حوارات

"مهاتير محمد" في حوار استثنائي مع (المجهر )

* الفكر الشيوعي ونظرتهم للآخرين تجذر الصراع  وهو ما قاد إلى خلق إسرائيل في فلسطين
* على المسلمين مراجعة أخطاء (6) عقود من الزمان الماضي
* المسلمون اليوم بعيدون عن تعاليم الدين الصحيحة
*هذا ما انتهجته عندما كنت رئيساً لماليزيا حتى باتت دولة اقتصادية كبرى
حوار – محمد جمال قندول
الحوار مع “مهاتير محمد” الرئيس الماليزي الأسبق ورائد ومفجر النهضة الماليزية بالطبع يختلف كثيراً عن أي حوار صحفي، وذلك لأن الرجل يتمتع بمكانة خاصة دولياً وإقليمياً لتجربته بتحويل الدولة الآسيوية الكبيرة من الضعف إلى دولة اقتصادية كبرى. “مهاتير” يزور السودان حالياً بصفته  رئيس منتدى كوالالمبور الفكري الذي ينعقد بالخرطوم، (المجهر) التقته على عجل ولم يبخل علينا بدقائق تحدث فيها عن تجربته الناجحة، بجانب إلقاء الضوء على المنتدى وما يناقشه من قضايا وأصداء زيارته للخرطوم.
{مرحباً بك؟
ــ مرحباً بكم أنا سعيد لكوني موجوداً بالسودان.
{حمل خطابك أثناء افتتاح الجلسة الافتتاحية لملتقى كوالالمبور الفكري انتقادات للمسلمين لماذا؟
– أنا حقيقة حزين جداً لما يحدث للمسلمين وكنت أعي ما أقوله، نحن بحاجة ماسة لتصحيح المسار ويجب الاستفادة كما ذكرت من القرآن الكريم والعودة إليه.
{ما هو أبرز ما يتناوله منتدى كوالالمبور الفكري ؟
 – أولاً نتقدم بالشكر للسودان حكومة وشعباً على إقامة المنتدى الذي ينعقد لأول مرة خارج البلاد، ونسبة لدور السودان الكبير بالمنطقة والإقليم ومساهماته في القضايا التي تخص العالم الإسلامي، قررنا إقامة هذا المنتدى فيه. وعليه فإننا نشكرهم على حسن التعاون والاستقبال والكرم والمنتدى يناقش كعادته دائماً كما جرى العرف في العامين الأخيرين، أبرز القضايا التي تخص العالم الإسلامي. فنحن حريصون جداً على ذلك لإيماننا بأن ثمة مشاكل الآن تحيط بالمسلمين ويجب تدارك الأمر قبل فوات الأوان، من خلال مراجعة ما يتعلق بالعالم الإسلامي وبحث الأوضاع السيئة التي باتت تسوده. وحقيقة يجب الاعتراف بأن المسلمين ابتعدوا عن الدين، وأيضاً الغرض الأساسي منه هو إحداث مساهمة بواسطة العلماء والمختصين وأصحاب الخبرات السابقة في إيجاد واقع أكثر توازناً وإحداث تنمية حقيقية بالدول المسلمة، وإحداث نوع من الفكر الإسلامي الوسطي وذلك الهدف منه بالطبع إزالة الصورة الذهنية الراسخة السلبية، وإبراز الرموز العلمية بكافة الدول المسلمة، خاصة وأن هذه الدول جميعها غنية بالعلماء الذين ساهموا في ترقية وتطوير دول العالم الأول، ومناقشة متطلبات الحكم الراشد وكيفية تطبيقه عملياً بالدول العربية.
{ ما هي أبرز القضايا بنظرك سيد “مهاتير” التي يجب إلقاء الضوء عليها؟
ـــ بالطبع هنالك الكثير من الأشياء أبرزها مناقشة ما يتعلق بالدول المسلمة عقب ثورات الربيع العربي وما جرى بها، بجانب ضرورة التفكير في حل المشاكل التي تواجه المسلمين، بدءاً من أن هنالك أخطاء فيما يتعلق بتطبيق نصوص القرآن الكريم على أرض الواقع، بجانب اختلاف المسلمين، بسبب التفاسير والذي في النهاية لا يعد كونه اجتهادات ولكنها قادت المسلمين إلى الاحتراب الشديد، أضف إلى  ذلك النظرة السالبة للإسلام من قبل  العالم حالياً، وذلك بفعل الجماعات الإرهابية على غرار (داعش) وغيرها، والتي جعلت الكثيرين يرتعشون من تصرفات من يسمون أنفسهم مسلمين من الملتحقين بداعش. وأنا حزين جداً لعدد من المشاكل التي تحيط بالعالم، ولعل أكثر ما يؤرقني الاحتراب فمثلاً استغرب لماذا يتقاتل اليمنيون فيما بينهم؟
{في نظرك ماذا ينقص المسلمين ليتفقوا ويصبحوا في مصاف الدول الكبيرة ؟
ــ قلتها كثيراً وكررتها، أن المسلمين تنقصهم الجرأة فحتى اللحظة لا زلنا نشعر بالدونية من الدول الكبرى، أو بالأحرى الدول الأوربية هم ليسوا أفضل منا في شيء، ولكننا فقط بحاجة إلى الثقة وليرجع كل المسلمين ويفكروا كيف وصل الغرب إلى هذا المستوى. والإجابة واضحة أنهم وصلوا بالاستفادة من الكتب العربية، على عكس المسلمين الذين لم يستفيدوا من القرآن الكريم، وأقولها يجب عليهم الآن الاتحاد مع بعضهم البعض، والعودة إلى القرآن الكريم وتطبيق تعاليم الدين الإسلامي بطريقة صحيحة، واستعادة عظمة الحضارة الإسلامية وإرساء الحكم الرشيد بالمعرفة، التي افتقدت بجانب تصحيح التفسيرات والتعاليم الخاطئة في الإسلام، وتعزيز المعرفة في كل المجالات.
{كيف تنظر إلى التجربة الإسلامية السودانية؟
ــ هي من التجارب الناجحة بالطبع وأعتقد بأنه بابتكار الحوار الذي ساد بين الأحزاب السودانية، الآن وصل السودانيون مرحلة متقدمة من الوعي.
*حدثنا عن أهم الأشياء التي جعلتك تقود الطفرة بماليزيا ؟ ـــ كما تعلم ماليزيا كانت من الدول الفقيرة حينما نالت الاستقلال، بجانب أن دخل الفرد فيها لم يكن جيداً بجانب معدل البطالة فيها كان يزيد عن (50%)، ولكن رغم ذلك لم يكن لديها أية صعوبة في تقبل النظام الاقتصادي الاشتراكي. وأتذكر بأنه في العام 1991م وضعنا خطة طويلة الأمد، لأن تصبح دولة كاملة النمو بحلول العام 2020م. واعتمدت هذه الخطة على قيادة الاقتصاد. لديهم ثقافة عالية جداً بما يجري بالاقتصاد بجانب الاستفادة من تجارب الدول الكبرى، واليوم انظر أين ماليزيا؟  وحقيقة نحن كنا مدركين منذ وقت مبكر بأنه يجب علينا التركيز على القطاع الصناعي، وهو ما جعلنا نشجع على الاستثمار من خلال إدخال الأموال الأجنبية للاستثمار بماليزيا، ركزنا على التعليم وبناء الإنسان. وكان حرصنا على أن نخصص ميزانية مقدرة للتعليم وبناء مقدرات الكادر البشري، هذا بالإضافة إلى المساهمة الفعالة أيضاً من القطاع الخاص والتي لعبت دوراً كبيراً في النهضة الماليزية، وأيضاً الاستفادة من السياحة من خلال الاستفادة من المناظر السياحية المتمثلة في الأنهار والشلالات ، ولا انسي انني ايضا انتهجت نهج توزان في التنمية لتحقيق التنمية للجميع .
{ما هي أبرز مقومات نجاح الدول من واقع خبرتك؟
ــ إذا ما كنت تقصد الدول العربية أقول لك يجب أن تبدأ بمراجعة أخطاء (6) عقود من الزمان الماضي،  وضرورة إرساء العدل والمساواة والكف عن اللوم الدائم  لبعضنا البعض، يجب علينا ضرورة محاسبة النفس والنظر إلى الأخطاء التي ارتكبناها والعمل على تصويبها، وإذا ما نظرت إلى حال المسلمين اليوم ستتأكد بأنهم بعيدون عن تعاليم الدين الصحيحة، فهنالك تباينات واضحة يجب العمل على تفاديها وتوحيد الرؤية حول مستقبل العالم الإسلامي.
*كيف تنظر إلى الصراعات داخل العالم الإسلامي؟
ــ الصراع بين الحضارات هي فكرة أوجدها المثقفون بالغرب مثلاً الفكر الشيوعي ونظرتهم للآخرين تجذر الصراع، مشيراً إلى أن هذا الصراع خلق دولة إسرائيل في أرض فلسطين، وخلق صراعاً للمسلمين أنفسهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية