رأي

عز الكلام

المصريون أساتذة الأساتيذ!!
أم وضاح
قبل أن أسهب في كتابة هذه الزاوية، لا بد لي أن أقف وأضرب تعظيم سلام وأعزف (مارش) قناعتي بذكاء الإخوة المصريين وأحسدهم على هذه العبقرية التي يتمتعون بها، ولا أخفي غيرتي من وطنيتهم، وفي ذلك هم على استعداد أن يفعلوا أي شيء طالما أنه يعود عليهم وعلى بلادهم بالخير الوفير، ولا عزاء لمجاميع الأغبياء وقصار النظر الذين يحرِّكون كثيراً من الملفات التي تخص وتعني هذا البلد، وسبب هذا الحديث الذي لا أدري هل أصفه بالمضحك أم أنه المبكي هو الحركة الذكية الملعوبة التي أقدمت عليها شركة (مصر) للطيران، وهي تعلن عن عدم التزامها بزيادة أسعار التذاكر الخرافي الذي أعلنته شركات الطيران المختلفة، والإخوة في مصر للطيران برروا لذلك أن لديهم مسؤولية اجتماعية تجاه السودان وأنهم يعتبرون الخرطوم كأسوان والأقصر، وبالتالي لا زيادة حتى لا ينقطع التواصل ويعزف أهل السودان عن زيارة مصر، وطبعاً من باب حسن الظن نشكر الإخوة في مصر للطيران على هذه المشاعر، لكن الحقيقة غير ذلك، والمصريون وبعد أن ضربت السياحة عندهم في مقتل بعد حادثة الطائرة الروسية وتوقف الرحلات السياحية من شرق أوروبا وروسيا وكثير من البلاد في أمريكا شمالها وجنوبها ولاتينها، ما عاد للسياحة المصرية من متنفس غير البوابة الجنوبية، والآلاف من الأسر السودانية تشد الرحال إلى القاهرة في الإجازات السنوية، والآلاف من الأسر تشد الرحال إلى القاهرة والإسكندرية في شهر رمضان، والآلاف من السودانيين يقصدون مصر للعلاج ثقة في أطبائها، وأنا أشهد لهم أن أكثرهم محل للثقة خاصة كبارهم الذين يعرفون قدر السودان والسودانيين، والمئات من العرسان لا يحلو لهم قضاء شهر العسل إلا في القاهرة أو الإسكندرية أو شرم الشيخ، وكل هذا يعني الملايين من العملة الحرة التي تدخل مصر، ده إذا حسبناها من غير حسبة التجار الذين يستوردون من الأسواق المصرية، وبالتالي فإن ارتفاع أسعار الطيران إلى هناك معناه أن تفقد الخزينة المصرية مورداً مهماً وزبائن من الوزن الثقيل لتضرب مصر للطيران بهذا الفعل ثلاثة عصافير بحجر واحد، الأول أن الحركة في حد ذاتها (شيك) وأكسبت مصر وطيرانها مودة ومحبة أهل السودان أصحاب القلب الحنين الرهيف، والثاني أنها ضمنت ألا تفقد السياحة المصرية زبائن مهمين يرفدون السوق المصري بالعملة الحرة، والثالث وهذا هو الأهم وخدوا بالكم منها، أن من كان خياره للسياحة أو العلاج أو التجارة بلداً غير مصر فهو الآن وبهذا (الأوفر) مجبر ومضطر أن يحوِّل وجهته شمالاً وينقل نشاطه وحراكه إلى هناك! عرفتوا لماذا أنا معجبة بذكاء هؤلاء القوم؟.. وهو ذكاء يفضح عقلية القائمين على أمر السياحة في بلادنا، وهي عقلية متحجرة فقدت حيوية الشرايين ونبض الدماء، إذ أنني كنت أتوقع وبمجرد ارتفاع أسعار تذاكر الطيران أن تعلن متضامنة مع جهات عديدة عن إستراتيجية السياحة الداخلية إعلاناً وإعلاماً وتنويراً وترغيباً بأن البلد دي محتاجة لأي (سنت) ناهيك عن الدولارات المهدرة، لذلك وقبل أن يبدأ موسم الإجازات ولا زالت هناك أشهر أمامنا أن تقوم الجهات المسؤولة عن السياحة برسم خارطة سياحية داخلية تعيد نظرة السودانيين للسياحة، وتحرَّك حسهم الوطني، بل وتدفع رؤوس الأموال السودانية للاستثمار في السياحة ببذل التسهيلات والتخفيضات إلى أقصى حد ممكن حتى تصبح السياحة في الداخل وجبة لذيذة وشهية وسهلة الهضم، لكن نقول شنو، وقدرنا أن نجلس دائماً في صفوف التلاميذ لتعلمنا مصر للطيران درساً في الوطنية بذكاء أساتذة الأساتيذ!!
كلمة عزيزة
قلت لدكتور “المهل” منتج مساء جديد ليوم (الخميس)، إن فقرة رد الجميل فقرة جميلة وجديدة، لكنني للأسف أعتب على مقدمتيّ الحلقة “نجود حبيب” و”ريان الظاهر” في الفقرة التي أستضيف فيها سائق القطار، لم يستطيعا الخروج بمكنونات هذا الرجل الذي عمل في هذه المهنة لأكثر من خمسين عاماً، هو بالتأكيد كان فيها شاهد تاريخ وجغرافيا، فجاءت الأسئلة فطيرة وسطحية، ولم يتمكن من التفرع بالمحاور الرئيسية لأي دهاليز جانبية.
كلمة أعز
متى تصحو وزارتي الثقافة والسياحة من هذا النوم العميق، ويدرك وزيراهما أنهما يقودان أعظم مؤسستين في تاريخ الشعوب بس مين يفهم؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية