رأي

الحاسة السادسة

بلغ السيل الذبى !!
رشان أوشي

إن بلغ الحال بملائكة الرحمة ورسل الإنسانية.. المهيئين للعمل تحت الضغوط، وفي أسوأ الظروف، بلغ بهم الحال للإضراب عن العمل، طارحين مطالب واضحة كوضوح الشمس، بأن المستشفيات أصبحت غير صالحة، لأن تكون مشافي، حيث تنعدم فيها أبسط أدوات الإسعاف الأولية ناهيك عن الأجهزة والمعدات الحديثة التي يبدع العالم يومياً في تصميمها لإنقاذ حياة المرضى، فهذا يعني أن الأزمة استحكمت وضاقت حلقاتها.
بينما تنفق الدولة مليارات الجنيهات على تنظيم مهرجان سياسي، يرتدي فيه السياسيين الفاشلين العاجزين العمامات البيضاء، ليبيعوا الكذب، ويزرعوا الوهم في عقول مواطن بسيط لا يملك ثمن محلول وريدي، أو دواء منقذ للحياة، وهم يعلمون حد اليقين أن حوارهم لن يبرح الورق المكتوب فيه، ولا الحبر الذي كتب به، ويعلمون أيضاً وهم يمنوننا بمستقبل مشرق على ظهر حوارهم بأنهم كاذبين، إنما يبحثون عن موطئ قدم لهم في حكومة قادمة، أو زعامة زائفة.
أليس أولى بتلك المليارات التي أنفقت على القاعات والوجبات وتذاكر السفر، أليس أولى بها أجهزة تنفس صناعي، أو دعم العلاج؟، أليس أولى بها مواطن يلقى حتفه يومياً لأنه لا يملك ثمن جلسة غسيل كلى، أو سرير في غرفة عناية مكثفة؟.
ألا تؤنبهم ضمائرهم، وهم يكذبون على الشعب المغلوب على أمره، اعلموا علم اليقين يا هؤلاء، أن المواطن البسيط الذي يكدح طيلة يومه لأجل كيس خبز، وكيلو طماطم وطلب فول، لا يهمه حواركم، ولا يلتفت إليه، عودوا لصوابكم وناقشوا عصب الأزمة، ودعوا هذا التهريج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية