رأي

عز الكلام

(نزرع قش ونأكل نيم)!
ام وضاح
{ ينطبق علينا تماماً المثل القائل (العير يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول)، إذ أنه غير منطقي أن نكون بلداً حدادي مدادي تنتشر فيه الأنهر من الجنوب حتى أقصى الشمال ونعاني أو تواجهنا مشكلة في منتوجنا الزراعي والحيواني، أو نتخلف بأية حال من الأحوال عن ركب الدول المصدرة لمختلف أنواع الخضر والفواكه، (وبلا خجلة) نستورد ما يكفي السوق المحلي من الخارج. وغير منطقي ولا معقول أن تكون الحكومة بكل جيوش مستشاريها واختصاصييها في الشأن الاقتصادي في العموم والزراعي على وجه الخصوص غير واعية أو مدركة للإستراتيجية الزراعية، في الوقت الذي ينتبه لهذا الهم وهذه القضية مزارعون صغار بحت أصواتهم من الشكوى لكن بلا استجابة ولا آذان صاغية. أمس زارني في الصحيفة العم “الجيلي علي أحمد” وهو مزارع مخضرم من أبناء الجيلي يشكو لطوب الأرض المعاناة التي يعانيها مزارع المنطقة والذي لا أدري إن كان وزير زراعة الخرطوم المحترم يعلم بهذه المعاناة، أو أنه يدرك أهمية منطقة الجيلي كأكبر مورد للخضر والفاكهة لولاية الخرطوم. وأول المشاكل التي حدثني عنها عم “الجيلي” وأهمها على الإطلاق  هي مشكلة التسويق والتخزين. وقال لي يا بتي تخيلي أن الموسم الزراعي للبطاطس مثلاً ينجح وتكتمل عافيته لكن المزارع لا يجد الثلاجات التي يخزن فيها حصاده لوقت الندرة، فيضطر إلى التخلص منها بثمن بخس وبالتالي يخسر وينفض يده عن زراعته ويضطر كما فعلت والحديث للرجل لزراعة (القش). تخيلوا أن المزارع وبمحض إرادته ينفق الماء الذي هو ثروة عالمية ويستهلك الأراضي الخصبة لزراعة القش ويستهلك المواطن السوداني كيس البطاطس وارد السعودية بستين جنيهاً (مخير الله)، لتظهر سوءات وعورات التخطيط الزراعي لبلد كانت تعقد عليه الآمال ليكون سلة غذاء العالم، فلماذا تعجز وتظل مكتفة أياديها وزارة الزراعة إن كانت الاتحادية أو الولائية في توفير الآلية التي تمكن هؤلاء المزارعين من تجويد طرق التسويق التي هي أهم من الحصاد والزراعة نفسها، لأنه لا معنى للزراعة ولا حصادها طالما أن الخاتمة فاشلة ببوار المحصول بيعاً بالخسارة أو تلفه، لماذا لا تستقطب الوزارة رؤوس الأموال وتغريها بامتيازات كبيرة لتقوم مصانع للتجفيف والتعليب من داخل مناطق الإنتاج بدلاً من أن نزرع القش ونأكل نيماً!!
كلمة عزيزة
الساعة الثانية تماماً من منتصف ظهيرة (السبت) والشمس تتوهط سماء الخرطوم ترسل أشعتها الحارقة فيما لا يجرؤ للخروج فيها المرطبون وأصحاب الأجسام الناعمة، اللهم إلا الغبش المتعاقدون معها رسمياً يزاولون أعمالهم وكأنها تنزل عليهم برداً وسلاماً. في الساعة الثانية اتصل على هاتفي الأخ الأستاذ “شريف” مسؤول الإعلام في محلية الخرطوم وبالمناسبة “شريف” هذا والله يستحق أن يكرم على مستوى الولاية كواحد من أكفأ وأنشط الموظفين وأكثرهم خلقاً واحتراماً للصحافة ولدورها، سألني “شريف” إنتي وين يا أم وضاح فأخبرته أنني بالصحيفة فقال لي لو عندك طريقة تعالي علينا في مدخل كبري الجامعة. وبصراحة لم أسأله عن سر الدعوة لأنني كنت على ثقة أنها ليست دعوة مراكبية والمؤكد أن وراءها فهم وبالفعل توجهت إلى هناك، وعند لحظة وصولي لم أحتاج أن أسأله عن السبب، معدات النظافة الموجودة في مدخل الكبري والأيادي العاملة التي تطلي الأسفلت والسواعد التي تهذب وتشذب الأشجار على سور الميدان الشرقي للجامعة ، التي لم يفتح الله على أحد أن يلمسها ،ربما منذ عهد الانجليز، كان المشهد هو الإجابة لسر الدعوة لكن هذا المشهد المهيب للوحة الفلاح والعمل كان الأكثر منه مهابة مشهد السيد المعتمد الفريق أبو شنب ،وهو وسط العمال يقاسمهم أشعة الشمس وحبات العرق، موجهاً ومنفذاً معهم يداً بيد، ليلغي بذلك من على دفتر المسؤولين توقيعات الحضور من على البعد وتوجيهات التقارير المكتوبة ، ومرسومة بلا حقيقة على أرض الواقع. صحيح أن الرجل وفي فترة وجيزة استحق إشادتين الأولى من مجلس تشريعي الخرطوم، وثانية فخيمة من رئاسة الجمهورية ،لكنه يستحق ثالثة أفخم من المواطن ورجل الشارع العادي الذي يجد فيما ندر مسؤولاً يشبهه سحنة وملامح وصفات. فلله درك يا سعادة الفريق.
كلمة أعز
{ أمهل النائب الأول “بكري حسن صالح” تلفزيون السودان ثلاثة أسابيع لتغيير الأحوال، وبرأيي أن التلفزيون محتاج في المقام الأول لتغيير شخوص قبل السياسات لينتهي عهد الديناصورات ونمور الورق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية