رأي

مسألة مستعجلة

تطورات ما بعد التوقيع!
نجل الدين ادم
للسودانيين أمثال ومقولات كثيرة راسخة وأذكر هنا (عمل الخير ربنا بيتمو)، وعمل الخير يمكن أن يكون إتمام زواج أو غيره، ويعنون بذلك أن أي مبادرة عمل فيه خير وصلاح للناس يجد حظه من الكمال مهما كانت العثرات والظروف، تذكرت هذه المعاني العميقة ورئاسة الجمهورية آثرت المضي في عملية الحوار الوطني وإكماله إلى نهايته بعد طول انتظار لقادمين جدد من الحركات المسلحة أو المعارضة السياسية الأخرى.
خطوة الحكومة هذه وجدت عدم الرضاء من قبل البعض بأنه ما كان لها أن تنهي عملية الحوار وهناك لاعبون مؤثرون وهم الحركات والمعارضة خارج هذا العرس وأن إجازة التوصيات في غياب هؤلاء يقلل من عملية التوافق السياسي المطلوب حول وثيقة الحوار، وفي مقابل وجهه النظر هذه فإن البعض الآخر يرون أن الحكومة قامت بما عليها من دور في دعوة هؤلاء ووضعت الشعب السوداني في محطة الانتظار أكثر مما ينبغي على أمل مشاركة هؤلاء اللاعبين وتبدد الأمل بإعلان هؤلاء الاستجابة رغم المحاولات الواسعة.
خيراً فعلت الحكومة بأن مضت في الحوار واعتمدت وثيقة الإصلاح التي باتت الآن برنامج عمل ينتظر التنفيذ والتنزيل على أرض الواقع، لأنه ليست من المصلحة العامة أن تظل الآمال معلقة على حبال دائبة، وهنا جاءت مقولة (عمل الخير ربنا بيتمو)، وفعلاً الحوار هو عمل خير كان لا بد أن يبدأ ويمضي إلى نهايته وإجازة الوثيقة هنا تمثل المرحلة قبل الأخيرة وهي تنفيذ الإصلاحات التي تم إقرارها، وحسناً أعلن الرئيس “البشير” أن الباب مفتوح للرافضين للحاق بما تم من عمل ضخم، جاء في شكل وثيقة شاملة، كان أمراً حتمياً أن نصل لهذه المحطة وإلا فإن الانتظار كان يمكن أن يكون بعد حين طويل.
بالفعل جاءت عواقب عبور محطة الانتظار هذه بنتائج إيجابية جيدة ربما تجعل الأطراف الرافضة جزءاً من هذا الاتفاق والتوافق من واقع الإرهاصات الحالية، حزب الأمة القومي المعارض وبرمزيته السياسية قرر حسب ما نقلته الأخبار يوم أمس، أن يدرس وثيقة الحوار وهذه بالتأكيد خطوة إيجابية كون أن الحزب يفكر رغم موقفه المسبق، في دراسة الوثيقة وتحليل مضامينها، ومضت الخطوات الإيجابية بعد إجازة الوثيقة بتوسط الرئيس التشادي “إدريس ديبي” بين الحركات المسلحة والحكومة ولقائه قبل يومين بكل من رئيس حركة تحرير السودان “عبد الواحد محمد نور” ورئيس حركة العدل والمساواة “جبريل إبراهيم” بألمانيا بخصوص الوثيقة، و”ديبي” كان أحد الشهود على توقيع الوثيقة بالخرطوم وتجمعه علاقات جيدة مع قادة الحركات يمكن أن تسهم في تليين المواقف.
 كل هذا يعني أن عبور نقطة الحوار إلى التوقيع جاءت بهذا الفتح الذي يمكن أن يصبح حقيقة وأن أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم.
أتوقع أن تمضي التطورات إلى ما هو أفضل ويكون كل الرافضين للحوار جزءاً منه.. والله المستعان على ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية