رأي

مسألة مستعجلة

 إلى زبائنكم الكرام!!
نجل الدين ادم
عندما لجأت وزارة الكهرباء من قبل لجراحات تنفيذ برمجة قطوعات قاسية للكهرباء خلال الشهور الماضية، بسبب قلة المياه وانحسارها وتعذر عملية التوليد بالطاقة القصوى، سلم المواطنون بالقرار بالرغم من أنه كان يخرج الأحياء من خدمة الكهرباء يوماً بعد يوم، لسبب بسيط هو أن شركة الكهرباء أصدرت بياناً بالخصوص وأوضحت الدواعي والمبررات واعتذرت للمواطنين عن لجوئها للخطوة. ودرجات الحرارة كانت تستعر في تلك الأيام، أضف لذلك أن الوزير أوضح للرأي العام لأكثر من مرة حجم المشكلة ووعد بتلافيها.
لكن للأسف أن قطوعات غير معلنة تطبقها شركة الكهرباء على عدد من أحياء ولاية الخرطوم هذه الأيام، يفقد خلالها المواطنون خدمة الكهرباء لساعات طوال وهم لا يعرفون الأسباب والمبررات، حتى يتدبروا أمرهم.
العهد بين المواطن كزبون وشركة الكهرباء كنافذة خدمة هو وفاء الأول بقيمة الخدمة والثاني بتوفيرها بصورة منتظمة، على أن تكون هناك مراعاة لأي طارئ يستجد، بمعنى إذا هناك أي أسباب اضطرت الشركة لقطع الخدمة أن تخطر المواطن بذلك.
 في كل دول العالم هناك عهد يحترمه مقدم الخدمة مهما كانت الأسباب تجاه زبونه، ولكن هذا لا ينطبق علينا في السودان إلا بالمزاج، حيث أن أية مؤسسة أو شركة تعمل وفق مزاجها الشخصي، لا تراعي لما يمكن أن يتضرر منه المواطن البسيط، يعني شركة الكهرباء تفعل ما يحلو لها دون أن يكون هناك اعتبار للزبون!.
ماذا لو أصدرت شركة الكهرباء بياناً كما فعلت من قبل وأطلعت المواطنين على أسباب القطوعات.
قرأت في الزميلة صحيفة (آخر لحظة) تصريحاً لوزير الكهرباء والموارد أوضح فيه أن أسباب الانقطاع غير المعلن للكهرباء، هو اختبارات لوحدات توليد بإثيوبيا في بعض محطاتها اقتضت فصل الإمداد عن السودان إلى حين الفراغ بنجاح. أصدقكم القول بأنني لم أفهم شيئاَ، أي إمداد هذا الذي ورد في الخبر؟، سألت نفسي ما علاقة كهرباء إثيوبيا بكهرباء السودان؟ .. وهل بالفعل بدأ سد النهضة في عملية التوليد واستفدنا نحن منه؟، أم أن إثيوبيا تشتري كهرباء من السودان ونحن لا نعلم. على أية حال هذا الخبر أحدث حالة تشويش وددت لو أنني لم أعرف السبب واستمرت القطوعات على نحو ما يريدون.
على أية حال أتمنى أن تكون الصحيفة نقلت هذا الخبر بصورة غير دقيقة، لأنه لو صح ما جاء في متن الخبر، فإنني لن أكون وحدي من حدثت له حالة تشويش وعدم فهم، لذلك نقول إننا بحاجة أن نفهم وفي ذلك نقول لشركة الكهرباء إعلان إعلانان على صفحات الصحف، ليست بكثيرة على المشتركين وزبائنكم الكرام كما تسمونهم والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية