تحقيقات

هل أفلح صندوق تشغيل الخريجين في توفير فرص عمل فعلياً؟!

خريجون: الفكرة جيدة ، لكن تنفيذها دون الطموح !
منتظرون في الصفوف يسخطون وحاصلون على فرص يروون تجربتهم
تحقيق – سامية إبراهيم
في أعقاب تفاقم مشاكل التنمية الاقتصادية في البلاد، وما صحبته من آثار اجتماعية سالبة متمثلة في العطالة والهجرة وتفشي ظواهر الإدمان والقتل والاغتصاب، جاءت حزمة من المعالجات كان من بينها إنشاء الصندوق القومي لتشغيل الخريجين.. وهنا يأتي السؤال.. هل أفلح هذا الصندوق في تشغيل الخريجين بالفعل؟.. وهل هناك نتائج ملموسة من تلك المشروعات؟، وهل يجد طالب فرصة العمل الطريق ممهداً لكي يجد فرصته؟، وماذا قال المنتظرون في صفوف الخدمة والحاصلون على فرص توظيف وأسئلة أخرى أثرناها في تحقيق ميداني. 
خريجون في صفوف المشروعات!
الخريج “بدر الدين الصباح” يرى خلال حديثه لـ(المجهر) أن المشروعات التي تطرح عبر مشروع الصندوق ليست بالطموحة بدليل أن المبلغ الأقصى المرصود للخريج الواحد (20) ألف جنيه، ويرى كذلك  أن المشروعات لا تتوافق والواقع وأن النجاح مرتبط بتوافق الواقع مع المشروعات، ولا بد من المتابعة للخريج والوقوف معه حتى أثناء الاستثمار، أما الخريج “لؤي إسماعيل” فقد اكتفى في إفادته لـ(المجهر) بأن أهم عوامل نجاح المشروع هو الابتعاد عن المحسوبية الحزبية والجهوية.
– الخريج “محمد عيسى” قال إن العطالة قضية كبيرة ومعقدة لا تستطيع وزارات وحكومة لوحدها تحملها وكالعادة تسمع بتشغيل الخريجين ولا نرى شيئاً على أرض الواقع، أما “نهال صلاح” فقد قالت إن الصندوق فكرة جيدة لكن الخوف من عدم التنفيذ، وأضافت حتى الآن لا نرى تنفيذاً يرضي الطموحات.
الخريجة “ريم عمر” أجملت إيجابيات المشروع في الحد من البطالة وتسهيل سداد الأقساط، وفتح فرص للخريجين لتحقيق طموحاتهم، وتشير إلى وجود سلبيات في عدم تنفيذ عمل الصندوق بالقدر المطلوب.
الخريج “محمد صالح” ابتدر حديثه لـ(المجهر) بأن الصندوق عبارة عن استثمار عائده يرجع إلى أشخاص أكثر تأهيلاً يخصص عائده للطلاب الموالين لجهات معينة أكثر من غيرهم وفي شكل دعومات مادية أو مشروع كالسيارات الصغيرة التي توزع للخريجين، وبعد مزاولة العمل يمكن أن يدخل الخريج في ديون.
وفي المقابل يرى الخريج “وليد أزهري” أن الفكرة جيدة إن وظفت وفقاً للأهداف المحددة، هي إيجاد فرص لتوظيف الخريجين يمكن الصندوق يكون أداء لمحاربة البطالة، ولكنه يشدد على أن تتوفر العدالة والابتعاد عن الحزبية والمحسوبية والجهوية ويكون عامل الكفاءة والتأهيل هو الفيصل، وأوضح أن الفكرة لا بد أن تعتمد على إحصائيات حقيقية للخريجين ومصدر المعلومة عاملون منهم الذين يجلسون تحت بند العطالة، ويضيف أن النجاح يتطلب تعاوناً ما بين الصندوق وكافة المؤسسات العامة والخاصة والصندوق يكون معيناً للجنة الاختيار للخدمة العامة بتقديم بيانات وإحصاءات تساعدها في توظيف الكوادر المؤهلة.
نماذج من خريجين وجدوا فرص التمويل
“صباح التجاني محمد” خريجة من جامعة التقانة قسم علوم الحاسوب تقول إنها حصلت على تمويل لمشروع مدرسة إلكترونية خاصة بالثورة الحارة (9)، وتضيف بدأت المشروع كفصل إلكتروني ولكنني تفاجأت بشرط أن مساحة المشروع لا بد أن تكون مساحة المدرسة أكبر، وكنت مستأجرة بيتاً مساحته (500) متر.
{ من الخريجين الممولين “أبو القاسم عبد المنعم، حيث تقدم  _ مع آخرين _لوظائف مشروع تشغيل الخريجين وتم تمويلهم من قبل مصرف المزارع، بعد أن أجرى الصندوق دراسة الجدوى وقام بتدريبنا، التمويل الأول كان تسعة آلاف جنيه وسددتها.

 
*شروط تمويل مشروعات الخريجين
وتوضح إدارة الصندوق في منفستو عملها أن من بين شروط حصول الخريج على تمويل هو معرفته بالشروط اللازمة، وأن يطلع على تفاصيلها بما في ذلك حتى المحفظة.
وطريقة الشراكة في الحصول على تمويل كافٍ لتنفيذ أي مشروع يرغب فيه.
ويوضح مسؤول بإدارة الصندوق في حديثه لـ(المجهر) أن نسبة التعثر حتى الآن من جانب الخريجين قليلة جداً، ويضيف لكن إذا حدث تعثر لأي مشروع يقوم البنك الممول بتقدير حالة التعثر والقيام بعمل إسعاف يستطيع من خلاله الخريج أن يواصل في نفس المشروع أو تغييره بمشروع آخر، ويوضح المسؤول أن مهمة الصندوق العمل على خلق استقرار الخريجين خاصة، وتطويرهم حتى يصلوا إلى مرحلة أصحاب أعمال.
*إدارة الصندوق تترافع
ويقول الأمين العام للصندوق القومي لتشغيل الخريجين الأستاذ “الهادي” إن الصندوق يهتم بالخريجين ونشر ثقافة العمل الحر وتدريبهم وتطوير الخريجين وتوفير فرص العمل لهم، وإنهم حريصون على الإسهام في تقديم المشروعات وتكثيف النشاط التدريبي، مشيراً إلى أن الصندوق يعمل على المساهمة في تخفيف البطالة وسط  شريحة الخريجين وإكساب الخريجين مهارات المنافسة في السوق ثم توفير تمويل للمشروعات المتقدمة من خلال محفظة الخريجين والمصارف المنتشرة.
*مشروع التشغيل في الولايات
ومن جانبه ،قال أمين الولايات بالصندوق “عثمان أدروب” إنهم يقومون بتقييم يومي لأداء الولايات من خلال الطوافات التي تنظمها الأمانة العامة، مشيراً إلى وجود تجارب شركات مع بعض الجامعات ومراكز البحوث بغية تطوير عمل الصندوق.
قال “أدروب” إن هنالك عدداً من الولاة قد أعلنوا دعمهم ووقفتهم التامة مع مشروعات الخريجين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية