نماذج مشرقة: مصر للطيران و"ستات الشاي" ودكتور "تركاي"!!
(1)
{ أشرقت في السوق من حولنا نماذج تستحق التحية والاحترام وهي تتعامل بشكل مختلف مع الزيادات التي ضربت كل سلعة فور أن قررت الحكومة رفع أسعار الوقود والكهرباء وتعويم الجنيه تحت ستار ما يسمى بـ(الحافز)، ليصبح سعر (الدولار) وبقية العملات الأجنبية في البنوك التجارية متقارباً مع أسعار السوق الموازية.
{ النموذج الأول ما أبرزته (المجهر) في صدر صفحتها الأولى أمس وهو رفض عدد من بائعات الشاي زيادة سعر (الكباية) رأفة بعامة الناس، ولفت نظري ما قالته إحداهن بأن بعض الزبائن لم يكن بمقدورهم دفع القيمة القديمة فكيف يمكنهم الوفاء بالسعر الجديد؟!
{ ليس غريباً أن تكون “ستات الشاي” أكثر رحمة على المواطنين من حكومتهم!!
{ في أوج هوجة مناضلي (الكي بورد) ضد صاحب هذه الزاوية في يونيو 2015م لمطالبتي باحترام (التراتبية) في المجتمع والدولة السودانية انتقاداً لتكليف بائعة شاي بافتتاح غرفة عناية مكثفة في مستشفى محمد الأمين حامد للأطفال بأم درمان، فوجئت ذات نهار قائظ وأنا طريح الفراش متأثراً بعملية جراحية أجريتها بدولة الهند، برئيسة اتحاد بائعات الشاي (الأطعمة والمشروبات) السيدة “عوضية كوكو” وزميلاتها يسجلن لي زيارة كريمة بالمنزل ويقضين وقتاً طيباً برفقة معتمد الرئاسة بالخرطوم آنذاك “ياسر الجميعابي”، وقد كانت مبادرة طيبة منهن.
{ بعد عام من تلك الزيارة أفاجأ بتكريم الرئيس “أوباما” ووزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” للسيدة “عوضية كوكو”، خلافاً لكل “ستات الشاي” اللائي احتمى بهن المناضلون (درقة) وجعلوا منهن مادة للاستغلال السياسي وتصفية الحسابات!!
{ أعجبني جداً رفض “ستات الشاي” زيادة سعر (الكباية).
(2)
{ النموذج الثاني هو شركة (مصر للطيران) التي أعلنت على لسان المدير الإقليمي أيضاً رفضها لزيادة أسعار تذاكر الطيران (الخرطوم – القاهرة)، وقالت الشركة إن لديها التزامات أخلاقية واجتماعية تجاه الشعب السوداني، وإنها تعتبر الرحلة إلى “الخرطوم” مثل رحلاتها إلى “أسوان” أو “الأقصر”!!
{ يا سلام عليكم يا مصريين.. يا (شطار)..!!
{ متين يفهموا ناسنا؟!
(3)
{ اتصل أكثر من مواطن من ولاية النيل الأبيض التي يحكمها صديقي الفارس “عبد الحميد كاشا”، مشيداً بصفة استثنائية بطبيب إنسان غير بدرجة كبيرة انطباع الناس عن (الدكاترة)، طبيب جراح يعمل بجد واجتهاد، ويجري العديد من العمليات الجراحية بمستشفى السلاح الطبي بمدينة “كوستي”، وفوق هذا وذاك يعامل الناس بسلوك راقٍ.
{ إنه العميد طبيب “محمد سعيد تركاي” من أبناء شرق السودان.
{ نحتاج إلى “تركاي” في الفاشر وآخر في الأبيض وثالث في عطبرة ورابع في كسلا وخامس في كادقلي وسادس في الدمازين.. وهكذا في كل حواضر الولايات.. إذن لما جاء أحد إلى الخرطوم يطلب طبيباً لعملية “لوز”!!