عز الكلام
سلوكنا.. ملخبطة!!
أم وضاح
بشنو أوصف أو أسمي المشهد في الحي الأنيق بعد أن تنقضي المناسبة التي يعد لها أهلها أحسن إعداد والشارع يقفل من جنباته الأربع حتى لو كان “ظلط رئيسي”، وينصب الصيوان (الما خمج) وتعلق الثريات فيتحول المشهد إلى مهرجان من الألوان والجمال، ثم تقف السيارات الفارهات وينزل منها أصحابها متلفحين العمم (المطقمة) مع الجلاليب البيضاء وتفوح منهم أفخم الروائح الباريسية التي لا تنافسها جمالاً وأناقة إلا مظهر السيدات المزينات بأفخم الإكسسوارات والحلي الذهبية، ويتوهط الجميع داخل الخيمة المنصوبة وتدور صحون العشاء بما لذّ وطاب، ويقضي أهل المناسبة وضيوفهم ليلة هانئة من الطرب الجميل، وتعالوا شوفوا المشهد صباحاً وهو يتحول من قمة الجمال إلى درك القبح وذات الشارع ملئ بنفايات ومخلفات ليلة الأمس صحون فارغة ومناديل ورقية وبقايا علب العصير والمياه (ما تديك الدرب) وينزوي أهل المناسبة داخل بيوتهم وكأن الأمر لا يعنيهم ليبقى الرهان على نظافة الشارع أن تأتي رياح تحمل ما تستطيعه إلى مكان آخر!.. وبشنو أوصف أو أسمي المشهد لشخص يغسل عربته صباح مساء أمام منزله فيفسد الشارع على المارة ويجعله بركة راكدة يتوالد فيها البعوض والهوام وهو لا يهمه شيء طالما أن نوافذه معصومة ومحصنة بالزجاج والشيش، بشنو أوصف أو أسمي المشهد لشخص يحمل متعلقات شخصية لمريض ويرميها داخل سايفون المستشفى حتى يتخلص منها؟؟.. بشنو أوصف أو أسمي المشهد وداخل صالة المطار تقوم إحداهن بتنظيف أنف صغيرها السائلة لتمسحها على المقعد أو على الجدار!!.. بشنو أوصف أو أسمي أحدهم وهو يتلفت يميناً ويساراً ليرمي سفته على (أصيص) تنمو فيه زهرات بريئات فيخدش حياءها بهذا الفعل المقرف!!.. بشنو أوصف أو أسمي أحدهم وهو يخفض زجاجة سيارته ليرمي بقايا ما أكله أو شربه على قارعة الطريق وفي نص الظلط!!.. بشنو أوصف أو أسمي أحدهم ونحن في القرن الواحد والعشرين لا تردعه عبارة مكتوب فيها ممنوع البول يا حمار، ورغم ذلك يقضي حاجته في العراء وفي وضح النهار!!.. بشنو أوصف أو أسمي الذين تنادوا واجتمعوا من كل فج عميق إلى الساحة الخضراء نهار أمس الأول ليقولوا نعم سنصنع السودان الجديد وبعدها انفضوا مخلفين أرتالاً من القمامة وقوارير المياه، ولو أن كل واحد (طبّ) مخلفاته ليضعها في المكان المحدد لها لما خلفوا هذه الكوشة الكبيرة التي تستحق مرثية مميزة في موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية لينفضح حالنا وتنكشف عوراتنا الأخلاقية والسلوكية التي تحتاج إلى إعادة ضبط وإعادة تأهيل!
لا أتوقع أن نخطو خطوة إلى الأمام إن كنا بفهم وعقلية أن حقي وملكي الذي يجب أن أحافظ عليه هو حدود باب منزلي أو بالكثير الأربعة أمتار أمامه في ما عدا ذلك لتخرب مالطا بمن فيها.
يبدو أن قضايانا ومشاكلنا ليست فقط سياسية أو أمنية، مشاكلنا الأكبر سلوكية وتربوية وتحتاج إلى إعادة نظر!
{ كلمة عزيزة
ضرورة ترتيب الذات ليست وحدها في السلوك والتعامل، لكننا محتاجون ترتيب أولويات الاهتمام بما يستحق ومن يستحق، وقلت الكلام ده ليه لأنني أتابع ومن خلال (السوشال ميديا) اهتماماً ومتابعة لبعض الأسماء والشخصيات وهي لا تعدو كونها مجرد صور معدلة بالميك أب ومسحة الجمال الحقيقي أقل بكثير مما هو مصدر إلينا، وحتى لو افترضنا أنه جمال رباني كما كانت “تاجوج”، ما هو أثرها؟ وفكرها؟ وتأثيرها على المجتمع، شنو البخلي بعضهم يمنح إحداهن ألقاباً ووظائف من شاكلة إعلامية ومذيعة وهي لم تشارك حتى في فقرة من برنامج للأطفال، للأسف أسهل جداً لبعضهم في بلادنا هذه أن يركب الطائرة دون أن يحجز تذاكر أو حتى يختم تأشيرة الخروج ليجد نفسه محلقاً في الفضاء!
{ كلمة أعز
مالو لو أن الإخوة المشرفين على برنامج احتفال ختام مؤتمر الحوار، مالو لو أنهم زودوا القاعة بشاشة بلازما عريضة سردوا من خلالها وعبر تعليق صوتي فذلكة للسودان تاريخاً وحضارة ونضالات وشخصيات حتى وصلنا إلى العاشر من (أكتوبر)، في ذمتكم ما كان أفضل من جوقة الفنانين الذين لم يكن بينهم تواصل والسادة ضيوف البلاد، يا جامعة تخطوا مرحلة أن نوجه خطابنا لبعض، استغلوا المناسبات ووجهوا خطابنا للآخر حتى يفهمونا صاح ويدونا قدرنا!!