ولنا رأي

وتتوالى المفاجآت..!!

عندما بدأ العام 20017 كانت خطبة مساعد رئيس الجمهورية اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” بمثابة قنبلة العام، ولم ندر أن العام يحمل العديد من القنابل والبشريات، وها هي الولايات المتحدة الأمريكية تصدر قراراً مفاجئاً برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان التي استمرت لعشرين عاماً.
بالأمس عقد وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” مؤتمراً صحفياً بوزارته وحضره وزير الدفاع الفريق أول “ابنعوف” ورئيس هيئة الأركان المشتركة “عماد الدين عدوي” والفريق أول مهندس “محمد عطا” ووزير المالية السيد “بدر الدين محمود” وقادة من القوات المسلحة وعدد كبير من السفراء بوزارة الخارجية والإعلاميين والصحفيين.
المؤتمر كان مبشراً بالقرارات التي أصدرها الرئيس الأمريكي “أوباما” قبل أسبوع من مغادرته البيت الأبيض، البعض كان لم يفهم صيغة تلك القرارات، ولكن السيد الوزير قال: إن أمريكا عند إصدارها مثل هذه القرارات يتم تنفيذها بعد ستة أشهر، ولكن في حالة السودان فهناك رخصة في ذلك بأن يتم التنفيذ فوراً بمعنى أن تطبيق القرارات سيدخل حيز التنفيذ يوم (الثلاثاء) القادم كل ما يتعلق بالعملية الاقتصادية تحويلات بنكية أو معاملات مع البنوك الخارجية.
السيد الوزير لم ينسب العمل إلى نفسه أو وزارته، ولكن قال : إن ما تم كان جهداً سودانياً خالصاً شاركت فيه وزارة الخارجية ووزارة المالية والدفاع وجهاز الأمن والمخابرات وبنك السودان والرعاية الاجتماعية ورجال الأعمال والكثيرين ممن هم يقفون في مصلحة الوطن. وقال: إن اللجنة المشكلة من رئاسة الجمهورية ظلت تعمل في تناغم تام ولم يحدث أي نوع من الخلاف أو الاختلاف بينهما رغم أنها تضم جهات مختلفة ومتعددة. وقال: إن هناك أكثر من ثلاثة وعشرين اجتماعاً، قد عقد، ولكن لم تتسرب منه أي معلومة، وقد أحيطت بسرية تامة. وقال: إن اللجنة لها خمسة مسارات تعمل فيها مكافحة الإرهاب ومكافحة جيش الرب والسلام بالجنوب وإكمال السلام بالسودان والشأن الإنساني.
إن أي عمل بهذا المستوى بالتأكيد يتطلب السرية التامة، رغم أن المعلومة مهما حاول البعض إخفائها فلن تخفى، ولكن هناك التزام أخلاقي من الإعلاميين والصحفيين، أحياناً عندما يطلب المسؤول بأن المعلومة ليست للنشر، فالقرار الذي صدر وحسب إفادات وزير الخارجية ستكون بشرياته على الشعب السوداني وسينعكس أيضاً على الحالة الاقتصادية وعلى قفة الملاح وعلى سعر الدولار الذي تصاعد بسبب هذا الحصار، صحيح ليست هناك عصا سحرية لخفض الدولار بين ليلة وضحاها، ولكن كل من يملك دولاراً سيحاول أن يفكه، لأن التعامل البنكي مع البنوك الخارجية سيدفع بتدفق الأموال إلى الداخل، وهذا ما سيجعل الدولار يتراجع مقابل العملة السودانية. وإذا كان السودان مضروب عليه حصاراً امتد لعشرين عاماً، فلننتظر شهوراً قليلة وسوف يتحسن الوضع.
أعضاء اللجنة المنوط بها اللقاءات مع الأمريكان كلها رحبت بقرار فك الحظر، وتحدث الفريق أول ركن “عوض ابنعوف” وزير الدفاع وتحدث وزير المالية وتحدث رئيس جهاز الأمن والمخابرات الفريق مهندس “عطا” وكل الحديث عن العمل المشترك الذي قامت به اللجنة، وأن كان حديث “عطا” يحتاج إلى وقفة لما سرده من معلومات قيمة من خلال مشاركتهم مع الأمريكان، وكيف كان التفاوض وعدم التنازل عن أي شيء يؤثر على السودان وكرامته وكبريائه، وكيف أجبروا الوفد الأمريكي على ركب، الطائرات السودانية. عموماً ما تم خير للسودان ولشعبه، وما ذكر خلال المؤتمر الصحفي محتاج إلى أعداد كثيرة لشرحه. نقول: ألف مبروك للسودان، ولابد أن يعمل الجميع حكومة ومعارضة من أجل الوطن والمواطن. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية