بعد العقارب حمير للصين!!
في الأخبار التي حملتها الصحف اليومين الماضيين أن دولة الصين ترغب في شراء حمير من كل دول العالم للاستفادة منها في المستحضرات الطبية، وبما أن المعتمدين بولاية الخرطوم أصدروا قرارات الفترة الماضية باستبدال الحمير التي تعمل في عمليات النقل بالأسواق والاستعاضة عنها بالموتوسيكل الجديد، وبالفعل تلاحظ اختفاء الحمير من الأسواق، ولكن لا ندري أين ذهبت؟، وإذا كان أصحاب تلك الحمير ما زالوا محتفظين بها، تكون ليلة القدر قد جاتهم، لأن سعر الحمار سيكون باليوان الصيني أو بالدولار، وهذا سيجعل كل أصحاب الحمير في انتظار إعلان من سفارة الصين بالخرطوم أو المتعاملين في هذا المجال بيع حميرهم. وما مشكلة إذا باعت الدولة الحمير خاصة وأن هناك أعداد كبيرة من الحمير في شارع النيل الأبيض تتسبب في حوادث الحركة التي يروح ضحيتها أخيار من أبناء هذا الوطن، ولكن بيع هذه الحمير سيعود بالفائدة على المنطقة التي يطمئن سائقو المركبات الخاصة أو التجارية السير في تلك الطرقات بأمان، وثانياً تدر هذه الحمير الهاملة عملة صعبة للحكومة ولأهلها، وثالثاً فإن هذه الحمير المباعة للصين ستعود مرة أخرى في شكل كريمات ومستحضرات تجميل للوطن بعد الاستفادة من كل جزء منها في واحدة من الصناعات التي أعلن عنها وفق ما جاء في الأخبار التي صدرت اليومين الماضيين، فلنتخيل مستحضرات التجميل أو المساحيق التي تصنع من لحوم أو شحوم أو زيت الحمير، تخيَّل شابة جميلة داخل الغرفة وهي تحاول مسح مستحضر تجميل على وجهها هذا المستحضر يقوم يعمل ليها نهيق إذا كان المستحضر استخلص من وجه الحمار، أما إذا كان من مؤخرته فيحاول الكريم أن يرفع (ضنبه) بالطريقة المعهودة للحمار، فالحمير المباعة من السودان للصين ستعود مرة أخرى، ولكن بهذه الطرق التي ذكرها الإعلان، ولذلك فإن البيع سيتخلص منها بعد إدخال الوسائل الحديثة في العمل الزراعي، فأدخل (التكتك) وهذا يغني صاحب المزرعة من توفير علف وبكميات كبيرة لهذا الحمار، إضافة إلى أن (التكتك) سريع ويحمل كميات كبيرة لا يحملها الحمار. كما أن بيع الحمير السودانية سينعي عمليات ذبح الحمير وبيعها للمواطنين، كما سيوفر معاناة المسؤولين عن رقابة الأطعمة بالكشف الدوري عن تلك اللحوم الفاسدة. وبعد القضاء على الحمير نأمل القضاء -أيضاً- على الكلاب حتى يجف السوق من لحوم الحمير والكلاب. وإن شاء الله سلطات الجمارك تكون راجعت نفسها وفتحت الباب من جديد لتصدير العقارب للصين طالما هناك فائدة نجنيها من الحمير والعقارب.