إذا اعتزل "البشير" السياسة فمن هو الرئيس القادم!!
في حوار أجرته معه مجلة (الأهرام العربي) المصرية قال رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، إنه سيعتزل السياسة ويتنحى عن الحكم بحلول 2020م، وهذا العام هو العام الذي ستجري فيه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ولكن إذا قال السيد الرئيس وقطع بالقول إنه لن يترشح مرة أخرى وسيتنحى عن رئاسة البلاد في ذلك التاريخ، فمن هو الشخص الذي سيقود المسيرة من بعده. لقد أجمع الحزب والشعب على قيادته طوال السبعة وعشرين عاماً الماضية، فهل يوجد شخص يحمل نفس المواصفات للمرحلة المقبلة. في وقت سابق عندما أعلن الرئيس “البشير” عدم ترشحه لانتخابات 2015م، بدأت التكهنات والترشيحات لمن يخلفه على حكم البلاد، فجاء اسم الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول السابق للرئيس، وقال البعض الدكتور “نافع علي نافع” مساعد الرئيس، وقال آخرون “عوض الجاز” وزير النفط والتعدين، ولكن كل الأسماء التي طرحت لم يتأكد أي منها ليكون الخليفة المقبل لحكم السودان.
الرئيس “البشير” وقبل أن تبدأ انتخابات 2020م، أعلن مبكراً عدم رغبته في الحكم، واعتزاله العمل السياسي ورئاسة البلاد، والمؤتمر الوطني فيه من الكفاءات التي يمكن أن تتولى رئاسة الحكم، ولكن ينبغي أن يكون الشخص الذي سيأتي من بعد “البشير” أن يكون صاحب كفاءات عالية وكاريزما تجبر أي مواطن أو أي عضو داخل المؤتمر الوطني، إعلان الموافقة عليه دون أن يحتاج إلى تصويت أو إعادة تصويت أو تنافس بين شخصين فتحدث ما بعد ذلك أزمة داخل الحزب.
إن اختيار الرئيس الذي سيخوض الانتخابات القادمة يجب أن يكون جماهيرياً وله حب كبير وسط الأمة دون أن يكون هناك شخص مفروض على الشعب وعلى الحزب أو أن تكون هناك تكتلات لإرضاء زيد أو عبيد. لقد تنحى الرئيس الماليزي “مهاتير محمد” عن حكم ماليزيا بعد أن وضع نظاماً يسير عليه أي شخص يتولى زمام الحكم، فنحن شعب تغلب علينا العاطفة، ولكن العواطف في مثل هذه الحالة لا تجدي بالنفع، بجانب القبلية والجهوية التي برزت للوجود في عالم السياسة السودانية. وفي وقت مضى لا أحد كان يعلم ما هي القبيلة التي ينتمي إليها، وإذا كنت في دراسة أو عمل خارج السودان فكل السودانيين بالخارج سودانيون فقط، لا انتماء للجهويات ولا العصبيات، وهذا ما ظل يميزنا إلى وقت قريب. ولكن هذه القبلية والجهوية التي برزت أعادتنا مائة عام للوراء، ولذلك أن اختيار الرئيس القادم يجب أن يبتعد الناس فيه عن تلك الجهوية والقبلية، فالرئيس الذي سيحكم السودان سيكون رئيساً للجميع كما هو حال الرئيس “عمر البشير”، فهو رئيس الكل وليس لقبيلة أو جماعة أو فئة، فنريد رئيساً لنا ولغيرنا، فيجب أن نبتعد عن التكتلات التي ستضر بالسودان أكثر من نفعه والوقت ما زال مبكراً لاختيار الرئيس القادم.