رأي

مسالة مستعجلة

حتى لا ينقطع وصل قواعد الأحزاب مع القيادة !!
نجل الدين ادم
لفتت نظري البادرة الجديدة لحزب المؤتمر الوطني لولاية الخرطوم، ودعوته للقيادات العليا لتشريف المؤتمرات التنشيطية بالمحليات، وعلى رأس هؤلاء رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير” بوصفه رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والذي خاطب الأسبوع الماضي المؤتمر التنشيطي لشعبة أساس عمر المختار بمحلية بحري، وميزة هذا الاختراق الجديد أنه يعمل على خلق تواصل ما بين القيادة والقواعد الوسيطة والأدنى، إذ أنه وفي ولاية مثل الخرطوم، وهي عاصمة البلد، لا يستقيم أن لا يجد الوزير أو المعتمد الذي يكون رئيساً للحزب ومفوضاً عن رئيس الحزب في الولاية وعن رئيس الحزب في مركز بإدارة النشاط السياسي للحزب وفق اللوائح والقوانين، لا يستقيم أن لا يجد المعتمد في محليته سبيلاً للقاء رئيس الجمهورية رئيس الحزب أو النائب الأول نائب رئيس الحزب أو أي من قيادات الصف الأول طوال توليه للحقيبة الدستورية التي دائماً ما تؤهل صاحبها للمنصب الرفيع في الحزب، والمؤتمر الوطني هنا ليس استثناءً، إذ أن الأمر ينبغي أن يكون في كل الأحزاب والقوى السياسية السودانية، بأن تحذو حذو الحزب الحاكم رغم الاختلاف في بعض التفاصيل من حزب لآخر.
أهمية التواصل والمباشرة هذه أنها تعيد الثقة في القيادة وتفتح للمسؤول الرفيع في الحزب، الباب لقراءة ما هو غائب عنه من صورة، وتخلق جسور التواصل السياسي وفي المقابل تعمل على تعزيز الروح الجماعية وإحياء الحماسة والهمة في القيادة والقواعد. 
إدارة العمل الحزبي ليس كما العمل التنفيذي أو التشريعي الذي يحكمه الدستور والقانون، ومثال لذلك أن نظام الحكم اللا مركزي الذي تنتهجه الحكومة في إدارة شأنها يعطي التفويض لأن تحكم كل ولاية نفسها بنفسها، وكذا الحال المحليات كل منها عبر جهازها التنفيذي ومجلسها التشريعي الولائي أو المحلي دونما أي تأثير من المركز، ولكنه يختلف في الأحزاب والتي يكون أصل النشاط والعمل فيها التواصل بين القيادة والقواعد ورسم السياسات العامة، وبانعدام هذا التواصل تتباعد المسافات.
 هنيئاً لقواعد حزب المؤتمر الوطني بالخرطوم بهذا الاختراق الكبير، وحزب المؤتمر الوطني بالعاصمة الخرطوم يحتاج لمثل هذه الوصلات للخصوصية التي يتمتع بها، ففي المقابل تحتاج الولايات الأخرى لهذا الترفيع في التواصل، مع الأخذ في الاعتبار وجود بعض المصاعب، ولكن يمكن أن يعالج هذا الأمر في مستوى أعلى في نطاق الولاية كأن يتقدم الوالي وهو رئيس الحزب في ولايته، المؤتمرات التنشيطية على مستوى الشعب في الاحياء والوحدات الإدارية ويكون ضيفاً عليها يخاطبهم من القلب إلى القلب ويسمع منهم، والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية