عابر سبيل
مليونا شجرة في العاصمة.. من يزرعها؟
ابراهيم دقش
وجدت نفسي الأسبوع الماضي رئيساً مناوباً للشيخ الجليل “عبد الجليل النذير الكاروري” في لجنة فرعية شكلتها رئاسة مجلس الوزراء، تختص بالإعلام والشأن المجتمعي، وهي منبثقة عن لجنة عليا لتنفيذ تشجير العاصمة القومية بأشجار مثمرة.. ومبلغ علمي أن الهدف الذي أجمعت عليه اللجنة العليا بإشراف رئاسة مجلس الوزراء ومجلس البيئة التابع لولاية الخرطوم يتمثل في زراعة مليوني شجرة في العاصمة القومية، وهو بالتأكيد هدف نبيل، وإن جاء متأخراً جداً، ففي ذهني تجربة الحزام الأخضر الذي كان الغرض منه حماية الخرطوم من الأهوية والأتربة والزحف الصحراوي، وذلك في مطلع الستينات والفضل فيه للسيد “محمد كامل شوقي” مدير عام مصلحة الغابات حينئذ.
فعلى مر السنين أهمل الحزام الأخضر.. ولم يفكر أحد في حماية العاصمة القومية من الجفاف والتصحر ناهيك من العواصف الترابية التي تكتوي بنيرانها ربات البيوت كل عام في موسم معين.. وكما يقول الإنجليز خير أن تجيء متأخراً من ألا تجيء مطلقاً.. وهكذا فإن لجنة تشجير العاصمة القومية في تقديري ينبغي أن يأخذها الناس بالجد ويخبروا لها منظمات المجتمع وقطاعاته الشبابية والطلابية بوجه خاص على أن يسبق ذلك (تنوير) بالملصقات وعبر الشاشات والميكروفونات والصحف بمشاركة فاعلة من قوى المجتمع الفنية والإبداعية والمجتمعية، ويشمل ذلك الجوامع والمسارح والمنتديات، فهذا أمر لا ينفع فيه فرض (الكفاية).
ففي أول اجتماع للجنتنا الفرعية التي تضم كل فعاليات الإعلام والفعاليات المجتمعية، وترأسها الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” لغياب رئيسها وارتباطي باجتماع آخر، قلت: إن ما يقلقني أن تطلب من أهل الأحياء زرع شجرة فيما أكوام القمامة تكدست في الشوارع والأزقة، ولذلك لا يصح البدء في المسألة قبل إزالة القاذورات والأوساخ والنفايات التي تعج بها أحياء العاصمة القومية.
وقلت أيضاً: إن عمل كل اللجان المنبثقة عن اللجنة العليا تنتهي، ونبدأ بلجنتنا الإعلامية والمجتمعية ومن ثم يكون من العبث وضع خطط وبرامج في غياب الموارد المالية.
وقلت أيضاً: إن قرار تشكيل اللجنة حدد مجلس البيئة بولاية الخرطوم مقره لاجتماعات اللجنة.. وهو عند المنحنى في شارع غابة الخرطوم، والوصول إليه ليس ميسوراً إلا للميسورين مواصلاتياً.. فاخترنا رئاسة مجلس الوزراء على شارع النيل مقراً.
ويبدو أن حكاية التشجير هذا تم إحياؤها بعد أن بلغ السيل الذبى، فقد كان عندنا في زمان مضى (عيد الشجرة) وقد تحول الآن إلى التشجير) وفي ذهني جوائز لرواد التشجير في العاصمة المثلثة.. والفائز؟ عم “شيخ الدين”.
حسن