فوق رأي
حكايات صغيرة كبيرة جداً
هناء إبراهيم
(1)
مشكلة كبيرة حدثت بين أهل العروسين بحفل زفاف في السعودية والسبب أغنية لينتهي الزفاف بطلاق كما جاء في الصحف.. ذات الشيء حدث قبل فترة بفلسطين بسبب أن الأغاني التي قدمت للعروس وأهلها أكثر من الأغاني التي تغنت للعريس وأهله.. وفي هذا السودان حدثت جريمة قتل مؤلمة قمة البشاعة بسبب أغنية (التلاتة نيسانات).
والله جد..
فبينما الحفلة على فاصل أغنية واحدة من نهايتها، طلب أحدهم من الفنان أداء أغنية (التلاتة نيسانات) ليعترض آخر ويطلب أغنية أخرى، امتثل الفنان لطلب الأخير وما كان من صاحب التلاتة نيسانات إلا وأن تعرض لطالب الأغنية الأخرى وسدد له العديد من الطعنات فقتله..
والله العظيم بتكلم جد..
وما عندي تعليق طبعاً..
(2)
المذيع “بدر آل زيدان” وفي فقرة (صباح الخير يا عرب) التي خصصت طوال هذا الشهر للتوعية بمرض سرطان الثدي والتضامن مع المصابين به، قام بحلق شعره على الهواء مباشرة وهو يبكي ويتحدث عن تجربة والدته مع المرض..
ثمة أشياء صغيرة يحسبها البعض شيء عادي، بينما لها تأثير كبير..
لم يُحسب الموضوع كـ(شو)، لأن الأشياء التي من القلب تأتي بمعية الصدق فتزيد صاحبها جمالاً، بدليل أن حركة بدر وتداولها الفوري والكثيف على مواقع التواصل الاجتماعي زاد حركة التفاعل (الوردي) والتوعية (الوردية) والقصص المؤثرة وإيجابيات الابتلاء.
(3)
قيل إن سيدة كبيرة ذهبت بهاتفها المحمول لمحل تصليح، فأخبرها فني التلفونات أن التلفون بخير لا يعاني من أي مشكلة، فسألته : طيب ليه أولادي ما بتصلوا بيّ؟!
تأمل كبر هذه القصة الصغيرة وإن وجدت تعليقاً، علقه بقلبك.
(4)
أصيبت (هلين كيلر) بالتهاب السحايا في طفولتها، فأصبحت بسبب ذلك صماء وعمياء ليعتقد البعض أن حياتها قد انتهت هنا لكن هذا لم يحدث البتة..
معلمة اسمها “اَن سوليفان” بدأت بتعليمها الأشياء عن طريق الكتابة على كفها وسكب الأشياء عليه لتتعرف عليها، وبذلت معها الكثير من الجهد بالكثير من المحبة، حيث تعلمت “هلين” (900) كلمة في أول عام لها مع معلمتها وصديقتها “سوليفان” ثم بدأت تعلم الجغرافيا وعلم النبات عن طريق اللمس.
بعدها تعلمت الكلام على يد المعلمة (سارة فولر) بواسطة لمس الشفاه والحنجرة وتقليد حركاتهما..
في البداية لم يكن كلامها مفهوماً ومع المزيد من الإصرار والإرادة صار مفهوماً، وتمكنت من إلقاء المحاضرات والتحدث بحماس وعافية.
التحقت بمعهد كامبردج وكانت ترافقها “ان سوليفان” وتترجم لها وتدعمها فحصلت على بكالوريوس علوم وفلسفة ثم على الدكتوراة..
ليس هذا كل شيء، تعلمت “هلين” عدة لغات غير الإنجليزية وسافرت حول العالم تلقي المحاضرات وتقدم تجربتها وتفتخر بعلاقتها مع “ان سوليفان” التي استمرت (49) عاماً.
(5)
“علي سالم قدارة” المواطن الليبي الذي مثَّل دور (وحشي) قاتل سيدنا “حمزة” عم الرسول (صل الله عليه وسلم) في فيلم (الرسالة)، كان فني كهرباء في الفندق الذي نزل فيه الأستاذ “مصطفى العقاد”، وحين شاهده أختاره لتمثيل الدور الذي تردد كثيراً قبل أن يوافق على تمثيله.
الطريف في الموضوع هو أن والدته العجوز طردته من البيت بعد أن شاهدته يقتل “حمزة” في ذلك المشهد المشهور من فيلم الرسالة.
“قدارة” لم يتمكن من العودة إلى المنزل ومصالحة والدته إلا بعد أن استعان بشيوخ دين وعلماء كبار وأناس معروفين من المنطقة، حيث أقنعوها بعد معاناة أن ابنها (والله العظيم ما قتل حمزة).
و………..
أنا ما بقطف زهورك
لدواعٍ في بالي