أيها الآباء أدعموا المدارس الحكومية لمصلحة تلاميذكم!!
في بداية كل عام دراسي يبدأ مسلسل الشكوى عن قلة الكتاب المدرسي وفرض رسوم دراسية على طلبة المدارس الحكومية أو زيادة الرسوم على المدارس الخاصة، ولكن إذا نظرنا إلى العملية التعليمية برمتها نجد أن الوزارة دائماً تعاني من نفقات إضافية بطباعة الكتاب المدرسي وتعجز عن الإيفاء بطباعته، أو إيصال الكتاب إلى المدارس في الزمن المحدد رغم أنها وقبل بداية العام الدراسي تتحدث عن توفر الكتاب المدرسي وأن المدارس جاهزة لفتحها.
إن عملية التعليم في السودان تحتاج إلى تضافر الجهود، فالتعليم لم يكن كما كان في الماضي لعدد محدود من الطلاب، الآن الدولة تتحدث عن التعليم لكل أفراد الشعب سواء كان بولاية الخرطوم أو بولايات السودان المختلفة، فالدولة لوحدها لن تستطيع توفير الكتاب المدرسي لهذا العدد الكبير من التلاميذ، إضافة إلى عدم استطاعتها صيانة كل مدارس الولاية الأساس والثانوي، فآباء التلاميذ يدفعون للمدارس الخاصة ملايين الجنيهات من سن الروضة إلى السنة الأولى أساس، ولكن حينما تطلب المدارس الحكومية دفع مبلغ زهيد نجد كل الأسر تحتج على المبلغ الذي فرضته المدرسة على التلاميذ أو تم فرضه من قبل مجالس الآباء.
نعلم التعليم مجاني، ولكن في ظل الظروف التي يعاني منها المعلم والمرتبات الشحيحة لن يستطيع تقديم درس مفيد لتلاميذنا، إضافة إلى أن المدارس الحكومية ليست مهيأة تماماً من حيث الإجلاس والكتاب والبيئة المدرسية نفسها من مياه للشرب ودورات مياه وفصول محتاجة إلى إنارة ومراوح وهذا كله يحتاج إلى مال، والدولة لا تدفع مليماً للعملية التعليمية، فبناء التلميذ يبدأ من مرحلة الأساس، وهذا البناء يحتاج إلى أساتذة أكفاء مهيئين تماماً لهذا العمل وتوفر لهم الدولة كل احتياجاتهم المالية حتى لا ينشغلوا بعملية الدروس الخصوصية التي تشغل الآباء والأسر أكثر من المبلغ الذي تفرضه المدرس لاحتياجاتها الضرورية التي تجعل المعلم متفرغاً تماماً لعملية التعليم وبناء التلاميذ وإلا سنجد تلاميذ لا يعرفون القراءة والكتابة حتى ولو وصلوا الجامعات.
يجب على كل الأسر أن تدعم التعليم الأساسي كل حسب استطاعته وإلا في النهاية ستدفع الأسر مبالغ طائلة للحصة الواحدة كما نلاحظ الآن في المرحلة الثانوية التي يبلغ ثمن حصة الكيمياء أو الرياضيات والفيزياء ألف جنيه إلى مليون جنيه بالقديم، فحتى لا تضطر الأسر لدفع هذا المبلغ عليها أن تدعم المدارس الحكومية ليقوم بناء التلميذ سليماً وقوياً ولا يحتاج في نهاية العام إلى أي مدرس خصوصي، أيها الآباء والأمهات لا تحتجوا على المبالغ الزهيدة التي تطلبها منكم إدارات المدارس، فهي في مصلحة أبنائكم أولاً وأخيراً.