ما موقف الحكومة من المبادرة القومية؟!
دفع عدد من القيادات السياسية وبعض رموز الأحزاب بمبادرة لرئاسة الجمهورية أطلق عليها المبادرة القومية للسلام والإصلاح، هدف المبادرة أن تكون هناك مرحلة انتقالية تقودها حكومة مهام وطنية تشكل من ذوي الكفاءة والخبرة والأمانة لتنفيذ برنامج أولويات ملحة لإيجاد مخرج من الأزمات التي تواجه البلاد.
إن المجموعة التي تقدمت بالمبادرة لا حديث حولها، فالدكتور “الجزولي دفع الله” كان رئيس وزراء الانتفاضة وشهدت فترة حكمه نوعاً من الأمن والاستقرار، وكذلك الدكتور “الطيّب حاج عطية” فهو أستاذ جامعي مشهود له بالكفاءة، وكذلك الدكتور “الطيّب زين العابدين” من الأساتذة الجامعيين المرموقين، وكان له دور كبير في المسيرة المليونية التي خرجت بعد تطبيق الشريعة الإسلامية، والدكتورة “سعاد إبراهيم عيسى”، فهي من النساء المشهود لهن بالأمانة والعفة والنزاهة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو السبب الذي دفع أولئك بتقديم تلك المبادرة، ومبادرة رئيس الجمهورية في عملية الإصلاح ما زالت ماثلة أمام الناس، وقضية الحوار الوطني التي اجتمع لها أبناء هذا الوطن في قاعة الصداقة بـ”الخرطوم” لعدد من الشهور يبحثون وينقبون عن الهوية وعن قضية الاقتصاد والسلام، وكل القضايا التي تؤدي إلى أمن وسلامة هذا الوطن، وخرج المجتمعون بقاعة الصداقة إلى توصيات، رئيس الجمهورية التزم على الملأ بتنفيذها وما زال الناس في انتظار تلك التوصيات والعمل على تطبيقها.
ولكن المبادرة التي تقدم بها اثنان وخمسون من القيادات السياسية كأنهم لا يعيشون في السودان وفي أوساطنا، فلا ندري أين كان كل هؤلاء ومخرجات الحوار الوطني شارفت على الانتهاء، من أين خرجت تلك المجموعة لتقدم مبادرة ثم تأتي مجموعة أخرى فتقدم أيضاً مبادرة فنظل في دوامة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالقيادات السياسية تلك جزء كبير منها كانت في صفوف الحركة الإسلامية، ولكن لا ندري ما زالت موجودة في الصفوف أم اتخذت لها موقفاً آخر.
ثانياً: فإن الإنقاذ ومنذ صبيحة الثلاثين من يونيو 1989م، هي تعلم تماماً ماذا تريد وماذا تفعل، فكل خطوة تقوم بها محسوبة بالنسبة لها حتى الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية في السادس من (أبريل) من العام المنصرم يدرك ماذا يريد حتى التغيير والتبديل في القيادات السياسية بالحزب أو الحكومة محسوب، لذا فإن تلك المبادرة التي تقدمت بها تلك القيادات الوطنية وإن كان مغزاها وهدفها نبيلاً وفيه مصلحة الوطن، ولكن الإنقاذ ستظل تعمل برؤيتها الخاصة وأهدافها وربما تطيب خاطر أي شخص يتقدم بعمل نبيل ولكن في النهاية هي تقوم بتنفيذ أفكارها وبرامجها، وربما تقول لهم القيادة سعيكم مشكور على ما تقدمتم به من مبادرة، فنحن لدينا أفكار وبرامج سنعمل بها لمصلحة الوطن والمواطن وكتر خيركم وجزاكم الله خيراً.