الأمطار تكشف ضعف استعدادات الولاية ، وجنوب الخرطوم الاكثر تضرراً
* بحري تكون لجنة صحية لمعالجة المشاكل الناتجة عن تفاعل النفايات مع الرطوبة والأمطار
* الخرطوم مستعدة بكل الآليات الجاهزة لأي طارئ أو أي كميات من المطر
* الكلاكلة القطعية تتعرض لأعلى معدل مطر بلغ 80 ملم
تقرير ـ محمد جمال قندول
شهدت أنحاء واسعة من السودان بصفة عامة وولاية الخرطوم بصفة خاصة أمطاراً غزيرة وذلك مساء أمس الأول (الأربعاء) استمرت قرابة الـ 4 ساعات،وقد اعاقت الامطار والسيول التى تلتها ، عودة المواطنين ، مساء امس الاول الى منازلهم ، مثلما اعاقت وصولهم الى أماكن عملهم صباح اليوم ،التالي ، في ظل إختفاء وسائل المواصلات العامة . كما شهدت فترة هطول الامطار ، مساء أمس انقطاعاً كاملاً للتيار الكهربائي في أجزاء واسعة من الخرطوم، خاصة أحياء جنوب وشرق الخرطوم ، وشرق النيل ،والتي شهدت أمطاراً غزيرة م،قارنة بأم درمان التي كانت الأقل في معدلاتها .
وعاود المطر الخرطوم بقوة بعد يومين من أمطار منخفضة نسبياً ، وتسبب في رسم واجهة بيئية سيئة للعاصمة، كاشفاً ضعف استعدادات الخريف، حيث غرقت العديد من مناطق العاصمة في شبر موية ،مع أول أمطار غزيرة ،ولا زالت متراكمة بعدد كبير من أحياء الولاية ، نسبة لسوء التصريف.
لا خسائر في الأرواح والممتلكات بالخرطوم:
المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم ورئيس غرفة الطوارئ للأمطار “محمد علي” قال لـ(المجهر) بأنه بحمد الله لم تسجل أي خسائر في الأرواح والممتلكات خلال الأمطار التي ضربت العاصمة بقوة ليلة أمس الأول (الأربعاء)، وأضاف خلال حديثه أنهم استعدوا للخريف باكراً هذه المرة منذ شهر مايو، وتم تجهيز المصارف الفرعية والرئيسة، وتجهيز مصبات المصارف في النيل، بالإضافة إلى ” استعداداتنا بكل الآليات الجاهزة لأي طارئ أو أي كميات من المطر”، على حد تعبيره .
ويواصل “محمد علي” حديثه قائلاً: أنجزنا 80% من المصارف للخريف، أي ما يعادل 3 آلاف كيلو متر.
بحري بصدد افتتاح خمسة مصارف جديدة :
من جانبه قال معتمد بحري اللواء “حسن محمد” بدوره أكد لـ(المجهر) خلو محليته من خسائر في الممتلكات والأرواح عدا بلاغ واحد تم تداركه ومعالجته، وكان استنجاداً من أسرة بـ(حلة حمد) بهدم بسيط في حمامهم، وبحمد الله تمت معالجته، والآن العاملون يعملون في بناء الجزء الذي هدم.
وأضاف خلال حديثه أنهم كانوا بصدد انجاز، وافتتاح 5 مصارف جديدة للمحلية في هذه الأيام، ولكنها ستتأخر قليلاً بسبب أمطار أمس الأول، وأثنى المعتمد على التعاون الكامل الذي يجده من مواطني بحري، وأشار المعتمد إلى تكوينهم لجنة صحية تعمل على تفادي المعضلات والمشاكل الناتجة عن النفايات مع الرطوبة والأمطار، واختتم المعتمد حديثه بجاهزيتهم لأي طارئ وبلاغ.
أمطار قليلة في أمبدة:
إلى ذلك لم يسجل مكتب متابعة محلية أم بدة بحسب مكتب إعلام محلية أم بدة أي خسائر في الأرواح والممتلكات، خاصة وأنها من المحليات التي استقبلت أمطاراً قليلة نسبياً.
الإرصاد تتوقع المزيد من الأمطار:
من جهته توقع الناطق الرسمي لهيئة الأرصاد “نور البلد فضل الله” لـ(المجهر) هطول أمطار خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن خريف هذا العام مبشر ،وأفضل من العام الماضي.
وأشار “نور البلد” إلى أن مدينة القضارف كانت أكثر مدن السودان تعرضاً للأمطار الغزيرة، فيما كانت الدبة الأقل في المعدل. وفي ولاية الخرطوم أكد “نور البلد” بأن أحياء الخرطوم جنوب كانت الأكثر تعرضاً، حيث بلغ معدل المطر بالكلاكلة القطعية 80 ملم، كأعلى درجة سجلت بالولاية أمس الأول (الأربعاء)، وأبرز “نور البلد” بالأرقام مؤشر معدل الأمطار الذي سجل أمس الأول، حيث استقبل حي المطار بالخرطوم 14 ملم، وشمبات 36 ملمتمر، وعيد حسين 21 ملم، والشقيلاب 635 ملم، وأم ضوابان 12 ملم، وحلة كوكو 17 ملم، والكدرو 16 ملم، والملازمين 35 ملم، والثورة 25 ملم، ودار السلام 34 ملم، وأبو سعد البنك العقاري 38 ملم، وصالحة 43 ملم، مشيراً إلى أن الأحياء المذكورة هي التي أعلى معدلات في الولاية بشكل عام.
وناشد “نور البلد” المواطنين والإعلام وكل شرائح المجتمع بالتعاون لتفادي الأضرار التي تنتج عن الأمطار الغزيرة جنوب الخرطوم التي تسجل أعلى نسبة معدل هطول.
وأكثر المناطق التي تعرضت لأمطار غزيرة كانت أحياء الخرطوم جنوب خاصة “الكلاكلات والشقيلاب وأم عشر والفتيح وطيبة وجبل أولياء”، مروراً بأحياء “الأندلس ومايو والأمل”. فيما كانت الأمطار أقل نسبياً بالخرطوم شرق جنوب وأم درمان بصفة عامة. فيما شهدت أجزاء واسعة من محلية بحري أمطاراً غزيرة خاصة أحياء “الكدرو” و”الدروشاب”.
وتكشف الصور التى التقطت بعدسة الزميل “شالكا” ، أن الأسواق بولاية الخرطوم بصفة عامة كانت الأكثر تضرراً من الأمطار، خاصة فيما يتعلق بتصريف المياه بصورة مثلى، حيث بدا واضحاً سباحة أغلب المحلات خاصة بالسوق العربي والسوق الشعبي بأم درمان في برك من الميا.ه
وبحسب المواطن “أحمد عبد الرحمن” (موظف) تحدث لـ(المجهر) بالقرب من (برج البركة) بالسوق العربي ، أن الخرطوم تتكشف مواطن ضعفها مع كل فصل خريف، ويضيف ساخراً: ” يجي كل خريف ونقرأ في الجرائد عناوين “الخرطوم تغرق شبر موية” وهكذا، ويضيف: ” يعني الكلام الزي دا، يؤكد ليك شنو العشوائية، التي تدار بيها البلد خاصة فيما يتعلق بالحاجات المهمة التي تمس الناس وتلامس همومهم، “يعني الخريف دا معروف هيجي، ما عايزة اتنين تلاتة ، عشان كل سنة يجي تحصل المشاهد المؤسفة دي البنشوفا في الشوارع والأسواق، الوساخة والموية الوحل، والطين. يا جماعة ما معقول !بالجد لازم يكون عندنا حلول لمسألة الخريف دي ومشاكلها.”
أما المواطن “جابر حسنين” – (طالب) جامعي ، تحدث إلينا من السوق العربي، وأشار إلى أنهم شاهدوا هذا العام جهداً مقدراً من الجهات المسؤولة خاصة في شوارع الخرطوم الرئيسية للاستعدادات للخريف من خلال تجهيز المصارف، وبدا ذلك جلياً بشارع السيد عبد الرحمن، ولكن “جابر” عاد، وقال بأنه حتى الآن يظهر التأخير في استقبال خريف كل عام، ولابد من التجهيز ،بصورة أكثر جدية في الأعوام المقبلة.
من جهته عبر عدد من مواطني الكلاكلة القطعية لـ(المجهر) عن أسفهم الشديد جراء إهمال المحلية لمنطقتهم، مشيرين إلى أنهم أكثر أحياء الكلاكلة، تضرراً كل عام من الخريف، وناشدوا عبر المساحة بتدخل المحلية لتهيئة “حي القطعية” الذي يتضرر من المياه التي تحاصره طيلة أيام الخريف، مع العلم بأن أي أمطار تأخذ فترة طويلة حتى يختفي أثر المياه، مشيرين إلى أن تراكم المياه يخلق لهم العديد من الأزمات والأمراض.