الحاسة السادسة
الإعلام في عالم مضطرب
رشان أوشي
لاشك أن مجتمعنا اليوم يعاني من حاله فقدان توازن واضطراب أخلاقي ومفاهيمي، ترجع للتغييرات الجذرية والمخيفة التي طرأت علينا كمجتمع كان حتى وقت قريب محافظاً جداً على مكتسباته التاريخية المرتبطة بالسلوك المجتمعي، وحالة التردي ليست قاصرة على مساق بعينه، بل امتدت الأزمة لتطال مسلماتنا الإنسانية، والإعلام ليس بمستثنى مما يحدث، فالتراجع الذي تعيشه صحافتنا المقروءة، المسموعة والمرئية، جعل الكثيرين يتجهون لمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، ووضعها في منافسة مع الصحافة الرصينة والمسؤولة.
بالأمس تفاجأت بمنشور إسفيري يجمع بين منشور (فيسبوكي) لي، وتعليقات بعض الأصدقاء على الـ(فيس بوك)، ينتقد مقال الزميلة “سهير عبدالرحيم” بعنوان ( الفشل3) عن حادثة العامل البنغالي في إحدى المستشفيات الخاصة، المدهش في الأمر أن محررة نكرة. في موقع (النيلين) مجهول الهوية، لم يسبق لي الالتقاء بها أو التحدث إليها، يحمل المنشور حديث أقل ما يوصف به (سخيف)، منسوب لي، وأنني تحدثت للمحررة المدعوة “ريم منصور”.
أن كان الموقع يبحث عن إثارة بساقط القول عليه أن يتحرى الدقة، بعيداً عن الكذب والتلفيق، وأن كانت المحررة النكرة تبحث عن شهرة عبر تلفيق أحاديث عن كتاب معروفين، عليها أن تجتهد قليلاً وتكتب عن قضايا إعلامية وما أكثرها، لم أكن أرغب يوماً الانتصار لنفسي بقلمي، ولا أفضِّل الجنوح لمعارك طواحين الهواء وأشباح الأسافير، خاصة وأن قاموسي القيمي والأخلاقي لا يحتوي على شتائم وساقط قول.أما الحملة المنظمة التي تتعرض لها الصحافيات والكاتبات الإناث من المرضى وعاطلي الموهبة والأخلاق فنحن قادرات على التصدي لها بكل شجاعة، وعندما قررنا العمل في مهنة الصحافة كنا نعلم أنها مهنة المتاعب، وأننا سنكون في مرمى نيران أمزجة ومفاهيم لبشر مختلفين، ولكن أن يتعدى الأمر ليصل لمرحلة الكذب والتلفيق، هنا سندافع عن أنفسنا وسمعة مهنتنا التي أصبحت بلا أبواب يدلف إليها بعض سواقط المجتمع والأغبياء والجهلة وعاطلي المواهب ضعيفي القدرات.