نقاط في سطور
{ في منتدى كوالالمبور الذي أنهى أعماله، أمس، تمت مناقشة تجربتين إسلاميتين في قارتين، في آسيا التجربة التركية التي أعادت مجد أنقرة واسطنبول والأستانة، وتجربة تونس في القارة الأفريقية، لكن المنظمين للندوة من الإسلاميين السودانيين تجاهلوا عمداً أو سهواً تقديم ورقة عن التجربة السودانية التي يختلف حولها حتى صناعها، وقد اختار الأستاذ “علي عثمان” عراب التجربة السودانية وأحد الذين كان لهم وجود في قمة الدولة وصناعة القرار، الذي كان حاضراً، وكذلك د. “أمين حسن عمر” المفكر الوحيد الذي لا يزال بالقرب مع صناع القرار، اختارا الصمت النبيل، ربما إشفاقاً عليها من النقد والجرح خاصة وأن الجمع من المثقفين والمفكرين المناقشين في المنتدى يصعب عليهم مدح التجربة كما يريد ويهوى ويحب الحكوميون.
إن عقد منتدى كوالالمبور بالخرطوم في غياب تجربة السودان، مثل العرس الذي غابت عنه العروس كما غاب العريس.
{ الخطاب السياسي الذي قدمه المؤتمر الوطني، أمس، بمدينة كادوقلي بدا مغايراً لخطابه القديم، وتحدث المهندس “إبراهيم محمود حامد” بوضوح عن عدم الحكومة لتحقيق السلام في المنطقتين من خلال مخاطبة جذور الأزمة، بل قدم “محمود” رؤية عميقة عن الذي ينتظر اتخاذه من إجراءات وقرارات في الفترة القادمة من تغيير لآلية (7+7)، حيث سيتولى “البشير” رئاسة اللجنة، كما أن الحكومة الجديدة هي من يتولى تنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني. وكشف المساعد عن تأجيل تضمين بعض التوصيات الخاصة بالتعديلات الدستورية إلى ما بعد الفترة الانتقالية.
كذلك، من دلالات تغير الخطاب السياسي لحزب المؤتمر الوطني ما جاء على لسان أمين الشباب في الحزب الذي قال مخاطباً الملتقى القومي للشباب بكادوقلي: (لن ندعو بعد اليوم لإراقة كل الدماء إنما شعارنا الحقيقي فليستقر ويعم كل السلام)، وتلك هي لغة العصر بدلاً عن اللغة المتحفية التي أورثت بلادنا الكثير من المحن وغير قليل من الفتن.
{ الجنرال “عبد الرحيم محمد حسين” والي الخرطوم نجح أخيراً في صيانة طريق وحيد بوسط الخرطوم بعد أن توقفت كل مشروعات التنمية بالولاية، بسبب الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها السالبة على السودان، والجنرال “عبد الرحيم” جاء لمنصب الوالي في ظروف بالغة التعقيد، فقد شح المال ونضبت خزينة الدولة من المال، لذلك قال البعض عنه إنه دخل متاهة الخرطوم بلا زاد أو عتاد.. وقد اشتهر الجنرال في مسيرته الطويلة بالإنجاز في وزارة الداخلية والدفاع وكانت الآمال معلقة عليه في نقل الخرطوم لتصبح عاصمة نظيفة وجميلة وتتمدد شوارع الأسفلت للأطراف، لكن “عبد الرحيم” خذلته الظروف وأقعدته الإمكانيات وأصبح كل هم الدولة وغاية طموحها أن تتمكن من الوفاء بالتزاماتها نحو الموظفين بصرف الرواتب وتوفير الماء والكهرباء.
{ في الندوة السياسية الكبرى، أمس، بكادوقلي تحت عنوان (الحوار وتحديات قضايا السودان)، نهض نحو عشرة من شباب أحزاب السودان المعارضة والحكومية وتقدموا بوثيقة لمساعد الرئيس “إبراهيم محمود” وهتف الشباب بصوت واحد (كفاية حرب.. كفاية حرب)، وعبر هؤلاء الشباب عميقاً عن رغبات المواطنين في تلك المنطقة وهم يستغلون وجود رئيس فريق التفاوض الحكومي، وهي رسالة عميقة جداً ومؤثرة وتخاطب الحكومة برغبة قواعدها في تحقيق السلام ونبذ الحرب، وهذه اللغة هي المطلوبة في الوقت الراهن.