بكل الوضوح
الأمل عند الأنبياء والرسل
عامر باشاب
كان رسولنا الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين “صلى الله عليه وسلم” حريصاً على هداية قومه، ولم ييأس يوماً من تحقيق ذلك، وكان دائماً يدعو ربه أن يهديهم، ويشرح صدورهم للإسلام. وقد جاءه جبريل عليه السلام بعد رحلة الطائف الشاقة، وقال له: (.. وقَدْ بَعَثَني رَبِّي إِلَيْكَ لِتأْمُرَني بِأَمْرِكَ ، فَمَا شئتَ : إِنْ شئْتَ : أَطْبَقْتُ عَلَيهمُ الأَخْشَبَيْن..) وهو اسم جبلين فقال: (.. بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا”..) متفق عليه. فأي أمل هذا الأمل العريض في القبول والاستجابة، لكنه رسول، وهكذا ينبغي أن يكون الدعاة إلى الله تعالى، وكان رسول الله “صلى الله عليه وسلم” دائم الثقة في نصر الله له، وبدا ذلك واضحاً في رده على أبي بكر الصديق، أثناء وجودهما في الغار ومطاردة المشركين لهما، فقال له بكل ثقة وإيمان: (..لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا..) التوبة (40).
أمل يعقوب عليه السلام
ابتلى الله سبحانه نبيه يعقوب عليه السلام بفقد ولديْه “يوسف” و”بنيامين”، فحزن عليهما حزناً شديداً حتى فقد بصره، لكن “يعقوب” عليه السلام ظل صابراً بقضاء الله، ولم ييأس من رجوع ولديه، وازداد أمله ورجاؤه في الله سبحانه أن يُعِيدَهما إليه، وطلب يعقوب عليه السلام من أبنائه الآخرين أن يبحثوا عنهما دون يأس أو قنوط، لأن الأمل بيد الله، فقال لهم: (..يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ..) يوسف (87). وحقق الله أمل يعقوب ورجاءه، وَرَدَّ عليه بصره وولديه
أمل موسى عليه السلام
ظهر الأمل والثقة في نصر الله بصورة جليَّة في موقف نبي الله “موسى” عليه السلام مع قومه، حين طاردهم فرعون وجنوده، فظنوا أن فرعون سيدركهم، وشعروا باليأس حينما وجدوا فرعون على مقربة منهم، وليس أمامهم سوى البحر، فقالوا لموسى: (..إِنَّا لَمُدْرَكُونَ..) الشعراء (61)، فقال لهم نبي الله موسى عليه السلام في ثقة ويقين: (..قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ).. الشعراء (62) فأمره الله سبحانه أن يضرب بعصاه البحر، فانشق نصفين، ومشى “موسى “وقومه، وعبروا البحر في أمان، ثم عاد البحر مرة أخرى كما كان، فغرق فرعون وجنوده، ونجا “موسى” ومن آمن معه.
أمل أيوب عليه السلام
ابتلى الله سبحانه نبيه “أيوب عليه” السلام في نفسه وماله وولده، إلا أنه لم يفقد أمله في أن يرفع الله الضر عنه، وكان دائم الدعاء لله، يقول تعالى: (..وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الأنبياء (83) فلم يُخَيِّب الله أمله، فحقق رجاءه، وشفاه الله وعافاه، وعوَّضه عما فقده.
الركن الإسلامي