رأي

المشهد السياسي

ليس الإعلام وحده .. بل والسياسة!
موسى يعقوب
تحت عنوان (نداء اليقظة) جاء في صحيفة (الانتباهة) بالأمس أن فندق كورنثيا بالخرطوم قد شهدت إحدى قاعاته “لبدة” تدافعاً إعلامياً وصحفياً بغرض إطلاق مبادرة ورابطة لنصرة القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها وبنودها التي غابت إعلامياً وسياسياً في الأجندة العربية والإسلامية، بحيث بات الأمر يحتاج إلى يقظة وصحوة يعمل لها وتستنهض الهمم على نحو ما كان في السابق بل وأكثر.
وأذكر هنا اجتماع اللاءات الثلاث في الخرطوم في 1967 م الذي تم في حضور الزعماء العرب يومئذٍ ومنهم الرئيس “عبد الناصر” والملك “فيصل” والرئيس “الأسد” ورئيس الوزراء السوداني “محمد أحمد محجوب” الذي كان له دوره في الإصلاح بين من كانت بينهم خصومات من الحضور كالرئيس “عبد الناصر” والملك “فيصل” .
الإعلام والصحافة كانا حاضرين بهمة ونشاط وحيوية في ذلك الوقت وبعد المؤتمر المذكور وهو مؤتمر (اللاءات الثلاث) أي لا سلام ولا تطبيع مع إسرائيل الشئ الذي أيقظ عالياً الاهتمام بالقضية الفلسطينية على صعيد الأمم المتحدة والدول الغربية ذات الصلة بالموضوع، لا سيما وأن حرب أكتوبر 1973م قد جاء بعدها ارتفاع في أسعار النفط وإجراءات أخرى .. مما حرك القضية الفلسطينية أكثر باتجاه قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية ووقف عمليات الاستيطان الإسرائيلية وما إليها من اعتداءات وغزوات وحروب ظلت تشنها الدولة العبرية. الإعلام والسياسة عربياً كانا (صاحيين) ولهما دورهما البائن في الدفاع عن القضية الفلسطينية بكتابة المقالات والتحليلات ومتابعة الأخبار والتفاعل معها .
اليوم – من أسف- هناك ثبات عميق بل وربما صمت سياسي وإعلامي جراء ما يجري في البلاد العربية من متغيرات وأزمات، هزت المجتمع العربي ونالت منه بشكل كبير . فقد رحل “صدام حسين” و”القذافي” واضطرب الحال وساء في بلاد أخرى منها الجمهورية العربية السورية والجمهورية اليمنية وسبقتهما من قبل جمهورية الصومال.
العلاقات العربية – العربية لم تعد كما كانت عليه جراء المتغيرات والمستجدات فانشغل كل بهمه تقريباً .. ومن ثم غاب الاهتمام بالقضية الفلسطينية بشكل عام وغاب معها الاهتمام بالعداء الإسرائيلي على المواطن الفلسطيني وأرضه، وعلى القدس الشريف التي تسعى إسرائيل إلى السيطرة عليها .
والأمر يحتاج إلى يقظة والكونجرس الأمريكي يحاول أن يطمس على القرار الأممي الأخير الخاص بوقف عمليات الاستيطان المتواصلة التي تقوم بها الدولة العبرية (إسرائيل)، فضلا ًعن الاعتداء على الأرواح والشخوص الفلسطينية . فلا يعقل أن يكون هناك صمت سياسي ودبلوماسي إزاء ما كان في صالح القضية . فأين الإعلام ودوره في كشف الحقائق وفضح ما يؤثر سلباً على الحال العربي والإسلامي بشكل عام ..؟!
إن مبادرة (نداء اليقظة الإعلامية والصحفية) جاءت في وقتها ونرجو لها أن تحقق على أرض الواقع وتترجم إلى أعمال نراها ونسمعها في واقعنا الحالي. وشكراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية