فصل "إشراقة"
أخيراً تجرَّع الحزب الاتحادي الديمقراطي الدواء المُر، وأشهر د.”أحمد بلال” سيفاً جز الأعناق، واتخذ قراراً بأغلبية أعضاء اللجنة المركزية للحزب بفصل العضو”إشراقة سيد محمود” من عضوية الحزب وإبعادها خارج دائرة التنظيم، الذي يقوده الآن د.”أحمد بلال” بعد مغادرة د.”جلال الدقير” البلاد غاضباً إلى حيث كان يقيم بالمملكة المتحدة، قبل أن يوقع اتفاقاً مع الإنقاذ قبل ميلاد حزب المؤتمر الوطني، ويصبح شريكاً ناعم السلوك.. ونزل “جلال الدقير” في منزل الإنقاذ ضيفاً، ثم شريكاً لطيفاً، لم يثر متاعب مثل “مبارك الفاضل”.. ولم تتعد طموحاته بضع وزارات، ولكنه في العام الماضي شعر بنصل السكاكين التي تغرز في جبينه وتنامت في حواشي الحزب مراكز قوة أخذت تنازعه وتثير الأتربة والغبار.. ثم أصبحت تلك المراكز مصدر إزعاج وهددت سمعة الطبيب النظيف.. ومن بعيد لمح د.”جلال الدقير” شبح مؤامرة تقودها “إشراقة سيد محمود”، ومن خلفها من كان يعدهم قريبين منه، ومن أمامها رجال لهم وجوه تتقلب بين الليل والنهار.. فآثر د.”الدقير” الخروج علناً.. وترك الجمل بما حمل، بعد تقديم استقالته، وهنا.. رفضت “إشراقة سيد” الإقبال على د.”أحمد بلال”.. انتابها شعور بالزهو والنصر الكاذب.. وارتفعت سقوفات طموحاتها، ومن يقف مسانداً لها.. فآثرت تجديد معركتها مع “جلال الدقير” الغائب و”أحمد بلال” الحاضر، أشهرت أسلحتها.. وأعدت نفسها لمعركة مؤسسات زيُّن إليها أن الجميع، قد أصبحت “إشراقة” تمثل لهم بذرة الخلاص من التيار القديم.. أعجبتها نفسها ومضت إلى آخر الشوط.. لتجد نفسها ظهر (السبت) في قارعة الطريق.. تخلى عنها الذين خدعوها سراً وعلنية وانكشف ظهرها.. وانقض عليها “أحمد بلال” كالصقر يفترس (الفروج)، والديك يهرول خوفاً من مخالب كادت أن تخطفه في صغره، فأدخلت الرعب في جوفه، حتى أصبح أكبر حجماً من الصقر (الحدية).
بعد أن قذف الاتحادي الديمقراطي بـ”إشراقة” خارج أسواره لم تنته المعركة بعد.. فـ”إشراقة” نائب في البرلمان عن دائرة عطبرة.. فازت باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي، وفي نصوص الدستور (المعيبة) هناك نص يجرِّد النائب البرلماني من مقعده النيابي إن هو بدَّل حزبه، وغيَّر ولاءه، ونكص على عقبيه سياسياً.. لأن المؤتمر الوطني (ملدوغ) من دبيب تغيير الوَلاء، منذ أن كان الجبهة الإسلامية التي خرج من صفها اثنان من نواب دارفور في الديمقراطية الثالثة وأقبلا نحو الحزب الاتحادي الديمقراطي.. ولدغ الوطني مرة أخرى حينما أنشق عنه تيار الإصلاح الذي أصبح حزب الإصلاح الآن.. وضع لنفسه ولحلفائه سوراً لا يقفز فوقه نائب برلماني بالنص على فقدان النائب لمقعده في المجلس الوطني والمجالس التشريعية إن هو بدَّل لونه السياسي، وذلك النص المعيب ثقافياً وسياسياً يضع سيفاً في عنق البرلمانيين ويبقيهم سجناء في أسوار أحزابهم قهراً وقسراً.. و”إشراقة” التي فصلت من الحزب لم تبدِّل ولاءها من تلقاء نفسها، ولكن الحزب هو من أقبل على الاستغناء عن خدماتها بعد المشاغبات التي بدرت منها.. فهل فصل الحزب لأحد أعضائه يجعل ذلك العضو فاقداً لأهلية تمثيل مواطنين انتخبوه ليمثلهم في البرلمان؟. وقد تقول “إشراقة” إنها لا تزال اتحادية ديمقراطية، ولم تبدِّل ولاءها، فكيف يتم فصلها من البرلمان؟. نواصل.