ربع مقال
ولادة على إشارة المرور..!!
خالد لقمان
بعض المواقف إذا ما تأملها الإنسان دون أن تفلت عجلى من بين يديه يخرج منها بحقائق ونتائج مذهلة، تؤكد له جميعها أن لهذا الكون نظامه وطبيعته الربانية المقدرة لكل شيء، وهي الحقيقة الإيمانية الأولى بالله الواحد الأحد الذي هو الأول والآخر والظاهر والباطن والذي هو على كل شيء قدير.. قد يظن بعضكم أن ما أشير إليه هنا أكبر من قصة بائع الصحف الشاب الذي تعودت أن أقابله على إشارة المرور التي تؤدي من شارع “محمد نجيب” غرباً إلى تقاطع عفراء على شارع المطار شرقاً.. سألت عنه بالأمس أحد الصبية بائعي أكياس النفايات وأنا على ذات الاستوب فقال لي إن زوجته قد وضعت بالأمس بنتاً.. لم استغرب الإجابة ولكني تأملت الصورة فعجبت من أمر الحياة فهي تتجانس وتتحد عناصرها حتى على إشارات المرور.. إذن فهؤلاء الشباب والصبية الذين يتدافعون أمام سياراتنا لنشتري منهم بعضاً مما يحملون على وجل هم مجتمع صغير لديه علاقاته وشؤونه بمثل ما لدى مجموعات رجال الأعمال والطبقات البرجوازية وحتى المتوسطة.. صدقوني فكرت لحظتها أن أعود إلى الاستوب لأسأل ذاك الصبي عن من منهم لديه (كشف فتى الصحف) لأقدم مساهمتي المادية تماماً كما والآخرين على إشارة المرور.