ربع مقال
الانقسام السرمدي .. !!
خالد لقمان
من سخريات القدر في تاريخ المنطقة العربية والإسلامية أنه ما مرت حقبة على قاطني الأرض ما بين المحيط إلى الخليج وما بين طنجة إلى جاكرتا ببحارها وأنهارها وفضائها إلا وكان الانقسام قاسمهم الأعظم الذي يضرب أقطابهم، فتصاب أطرافهم جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً بالشلل والضعف والانهيار وهو الحال الذي ظل دوماً معززاً لمنطق من رأى في الأمر تآمراً تاريخياً مستمراً على أهل هذه الملة بدينها وثقافتها بل ولسانها العربي، كما يؤكد بعض من هؤلاء الذين أعياهم إطلاق اسم أصحاب نظرية التآمر عليهم وعلى من يجنح بفكره ومنطقه تجاههم .. ولكن الأمر ظل قاعدة ماضية شاء من شاء ورفض من رفض ومن هذا ما يحدث به واقع الحال، فهاهي علاقات الدول العربية والإسلامية تبدو متأرجحة وكأنها مربوطة بأنامل أحدهم يؤرجحها كما شاء وقت شاء. واليوم تبدو في الصورة القاهرة قلقة متوجسة تجاه الرياض التي تبادلها قلقلاً بمثل ما تشعر أنقرة وبين هؤلاء تتمدد أفكار فارس القديمة طامعة مهددة من حيث أرادت أن تكون مطمئنة، والأخريات في الشام وأطراف الحجاز وعلى تخوم أفريقيا وسواحلها تتبادل ظناً بظن وحذراً بحذر .. هذا هو المشهد السرمدي للمنطقة ولا عزاء لهؤلاء وهؤلاء ولنا والله يقدر الأمر وهو اللطيف الخبير.