رأي

عابر سبيل

 المغتربون وبيت القصيد!
ابراهيم دقش
•    تلك القاعة “الرهيبة” ناحية سوبا، وجدت نفسي داخلها بعد أن تتبع السائق اللافتات الموجهة: (الأكاديمية العليا للدراسات الأمنية والإستراتيجية..)، وفجأة قررت ترك مقعدي في الخلف والتوجه إلى المنصة الأساسية… وفات عليّ أن هناك “سلمة” خفية تجاوزتها فسقطت (من طولي) لتستقبلني جهة يدي اليمنى منضدة زجاجية فعلت في ذراعي الأفاعيل.. وتبرع عدد من الحضور من العلماء والخبراء السودانيين خارج الحدود، إلى الأخذ بيدي فيما توافد الأطباء– وكانت الجلسة خاصة بهم وبالشأن الصحي لحظي– وتولوني بحميمية وبأريحية وبمهنية عالية أنستني – والله – آلامي والدم السائل من ذراعي.. فيسألني أحدهم: عندك سكري؟ ويتابع الآخر: هل تتعاطى حبوب سيولة دم؟ وبعد أن لاحظ أحدهم “تكوراً” بعث في إثر “ثلج”.. وعندها رغم حالتي، شعرت باطمئنان رهيب بأنه في بلدنا أطباء يملأون العين حتى “تفضل” وزاد من يقيني أنهم في اليوم التالي توافدوا نحوي ليسألوني عن حالتي: عملت أشعة؟ شفت اختصاصي؟ ولما قلت لواحد منهم – كان حريصاً أن يتأكد من عدم وجود كسر أو فصل – إني في “أمان الله” رد بانزعاج: هذه هي المشكلة.. فمن أدراك بعدم وجود مضاعفات؟
     فتلك “شريحة” من علمائنا وخبرائنا في الخارج تعاملت مع حالة (عارضة) بتلك الرعاية العالية والمسؤولية، مما يؤكد أن “كوادرنا” في الاغتراب ملء السمع والبصر ويعكسون صورة حقيقية لبلدهم وما أعجبني أن من حضر منهم مؤتمر العلماء والخبراء السودانيين بالخارج خلعوا انتماءاتهم السياسية وتعاملوا مع (البلد).
وذلك هو بيت القصيد..!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية