رأي

الحاسة السادسة

بين “إشراقة” و”الدقير”.. وأشواق الإصلاح!!
رشان أوشي

لم يدهشني الصراع الداخلي الذي يضرب جنبات الحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل) والمشارك في الحكومة، فالأحزاب التي تقف على أشخاص لابد أن تتقاطع مصالحهم الشخصية يوماً ما، ويخرج للعلن (الغسيل)، ولكن ما أدهشني حقاً، هو حديث منسوب للقيادية بالحزب “إشراقة سيد محمود” الذي قالت فيه: (لست سعيدة بوجودي كموظفة في شركة الدقير، والاتحاديون يكرهون المعارضة الناعمة ولا يوجد من يقف في طريق قيام المؤتمر العام سوى الدقير، ولكن شباب الحزب أقوى)!!
عن أي شباب تتحدث “إشراقة”؟ وعن أي إصلاح؟ الوزيرة السابقة لها مساهمات كبيرة في تعطيل قيام المؤتمر العام، والتنكيل بشباب الحزب دعاة الإصلاح عندما كانت تستقل السيارات الدستورية التي تسبقها (النجدة) وترافقها حاشية الحراسة الشخصية، ولم تكن تكترث وقتها لمؤسسات الحزب التي علاها وبنى عليها العنكبوت بيوتاً، وأكل منها الدهر وشرب وهي مركونة في رفوف رغبات ومصالح “إشراقة” ورفاقها في قيادة الحزب.
الدور الذي تحاول القيادية الآن ممارسته لا يناسبها، ولا يعفيها من مسؤولية تاريخية في تدمير الحزب، وتجاوز مؤسساته، والقفز على اللوائح من أجل الوزارة والمنصب، ولن ينطلي على كائن من كان، ويضاف إلى ذلك دور الضحية الذي يلعبه “الدقير” وبقية القيادات، ومحاولة إخراج القضية في ثوب الحرب التي تشنها مجموعة خارجة عن المؤسسة، فالجميع الآن يدفع ثمناً باهظاً لتجاوزات سابقة.
كل الشواهد الآن تشير إلى أن المؤتمر العام لن ينعقد قريباً، لأنه سيكون حينها الطوفان الذي سيجتاح القيادة المتشبثة بمواقعها التنظيمية، أو لن يكون بعدها هناك حزب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية