والي جنوب كردفان وتحديات مهرجان السلام!!
عندما أعيدت الانتخابات في ولاية جنوب كردفان بين والي الولاية “أحمد هارون” وممثل الحركة الشعبية “عبد العزيز الحلو” كنت وقتها المنسق الإعلامي لمفوضية الانتخابات، وشهدت تلك الإعادة ومعي الزميلان بمكتب المفوضية “محمد عبد الرحمن” و”أحمد المهدي”، بعد انتهاء الانتخابات طلبت المفوضية عودتنا فوراً بأمر من الأمين العام الدكتور “جلال محمد أحمد”، فقبل صلاة الفجر انطلقت بنا السيارة في اتجاه الخرطوم، أدركتنا الصلاة في مدينة كادوقلي وقبل أن نصل الخرطوم وقعت الأحداث التي قيل إنها “الكتمة”
(6/6) الساعة ستة، فاندلعت الحرب من جديد بالولاية وما زالت صورة الحرب ماثلة أمامي، ولكن مساء أمس الأول لبينا دعوة كريمة من اللواء “عيسى آدم بابكر” بغرض الترتيب لقيام مهرجان السلام للسياحة والاستثمار والتراث الذي سيقام بالولاية أول (أغسطس) وحتى السابع منه.
السيد اللواء حاول أن يمسح عنا الصورة القديمة صورة الحرب والمعارك إلى صورة التنمية التي شهدتها المنطقة طوال الفترة الماضية، أي فترة ما بعد الحرب، رسم السيد الوالي صورة زاهية لكل مدن الولاية: رشاد، كالوقي، الدلنج وأبو جبيهة، كل تلك المدن تعيش أمناً واستقراراً حسب حديث السيد الوالي، وحديثه حديث شاهد على المنطقة.
السيد الوالي بشر بأن السلام آتٍ لا محالة وتحقيق السلام لا يتأتى إلا بقيام مثل هذه المهرجانات الثقافية والتراثية، ونحن نعلم تماماً أن جنوب كردفان من الولايات الساحرة بما حباها المولى من طبيعة خلابة وجبال تغطي المنطقة على جنباتها المختلفة، وقيام المهرجان في فصل الخريف سيساعد أهل الإعلام خاصة الفضائيات بالتقاط آلاف الصور الجمالية التي تزخر بها المنطقة، فكل مدينة لها سحرها الخاص رشاد والدلنج وكالوقي وكل المدن ذات الطبيعة الجميلة، مع خرير المياه من الجبال والوديان والخيران، وسبق أن زرت معظم تلك المناطق في فصل الخريف مع الدكتور “علي الحاج” مبشراً بالحكم الفيدرالي، وثانياً مع الدكتور “عوض الجاز” عندما كان وزيراً للطاقة والتعدين، والمنطقة تزخر أيضاً بالتعدين الأهلي وقد يتحول إلى التعدين عبر الشركات التي ترغب في الاستثمار بالمنطقة بخلاف الزراعة التي تنتج المحاصيل المختلفة وعلى رأسها زراعة القطن، وبعودة الأمن والاستقرار للولاية سيعاد فتح المصانع التي توقفت إما بسبب الحرب أو بسبب قطع الغيار.
السيد الوالي مراهن على نجاح المهرجان الذي ستتقاطر معظم الشركات المحلية للمشاركة فيه ومن ثم سيفتح الباب للشركات العالمية الراغبة في الاستثمار في السودان، فتضافر الجهود سيؤدي بالتأكيد إلى نجاح المهرجان الذي سيكون فاتحة خير لمهرجانات قادمة.