ولنا رأي

تضع طفلها على هايس وتهرب!

قصص الخيال دائماً تشد الإنسان نظر للحبكة والتصوير وطريقة عرض القصة.. ولكن كيف إذا كانت القصص من الواقع دون أن يترك العنان للخيال.. هذه القصة حقيقية، ولم تكن خيالاً علمياً أو نسخاً منه.. في عربة هايس من الثورة إلى العربي روى لي سائق الهايس الذي يُدعى (أ) قال لي في أحد الأيام قبل رمضان بفترة لم تطل، وعندما كنت في محطة خليفة بالثورة والعربة خالية من الركاب صعد شاب لم انتبه إليه في بادئ الأمر، وفجأة نزل من العربة، وأطلق ساقيه للريح، فتعجبت للموقف، وأعرته نظرة، ومن ثم صعد شخصان آخران، وعند سلم العربة، وقبل أن يكملا الصعود نبهاني لطفل حديث الولادة في الكنبة الأخيرة، قال: حاولت أن التفت فتسمرت رقبتي، عندما رأيت الطفل هبطت من العربة وتناولت كوز ماء بعد أن جلست على الأرض، أصبت بالذهول.. فماذا أفعل؟ ومن هي المجرمة التي فعلت تلك الفعلة ولاذت بالفرار؟.. قال: تمالكت أعصابي ووضعت الطفل أمامي بالكنبة، وذهبت إلى قسم شرطة الـ(21) فتحت بلاغاً، ولكن لم أسلم من السؤال س، وج حتى اقتربت الساعة من الخامسة، ووقتها عندما حملت الطفل للشرطة كانت الواحدة، وطلب مني حمل الطفل إلى المايقوما، فقلت لهم أطلبوا إسعاف؛ لأن الطفل في حاجة إلى الرضاعة، فلم يعيروا حديثي أدنى اهتمام، وأجبروني على الذهاب للمايقوما، واصطحبني رجل الشرطة ةقبل أن أذهب إلى دار المايقوما اتصلت تلفونياً بأسرتي وشرحت لهم الموقف وطلبوا مني الحضور، فذهبت إلى المنزل فوجدت شقيقتي التي حملت مني الطفل، وغسلته، وأرضعته حتى شبع، ومن ثم توجهت إلى دار المايقوما.
قال لي هذا أول مرة أواجه موقفاً عصيباً، ولم أتمالك أعصابي، وكنت في حالة شد عصبي عنيف، وعندما وصلت إلى دار المايقوما وجدت المسؤول عن الدار وشاهد اضطرابي النفسي، فهدأ من روعي، وطلب مني الهدوء، وقال لي لدينا العديد من المشاكل داخل هذا الدار، ولكنها محصورة بالداخل فقط، ولا أحد يعلم بها، والموقف الذي أنت عليه الآن هذا امتحان من المولى عز وجل، فربنا يجعل ما عملته في ميزان حسناتك، ولكن تعال معي لترى بالداخل، دخلت معه، فوجدت طفلاً حديث الولادة أيضاً، عثر عليه بأحد مجاري المياه، وقد امتلأت عيناه وأذناه وأنفه بالنمل، وتجري له عملية نظافة.
قال: لم أتمالك أعصابي، فانفجرت بالبكاء المر للمشهد المؤلم، وسألت نفسي هل أربعين جلدة تكفي فقط للزاني والزانية؟!، وهل هنالك أم ترضى لطفلها هذه الحالة، قال لي: هناك من يشتهون الولادة ويدفعون ملايين الجنيهات حتى تقر أعينهم بطفل يملأ عليهم الدنيا، فكيف بهؤلاء المجرمين من النساء والرجال الذين يرتكبون الفاحشة ويكون ضحيتها هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يقذف بهم في المجاري و(الكوش) لإخفاء الجريمة.. إذا كانت هذه المجرمة تخشى العار من فعلتها، فلماذا ارتكبت الفاحشة؟ وأين تذهب من عقاب المولى؟!!.
أيها الآباء وأيتها الأمهات حافظوا على بناتكم يحفظكم الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية