شهادتي لله

فجيعتنا في الجنوب.. هل من أمل؟!

{ كلما قرأت أو سمعت خبراً عن انفجارات أمنية أو مواجهات حربية جديدة بين قوات الحكومة في جنوب السودان وقوات المعارضة بقيادة الدكتور “رياك مشار”، تملكني حزن عميق على فقدنا الجلل العزيز في جنوبنا الحبيب!
{ بكل سهولة ويسر كانت حكومة جمهورية السودان أول حكومة تعلن اعترافها بـ(استقلال) جمهورية جنوب السودان، ذات (جمعة) سوداء من شهر يوليو عام 2011م، كنت شاهداً على إعلان الاعتراف الكارثي من داخل القصر الجمهوري عقب (صلاة الجمعة) بحضور كل وزراء السيادة المبجلين.
{ مررنا كل شيء، كما أرادت أمريكا، وكما كانت تحلم الحركة الشعبية بسلفاكيرها وباقانها وعرمانها..!! ثم لم نجن غير الهشيم، وضاع شعبنا المغيب المغدور في جنوبنا الحبيب.
{ فقدنا (ربع) شعبنا و(ربع) أرضنا، و(ثلاثة أرباع) نفطنا، ولم تقم دولة بمفهوم الدولة في الجنوب، منذ العام 2011 وحتى يومنا هذا من العام 2016م.
{ عاد الجنوبيون إلى “الخرطوم” (لاجئين) غير مرغوب فيهم، بعد أن كانوا (مواطنين)، ولو من الدرجة الثانية، حسب زعم العصبة السياسية التي غررت بهم وألقت بهم في أتون الحرب وغياهب المجهول!!  
{ كم أخطأت حكومتنا وهي توافق على إجراء استفتاء (موجّه) تحت أكعاب بنادق الجيش الشعبي الذي دان له كل الجنوب، بينما لم تقل (نيفاشا) وترتيباتها الأمنية بذلك، وتواطأ الجميع على المؤامرة..!!
{ تواطأ الجميع على الانفصال، مقابل دولة مستقرة مرفوعة عنها العقوبات في الشمال، ودولة موعودة بالجنان التي تجري من تحتها أنهار البترول في الجنوب!!
{ فكانت النتيجة انهياراً اقتصادياً وحروباً مستمرة في الشمال، ودولة فاشلة في الجنوب تحصد مواطنيها حرب جديدة أشد فتكاً وقبحاً وعنصرية!!
{ يا للفجيعة..!!
{ هل بالإمكان إصلاح الخطأ ورتق الفتق بعد الاعتراف بالجريمة؟
{ قد تقود نخبة واعية من الجنوب والشمال يوماً ما دعوة عقلانية لإعادة وحدة الدولتين، كما فعل السادة (الألمان) وهدموا الجدران، فعادت “برلين” عاصمة لدولة واحدة وموحدة.
{ ليتنا نفعل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية