رأي

بعد ومسافة

أعالي عطبرة وستيت (جلسة ما منظور مثيلها)!
مصطفى أبو العزائم

اليوم (الخميس) الثاني من فبراير 2017م، يعقد مجلس الوزراء الموقر جلسته الخامسة في هذا العام، بموقع سدي أعالي عطبرة وستيت، لمناقشة عدة موضوعات مرتبطة بخطط ومشروعات وأعمال وزارة الموارد المائية والري والكهرباء، وهي وفق جدول أعمال الجلسة تتضمن الخطة التنفيذية لكفاءة الطاقة الكهربائية لجمهورية السودان 2017 – 2020م، ومشروع استغلال الطاقة الشمسية 2016 – 2020م، المعروف باسم (شمس السودان طاقة ونماء)، إضافة إلى موقف تنفيذ مشروع سدي أعالي النيل وستيت، إلى جانب عرض تقرير لتنفيذ خطة النهوض بقطاع الكهرباء، ثم تقرير مفصل عن الوضع الراهن للري والرؤية المستقبلية، مع ملخص البرامج والمشروعات بوزارة الموارد المائية والري والكهرباء، يقدمها السيد/ وزير الموارد المائية والري والكهرباء.
يُحمد للأمانة العامة لمجلس الوزراء أنها قامت بمد الصحفيين المدعوين لحضور هذه الجلسة المتميزة بكل الأوراق والخطط والتقارير التي سيتم تقديمها في الجلسة، حتى يكونوا (في الصورة) وتكون مشاركتهم مفيدة لهم في فهم واستيعاب خطط الوزارة والحكومة في هذا الجانب، حتى يتمكنوا من نقل ذلك عبر الصحف ووسائل الإعلام ووسائطه المختلفة إلى المواطن السوداني، ولكل مهتم بشأن الطاقة والكهرباء داخل وخارج السودان، دون تعقيدات، ودون الدخول في أرقام معقدة ومصطلحات فنية صعبة التفسير. وهكذا جاءت الأوراق التي أشرنا إليها، بما يبشر بأن جلسة اليوم ستكون بإذن الله تعالى (جلسة ما منظور مثيلها) أو كما جاء في أغنية الفنان الراحل “إبراهيم الكاشف” الموسومة بـ(الجمعة في شمبات) والتي تضمن مطلعها وصف الجلسة ومن كان فيها عندما قال شاعرها (كلما العصفور يغرد.. والنسيم يهفو ويبرِّد.. تزدهي الأقمار تورِّد.. واحدة صاحية وواحدة وسنى.. واحدة فاترة فاتنة حسنة.. في غفلة الدهر اختلسنا.. نحنا بيناتن جلسنا.. جلسة ما منظور مثيلها).
وجلسة مجلس الوزراء اليوم ستكون من الجلسات المميزة، مثلها مثل جلسات سابقة انتقل فيها المجلس إلى مروي والفاشر وكنانة وغيرها من المدن، لكن جلسة اليوم تتميز لارتباطها بقضايا الطاقة والري معاً، وهي القضايا المرتبطة بتحريك عجلة التنمية، والمرتبطة بتوفير الغذاء، خاصة وأن الخطة الحكومية تعمل على تطبيق مشروع استغلال الطاقة الشمسية في السودان التي تمثل البديل الإستراتيجي لإنتاج الطاقة الكهربائية انطلاقاً من الطرح الذي قدمه السيد رئيس الجمهورية من قبل، بتطبيق خطة واسعة لاستثمار ألف ميقاواط من الطاقة الشمسية حتى العام 2025م. وهذا المشروع الذي أطلق عليه اسم (شمس السودان طاقة ونماء) يهدف في مرحلته الأولى لإضافة خمسمائة ميغاواط من الطاقة الشمسية حتى العام 2026م، بمعدل (20%) (100) ميغاواط سنوياً من جملة التوليد في الشبكة القومية مشاركة بين الوزارة والقطاع الخاص.
أما موضوع الري فإن تقرير السيد الوزير يتضمن الوضع الراهن وحالة شبكة الري بالمشاريع القومية المروية عند تسلم الوزارة لها ومدى ما وصلت إليه الأحوال من سوء تمثل في النمو الكثيف للحشائش والأشجار ووجود ترسبات عالية للأطماء في الشبكة العليا، وحدوث تغيير في القطاعات التصميمية للقنوات نتيجة لعمليات إزالة الإطماء بشكل غير علمي.. والوقوف على حالة المصارف وغياب الصيانة، وإهدار كميات كبيرة من مياه الري التي ينتج عنها بعض الأضرار البيئية.
التدهور الكبير في شبكات الري تطلب إعداد دراسات وخطط لإعادة تأهيل البنيات التحتية للري والصرف مع إنشاء آلية للمحافظة على منشآت الري وتأمينها وحمايتها.. وهو ما تعمل عليه الحكومة الآن لمعالجة كل أخطاء المرحلة السابقة، لذلك يرى كثيرون أن اجتماع مجلس الوزراء اليوم سيكون له ما بعده حول قضايا الكهرباء والري معاً، ونتمنى أن تتم مراجعة كل التصديقات الممنوحة لزراعة أراضٍ داخل وخارج الدورة الزراعية بالمشروعات القومية، والعمل على استخدام التقنيات الحديثة، في إدارة نظم الري بالمشروعات القومية المروية، ففي ذلك خلاص لبلادنا مما هي فيه الآن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية