ربع مقال
الأمير “محمد الفيصل” .. !!
خالد حسن لقمان
.. آثرت وعند إعلان وفاته أن استمع وأشاهد وأقرأ كل ما قيل عن الراحل الأمير الدكتور “محمد الفيصل آل سعود” مؤسس بنك فيصل الإسلامي، فقد كنت ومنذ سنوات شغوفاً بالتعرف على مكنونات هذه الشخصية وتتبعت في ذلك ما يثار حوله ببن فينة وأخرى. وبلا شك فقد كان دافعي وراء هذا إعجاباً بهذا الرجل الذي مارس فعلاً مغامراً بكل ما يحمله معنى كلمة مغامرة، وكيف لا وقد نهض الرجل بفكرة مرفوضة من الجميع بدءاً بمن حوله ونهاية بالآخرين في أقاصي الدنيا .. الأرض تحته ترفض الخوض في التجربة .. تجربة الخروج بالمال ومعاملاته إلى رحاب الفقه الإسلامي لتأسيس صيرفة إسلامية مستقلة تدعم وتؤسس لمعاملات إسلامية مالية تضع رأسها مع رأس التجربة الإنسانية المعاصرة والأكثر قوة وسيطرة على العالم بأسره .. الجميع تحركوا ضد الرجل فخرج بفكرته كما خرج يوماً ما المؤمنون بدينهم إلى الحبشة وبعدها “يثرِب” .. ثلاثة هلالات مثلت التجارب الأم لتضحي اليوم شعاراً ناجحاً لتجربة تجتاح الآن العالم بأسره .. يا لبؤسنا .. لو كان “محمد الفيصل” من أولئك أصحاب الأنوف المعقوقة لأدخلوا تجربته قسراً عقول الجميع وأسكنوها أفئدتهم .. رحمك الله يا صاحب الهلالات فقد كنت عصياً على أزمنة الضعف والانكسار.