رأي

مسألة مستعجلة

في حضرة “السر دوليب”
نجل الدين ادم
مسامحك يا حبـيـبي مهـمـا قـسـيـت عَـلـيـَّا * قـلـبــك عـارفــو أبـيـض * وكُـلـك حُـسْــن نِـيـَّـة
هذه الكلمات التي تغنى بها الفنان الكبير الراحل “عثمان حسين”.
ومن فكرك يا حبيب من الهداك إليّ * جرحي قرب يطيب جددته تاني عليّ، وقد تغنى بها الفنان الرقيق “محمد ميرغني”.
و(اللون الخمري اليلة) للفنان القامة الراحل “عثمان الشفيع”.
بهذه الكلمات العذبة وغيرها من الأغاني الذائعة الصيت، أثرى شاعرنا الكبير البروفيسور “السر دوليب” وجدان الشعب السوداني.
سعدت أمس الأول وعبر برنامج “تواصل” الذي ينظمه مجلس الوزراء وبإشراف من رئيس الجمهورية، بزيارة شاعرنا البروف “السر دوليب” في منزله العامر بحي الحتانة الأمدرماني، في أمسية الوفاء لأهل العطاء، فالرجل أعطى وما بخل، فأرادت الدولة عبر برنامجها هذا أن توفي والوفاء في حق الرجل قليل، لم يكن “دوليب” مجرد شاعر تغنى له الفنانون، بل كان شخصاً تتدفق منه السماحة والطيبة كما عبّر عن ذلك في رائعته التي تغنى بها رفيق دربه الفني الفنان “عثمان حسين” (مسامح يا حبيبي)، فشاعرنا كان المربي والمعلم والأستاذ الجامعي وقد تخصص في أصعب العلوم وهو علم النفس، لذلك استطاع أن يغوص فيها ويخرج لنا جزيل المفردات ورقيق العبارات.
قيمة جيدة تلك التي تبنتها الدولة في تكريم الرموز السودانية في مختلف المجالات، فقد كان لتكريم الرجل على يد ممثل رئيس الجمهورية السيد وزير ديوان الحكم الاتحادي الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين، تكريم لأسرة الشعراء والفنانين ولأهل الحي الذي يقطن فيه شاعرنا “السر دوليب” وقد اصطفوا على جنبات الطريق لاستقبال الوفد الذي تقدمه الوزير “فيصل” ووزير البيئة دكتور “حسن هلال” ووزير الدولة ووزير الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم الأستاذ “محمد يوسف الدقير” ووكيل وزارة الثقافة الاتحادية الأستاذ “عماد الدين إبراهيم”.
كانت أمسية رائعة والفرحة تملأ نفوس أهل الحتانة على تكريم رجل ساهم في صياغة وجدان الشعب بكلماته الجميلة والرقيقة.
استطعت أن ألمح خلال هذا الاحتفال الكثيرين من أهل الفن والغناء والثقافة من أصدقاء المحتفى به على رأسهم الفنان “محمد ميرغني” والشاعر “عبد الوهاب هلاوي” الذي كان برفقة الوفد الزائر بجانب الشاعر “الفاتح حمدتو” وآخرين لم أتمكن من رؤيتهم عن قرب، بعضهم جاء مع الوفد وآخرون وجدناهم بمنزل شاعرنا حضوراً.
التحية لك شاعرنا “دوليب” وأنت أهل لهذا الوفاء، والتحية لأسرتك التي كانت معيناً لك في مشوارك الفني وفي كل ما قدمت لهذا البلد، ومتعك الله بالصحة والعافية.
الشكر للوزير “فيصل حسن” على كلماته الرائعة في حق المحتفى به وهي تجد الرضا والسرور من أهل المحتفى به وجيرانه.
التحية لمجلس الوزراء على هذه المبادرة الرائعة، من الوزراء والموظفين والمراسم وهم يسهرون على رسم الفرح في نفوس مبدعينا وأهلهم، وشكراً على الرفقة الجميلة الأستاذ الرقيق “عماد الدين إبراهيم” وشاعرنا اللطيف الأستاذ “هلاوي”، وشكراً الأستاذ “حاتم حسن بخيت” على الدعوة الكريمة وأتمنى أن يستمر الوفاء لأهل العطاء ووفقكم الله لما فيه الخير وهو المستعان.

        

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية