قوش (شايت) على وين؟
عز الكلام
أم وضاح
لفت نظري ما نشيت عريض في الزميلة (الصيحة) أمس، جاء فيه أن المهندس “صلاح قوش”، قال فيما قال: نحتاج لمشروع فكري جديد يستوعب المتغيِّرات، وشرح المانشيت وتفسيره أن “قوش” مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، دعا وهو يخاطب مجموعة من مواطني دائرته الانتخابية إلى استنباط مشروع فكري جديد بالسودان، بحيث يكون قادراً على استيعاب المتغيِّرات الداخلية والإقليمية الدولية، فبحثت في ثنايا الخبر أكثر، لعلي أصل لما يريد أن يصل إليه، سعادة الفريق، من هذه الدعوة، ولم أكسب إلا مزيداً من مساحات الغموض، والأسئلة التي تبحث عن إجابة، حيث تساءل قائلاً: هل الشعارات القديمة لا تزال صالحة لاستخدامها في الوقت الراهن أم عفا عليها الزمن؟ ثم تبَّرع بالإجابة وقال مؤكد لا.
مبيَّناً أن المتطلبات القادمة تحتاج إلى توفير مشروع جديد للتعامل المفتوح مع العالم لتحديد الخيارات التي يبنى عليها التعامل في المستقبل، وتابع قائلاً: إن كان النجاح حليفنا في هذا الاختبار، فسيقود ذلك إلى تغيير بالداخل على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، يستوجب الإعداد له بشكل جيد.
و(خلوني) أقول: إن كان رجل المخابرات السابق معروف عنه التكتم أو إطلاق الأحاديث الغامضة المغلَّفة بالضباب، فإن حديثه هذا يكون الأكثر غموضاً والأكثر ضبابية على الإطلاق. إذ أن “قوش” يدعو لاستنباط مشروع فكري جديد مما يشي أنه قد كفر بالمشروع الذي قامت عليه الإنقاذ، وهو أحد الذين ثبَّتوا أركانه وساهموا في فرضه وجعله أمراً واقعاً من منبته، مديراً للمخابرات. سعادة الفريق لم يطرح فكرة هذا المشروع من داخل حزبه، حزب المؤتمر الوطني، ليصفه أنه تجديد فكري من داخل الحزب، أو تجديد جلد ودماء، لكنه قال ما قال في دائرته الانتخابية وأمام المواطنين الذين انتخبوه، فهل يقدم بذلك “قوش” نفسه بفكرة جديدة لمشروع جديد ومن منصة غير حزبه الحزب الحاكم؟ لكن الأهم في الموضوع أنه لماذا لم يفصح السيد الفريق عن الخطوط العريضة لهذا المشروع الذي مؤكد أنه قد وصل فيه إلى تفاصيل واضحة قادته إليها قناعات وفق رؤى هو مؤمن بها، وبالتالي مثل هذا الحديث (المفصلي) لا يكون حديثاً هتافياً وليد اللحظة، بقدر ما أنه حديث مبني على تفكير عميق ونتائج توصل لها، لا أدري إن كان أهمها بالنسبة له أن المشروع الحضاري الذي رفعته الإنقاذ هو مشروع فاشل أراد “قوش” بحديثه هذا أن يعترف أنه سبب أزمات الشعب السوداني وما عاد صالحاً بالمكان ولا الزمان.
في كل الأحوال لا اعتقد أن حديث “قوش” هو حديث له ما بعده، والرجل عارف يقول في (شنو ومتين ووين) وبأي كيفية، وهذا الحديث ليس (طق حنك بشيلو الهواء)، هذا حديث مطبوخ ومسبوك وبكره أذكركم.
كلمة عزيزة
ما يحدث في الحزب الاتحادي الديمقراطي وفصل السيدة “إشراقة سيد محمود”، هذا أكبر دليل على أن الأحزاب ترفع شعارات ومسميات، وتملك من الجرأة أن تسمي نفسها بهذه المسميات، وليس لها من الاسم صفة أو معنى، و”إشراقة” حتى الآن قضيتها واضحة، والملفات التي تثيرها كان أكرم للأمين العام الدكتور “أحمد بلال” أن يفنِّدها بالحجة والقانون والمنطق، بدلاً من أن يلجأ لخيار الفصل أو الإقصاء، وكل خطوة يخطوها الحزب الاتحادي الديمقراطي تجاه “إشراقة” يجعل من الشابة بطلة لدى قواعد الحزب المعتمدة قياداته على الولاء التقليدي الذي لن يدوم بتغيير المفاهيم والأجيال والأفكار، ليس بالضرورة أن “إشراقة” على صواب، لكن بالتأكيد “أحمد بلال” ومن معه ارتكبوا أكبر خطأ بهزيمة فكرة الحزب (اللا اتحادي واللا ديمقراطي)، أقصد الاتحادي الديمقراطي.
{ كلمة أعز
جريمتان فادحتان كانتا نتيجة حتمية لذيوع المخدرات، الأولى اغتصاب طفلة كوستى بشكل بشع، والثانية اعتداء شاب شارعاً في اغتصاب جارته بإحدى الولايات، وكلا الكارثتين قام بهما من قام تحت تأثير المخدرات واللا وعي، وهذا ما يجب أن يجعل قواتنا الأمنية جميعها تتأهب لدحر خطر المخدرات قبل أن يتحوَّل مجتمعنا مجتمع الوعي والفضيلة إلى مجتمع المساطيل والرذيلة.