"طه علي البشير" و"البخاري الجعلي".. مقاطعة الاتحادي (الأصل)
بقلم – عادل عبده
ساحة الاتحادي (الأصل) تموج هذه الأيام بشذرات من التفاؤل المشوب بالحذر، فهنالك من يريد خطوات عملية لزيادة سقف الإجراءات الإصلاحية في الحزب على خلفية بيان مولانا الأب الأخير الذي صدر بالقاهرة، بينما تخشى فئة ثانية أن يكون البرق اللامع الذي ظهر في أروقة الحزب لا يحمل معه المطر.. لا يخفى على أحد حالة الانقسام الحاد والمقاطعة الواضحة بين تيار “الحسن الميرغني” ومجموعة أم بدة، وكيف تفاقم التباعد بين الطرفين حتى صار التواصل بينهما في حكم المستحيل.
“الحسن الميرغني” يضم معه مجموعة من الشباب من الجنسين بينما تيار أم بدة يضم العديد من رموز الحزب على رأسهم “طه علي البشير” و”البخاري الجعلي” و”علي السيد” و”محمد فائق” و”ميرغني بركات” و”إبراهيم الميرغني” و”بابكر عبد الرحمن” و”أبو سن الدابي” و”عبد الرحيم علي حمد” و”محمد ميرغني” و”حيدر قدور، فالواضح أن مجموعة أم بدة شعرت بأن هنالك رياحاً جديدة سوف تهب على الحزب بعد صدور القرارات الرئاسية في “القاهرة”، وأن الحلول الحزبية الناجعة في الطريق، فضلاً عن تلمس أولوية رد الاعتبار المعنوي الذي تطالب به جراء اللغة الجارحة التي صوبت حيالها من طرف “الحسن الميرغني”. غير أن تلك التطلعات لم ترَ النور فظهرت حالة من الكآبة على بطء تنفيذ العشم المرتجى، وفي المقابل نجد أن “الحسن” اشترك مع والده في لقائه مع “البشير” خلال دعوة السفارة السودانية بالقاهرة، علاوة على تمثيله للحزب في الجلسة الختامية للحوار الوطني، كأنما مولانا الأب انتصر لنجله “الحسن” على حساب خصومه في الاتحادي (الأصل).
في ثنايا تلك المعطيات الدرامية انطلقت خطوات تصم الآذان من البروف “البخاري الجعلي” والدكتور “طه علي البشير”، مبنية على الاحتجاج الشديد والحسرة القوية والرفض التام للأوضاع البالية في الحزب، وضياع لوازم الأمل في الظرف الحالي.. ثنائية القرار بين “طه” و”البخاري” جاءت في توقيت متقارب لكنها تختلف في الأسباب والمآلات، غير أن الحصيلة تؤطر إلى توقف النشاط الحزبي للرجلين والعزم على مقاطعة الاتحادي (الأصل).
سجل “طه” و”البخاري” يؤكد أنهما من دعامة الاتحادي (الأصل) ولهما مواقف مشهودة في تحريك عجلات الحزب وتقوية شوكته، فضلاً عن مؤازرتهما للحسن في إطار دفعه إلى بلوغ الدرج الأعلى في الحزب، لكنهما صدما في “الحسن” على خلفية المشاركة في الحكومة والمنهج الذي يدير به الحزب، وما تلاه من إجراءات لا تليق بالعطاء الذي قدمه الاثنان.
يرى البروف “البخاري” بأن مولانا “محمد عثمان الميرغني” تجاهل الوقوف معهم حين أساء نجله إليهم، ولم يتصدَّ مولانا لاتخاذ الخطوة اللائقة التي تتماشى مع كرامتهم الحزبية والشخصية. ويذكر البروف “الجعلي” بأنه ما زال يكن الاحترام والتقدير لمولانا “الميرغني” عن قناعة راسخة، فهو قد كان من المدافعين عنه في ظل سكوت الآخرين عندما حاول أحد قادة المؤتمر النيل من مكانته في إحدى اجتماعات المشاركة خلال السنوات الماضية، بل لم يتورع “البخاري” في أوج حسرته من المطالبة بمحاكمة “الحسن الميرغني” على أخطائه في الحزب.
من جهته يشعر الدكتور “طه علي البشير” بإحباط شديد وحسرة بالغة من تردي الأوضاع في الحزب، ويرى بأن ما قدمه من تضحيات ومواقف وحراك كثيف قوبل بالجحود والنكران. ولم يستطع الرجل ابتلاع مخرجات المؤامرة التي نسجت حيالهم حتى أسفرت عن تعذر لقائهم بالميرغني في “لندن” خلال الفترة الفائتة، بل يتعجب الكثيرون كيف يتصل مولانا الأب هاتفياً من “لندن” لتعزية “طه” في “الخرطوم” عند وفاة صهره، ثم لا يتمكن من مقابلته عندما ذهب إليه في العاصمة البريطانية!!.. الشاهد أن الحكيم “طه” ابتعد عن دروب الحزب خلال هذه الفترة ورفض أن يكون رئيساً للجنة استقبال مولانا “محمد عثمان الميرغني” عند عودته المرتقبة للبلاد من المدينة المنورة.. مهما يكن قد تكون مقاطعة “طه” و”البخاري” مؤقتة تزول بزوال المؤثر، وربما تدوم أكثر وقد تكون جرس إنذار للتبصير من الخطر الفظيع القادم على الاتحادي (الأصل). وفي حالة التمادي على استمرار هذه المناخات، ربما يلحق بالركب الدكتور “علي السيد” المحامي و”بابكر عبد الرحمن” والمهندس “محمد فائق”، وربما جوقة الرموز الكبيرة في الحزب.